مشروع استرداد الحرارة المهدرة في الإمارات.. ماذا تعرف عنه؟ (إنفوغرافيك)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
يأتي مشروع استرداد الحرارة المهدرة في منطقة الرويس الإماراتية، ضمن مجموعة مشروعات تنفذها عمالقة إنتاج النفط في منطقة الخليج العربي، التي تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية من عمليات الوقود الأحفوري، وتطبيق مزيج طاقة مستدام متوافق مع البيئة.
وتمتلك عمالقة النفط في الخليج العربي خططًا تستهدف تحقيق الحياد الكربوني، عبر تنفيذ استتثمارات ضخمة في المشروعات الخضراء التي تعمل على خفض الانبعاثات الصادرة من منشآت النفط والغاز، مع اعتبار أن الوقود الأحفوري المتهم الأكبر بالتسبب في التغيرات المناخية.
وحلّت كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر، في تصنيف البنك الدولي، ضمن أكبر 10 دول في العالم تُصدّر انبعاثات كربونية من حيث نصيب الفرد.
وترصد وحدة أبحاث الطاقة، تفاصيل مشروع استرداد الحرارة المهدرة في الإمارات منذ النشأة قبل 4 أعوام تقريبًا وحتى الآن.
ماذا تعرف عن المشروع؟
في عام 2018، أطلقت بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" مشروع استرداد الحرارة المهدرة في وحدة المرافق العامة بمنطقة الرويس الواقعة في إمارة أبوظبي.
ومشروع استرداد الحرارة المهدرة، يمثّل استثمارًا تجاريًا مشتركًا بين شركة أدنوك الإماراتية وشركتي "إيني" الإيطالية، و"أو إم في" النمساوية، بتكلفة استثمارية تصل إلى 600 مليون دولار.
ويقوم مفهوم المشروع على إعادة استخدام حرارة العادم الناتجة عن تشغيل التوربينات التي تعمل بالغاز في وحدة المرافق العامة بالرويس وتطلق في الغلاف الجوي، لإنتاج البخار الذي يستخدم في إنتاج الكهرباء.
وتستعد الإمارات للانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع استرداد الحرارة المهدرة التي تشمل تشغيل غلايتين وتوربينات جديدة قبل نهاية العام الجاري (2022)، في حين من المتوقع الانتهاء من المرحلة الثانية التي تشمل غلايتين إضافيتين بحلول منتصف العام المقبل (2023).
ما هي قدرات المشروع؟
بحسب بيانات "أدنوك"، سيعمل مشروع استرداد الحرارة المهدرة، على إضافة نحو 230 ميغاواط يوميًا من الكهرباء، أي ما يكفي لتزويد مئات الآلاف من المنازل بالكهرباء.
كما من المخطط أن ينتج مشروع استرداد الحرارة المهدرة في الرويس، نحو 62.4 ألف متر مكعب يوميًا من الماء المقطر.
وتشير الشركة الإماراتية -أيضًا- إلى أنه سيسهم في زيادة إنتاج الطاقة وتعزيز الكفاءة الحرارية في وحدة المرافق العامة بالرويس بنسبة 30%، ودون حدوث أي انبعاثات إضافية من ثاني أكسيد الكربون.
الحياد الكربوني وهدف الإمارات
جاء المشروع في إطار استهداف الإمارات عمومًا وشركة أدنوك خصوصًا تقليل البصمة الكربونية من عمليات الوقود الأحفوري التي تتميز بها البلاد، للإسهام في مواجهة انبعاثات غازات ثاني أكسيد الكربون.
وتستهدف العملاقة الإماراتية "أدنوك" خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من عملياتها بنسبة 25% بحلول عام 2030، مؤكدة أنها تأتي ضمن منتجي النفط والغاز الأقل كثافة في مستويات انبعاثات الكربون عالميًا.
ويُشار إلى أن "أدنوك" هي صاحبة أول منشأة تجارية لاحتجاز الكربون وتخزينه تحت الأرض في منطقة الشرق الأوسط، التي أنشأتها عام 2016، كما تعمل الشركة على خفض الكربون من عملياتها من خلال توفير الطاقة التي تحتاج إليها الشركة في عملياتها عبر الطاقة النووية والشمسية.
ويتزامن هذا مع استهداف الإمارات تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وذلك عبر استثمار أكثر من 600 مليار درهم (163.36 مليار دولار) في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى منتصف القرن الحالي (2050).
وتسعى البلاد إلى خفض الانبعاثات الضارة بنسبة 23.5% بحلول 2030، مع استهدافها توفيرًا يعادل 700 مليار درهم (190.58 مليار دولار) من خلال تحقيق تلك المستهدفات حتى 2050.
وتتضمن خطة الإمارات -أيضًا- تقليل الانبعاثات الكربونية من عملية توليد الكهرباء بنسبة تصل إلى 70% خلال العقود الـ3 المقبلة.
موضوعات متعلقة..
- الحياد الكربوني.. استثمارات عمالقة الطاقة في الخليج لمواجهة تغير المناخ (إنفوغرافيك)
- مصفاة الرويس الإماراتية.. 4 معلومات عن إحدى أكبر مصافي العالم
- تجارة الكربون.. هل تستفيد الأسواق الناشئة من قواعد خفض الانبعاثات؟
اقرأ أيضًا..
- الهيدروجين الأخضر يتصدر مشروعات شركات الطاقة في 3 قارات (تقرير)
- هل يتجه الغاز الروسي إلى باكستان هربًا من العقوبات الغربية؟ (مقال)
- طرح أول مولد يعمل بالهيدروجين.. بديل مثالي لمولدات الديزل والبنزين (فيديو)