تقترب تركيا مما وصفته بأنه "نقطة إيجابية" لبيع غاز تركمانستان إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، وذلك في صفقة قد تنتهي المحادثات بشأنها أوائل العام المقبل (2023).
جاء ذلك بحسب تصريحات صحفية أدلى بها الرئيس التركي أردوغان، صباح الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول، بحسب ما نقلته وكالة رويترز واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتسعى تركيا جاهدة إلى تحقيق هدفها لتصبح مركزًا إقليميا للطاقة، والتحول إلى نقطة محورية لنقل الغاز إلى أوروبا.
وترتبط تركيا بعدّة خطوط للغاز مع روسيا وأذربيجان وتركمانستان، وتستهدف زيادة وارداتها من هذه الدول، لأداء دور الوسيط بتصدير الغاز إلى أوروبا، في أعقاب توقف صادرات موسكو إلى القارة العجوز عبر خط نورد ستريم 1.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول (2022)، إنه من الضروري بدء الأعمال لترتيب نقل الغاز من تركمانستان إلى الأسواق الغربية.
وتعمل تركيا على أن تصبح طريقًا رئيسًا لنقل الطاقة، بفضل موقعها الإستراتيجي الذي يمتد عبر أوروبا وآسيا، ويتحكم في الوصول إلى البحر الأسود.
قمة ثلاثية
أشار أردوغان، حلال كلمة ألقاها في "القمة الثلاثية الأولى بين زعماء تركيا وأذربيجان وتركمانستان" التي تنعقد بمدينة تركمانباشي في تركمانستان، إلى أن جائحة كورونا والحرب والإضرابات الإقليمية، أكدت أهمية النقل في حماية سلاسل التوريد.
وبيّن أن التطورات جعلت أمن إمدادات الطاقة ضمن أبرز القضايا المطروحة في الخطة العالمية، حسبما ذكرت وكالة الأناضول.
والتقى أردوغان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والرئيس التركمانستاني سردار بيردي محمدوف، في مدينة أوازة بغرب تركمانستان، خلال قمة ثلاثية لمناقشة سبل تعميق التعاون في التجارة والطاقة والنقل.
وأوضح الرئيس التركي أن الدول أدركت مرة أخرى مدى أهمية أمن الطاقة وتنويع مصادرها بالنسبة إلى العالم بأسره، لا سيما أوروبا.
وقال: "نحتاج إلى بدء العمل في القضايا المتعلقة بنقل الغاز التركماني إلى الأسواق الغربية"، معربًا عن أمله في إمداد تركيا بالغاز التركماني عبر بحر قزوين.
تستهدف تركيا نقل الغاز التركمانستاني على متن السفن إلى أذربيجان، ومن ثم ضخّه في خطوط الأنابيب في ممر الغاز الجنوبي، الذي يربط أذربيجان بأوروبا عبر جورجيا وتركيا.
نقل الغاز إلى أوروبا
قال الرئيس التركي، إن بلاده تتخذ خطواتها في هذا الاتجاه منذ مدة طويلة، إذ تسعى لتكون مركزًا لنقل الغاز بين الشرق والغرب في الأشهر الأخيرة.
وقبل شهرين، أصدر أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تعليمات إلى المؤسسات ذات الصلة في كلا البلدين بالبدء في تنفيذ مشروع مركز للغاز في تركيا لنقل الغاز إلى أوروبا.
وأكد أردوغان أن خط أنابيب النفط الرابط بين باكو (أذربيجان) - تبليسي (جورجيا) - جيهان (تركيا) و"ممر الغاز الجنوبي" – تاناب-، يتصدران المشهد في هذا الإطار.
كانت أنقرة قد اتقفت مع أذربيجان على مضاعفة قدرة خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول "تاناب" إلى 32 مليار متر مكعب سنويًا.
وشدّد أردوغان على أن خط أنابيب الغاز الطبيعي العابر للأناضول (تاناب) يشكّل العمود الفقري للممرّ الجنوبي لنقل غاز بحر قزوين إلى أوروبا.
الغاز التركمانستاني
قال أردوغان: "حان الوقت كي نباشر أعمال نقل الغاز الطبيعي التركمانستاني أيضًا إلى أسواق الغرب".
ولفت إلى استعداد تركيا للتعاون مع أشقائها في تركمانستان وأذربيجان بشأن تشغيل "حقل الصداقة" للنفط والغاز، موضحًا أن بلاده تولي أهمية لتجارة الكهرباء بين بلدان المنطقة، ومستعدة للعمل مع تركمانستان وأذربيجان في هذا المجال أيضًا.
وتمكنت أذربيجان وتركمانستان عام 2021 من حلّ مشكلة حقل نفطي متنازع عليه بينهما في بحر قزوين، عبر اتفاق على تشغيله بشكل مشترك.
ويقدَّر احتياطي الحقل من النفط بنحو 60 مليون طن، ويقع على الخط الفاصل للمنطقة الاقتصادية التابعة لكل من أذربيجان وتركمانستان.
وأضاف الرئيس التركي: "هدفنا استغلال الفرص الجديدة التي تتطور إثر الديناميكيات العالمية والإقليمية بما يتماشى مع رفاهية مواطنينا واستقرار منطقتنا".
وأكد أن "استكمال عملية انضمام تركمانستان (عضو مراقب) بالكامل إلى منظمة الدول التركية خلال أقرب وقت سيمنحنا قوة كبيرة".
أزمة الطاقة
من جهة أخرى، قال أردوغان، إن الحرب الروسية الأوكرانية هزّت ركائز الأمن والغذاء والطاقة لدى النظام العالمي القائم.
ولفت إلى أن تركيا بذلت منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب جهودًا صادقة على مستويات مختلفة؛ بغية وقف إراقة الدماء وإنهاء الاشتباكات.
وأضاف أردوغان: "رأينا عبر اتفاقية الحبوب وتبادل الأسرى أن فتح الطريق المؤدي إلى السلام ممكن، إذا أتيحت الفرصة للدبلوماسية".
وأوضح أنه يواصل محادثاته في هذا الاتجاه مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معربًا عن أمله في تحقيق وقف إطلاق النار أولًا، ثم إحلال سلام دائم في المنطقة.
*تم تحديث هذا التقرير بتاريخ الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول.
موضوعات متعلقة..
- نقل الغاز إلى أوروبا يشعل المنافسة بين تركيا ومصر.. من يفوز؟
- مسؤول: خط ترك ستريم يعمل بكامل طاقته لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا
اقرأ أيضًا..
- كيف تستفيد مصر من ترسيم الحدود البحرية مع اليونان وليبيا؟.. مصادر تجيب
- وكالة الطاقة الدولية تتوقع انكماش الطلب على النفط خلال الربع الأخير من 2022
- خسائر قطاع النفط السوري تقترب من 112 مليار دولار منذ بدء الحرب