حادث أنابيب كيستون.. تفاصيل جديدة عن أكبر تسرب نفطي في أميركا منذ 2013
تسرب 14 ألف برميل نفط.. وتعليق تشغيل الخط يهدد التسليمات
هبة مصطفى
ما زالت تفاصيل حادث تسرب خط أنابيب كيستون النفطي تتكشف واحدة تلو الأخرى، وعقب مرور يومين من الواقعة قدرت شركة ترانس كندا "تي سي إنرجي" المشغلة له حجم البراميل المنسكبة من الجزء الخاص بالخط في ولاية نبراسكا الأميركية.
كانت الشركة الكندية قد أعلنت، أمس الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول، في بيان رسمي، إغلاق الخط وتعليق نقل التدفقات خلاله مع اختلال الضغط بعد تسرب نفطي وقع مساء الأربعاء، حسبما تابعت منصة الطاقة المتخصصة.
ويبدو أن جهود فرق السيطرة على الحادث التابعة للشركة رصدت تفاصيل جديدة قد تؤثر في استمرار حالة القوة القاهرة وتعوق استئناف الخط عمله في نقل التدفقات لحين تمكن الشركة المشغلة من إصلاح الضرر، وفق ما نشرته رويترز، اليوم الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول.
حوادث خط أنابيب كيستون
وُصف حادث خط أنابيب كيستون المعني بنقل النفط من مقاطعة ألبرتا الكندية إلى أميركا بأنه أكبر التسربات النفطية في الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد.
وبحسب بيانات إدارة سلامة خطوط الأنابيب والمواد الخطرة في الولايات المتحدة؛ فإن واقعة التسرب منذ يومين تُعَد الأكبر من نوعها في البلاد منذ تسرب ما يزيد على 20 ألف برميل نفط من خط أنابيب "تيسورو" في أكتوبر/تشرين الأول عام 2013 في ولاية داكوتا الشمالية.
وفي الوقت ذاته، قالت شركة ترانس كندا "تي سي إنرجي" المُشغلة لخط أنابيب كيستون إنها أغلقت الخط وحشدت فرق الإنقاذ في محاولة لاحتواء التسرب النفطي، الذي وقع مساء الأربعاء الماضي، في كنساس جنوب ستيل سيتي في ولاية نبراسكا الأميركية، وقُدر بنحو 14 ألف برميل.
وتُعَد هذه الواقعة هي سابع التسربات النفطية للخط منذ تشغيله في يونيو/حزيران عام 2010، وتحتل المرتبة الثالثة للتسربات التي زاد عدد براميلها على عدة آلاف.
مَن المتهم؟
رغم تقدير حجم تسرب النفط من الخط -لنقل سعة قدرها 622 ألف برميل يوميًا من الخام الثقيل المُنتج من حقول ألبرتا الكندية إلى مصافي التكرير الأميركية- بصورة مبدئية غير أن تفاصيل سبب الواقعة وموعد استئناف العمل لم يعلنا بعد.
ولم تمتد تداعيات التسرب إلى المياه المستخدمة لأغراض الشرب أو الاستخدامات السكنية رغم تأثر سطح المياه في "ميل كريك"، حسبما أوضح بيان صادر عن هيئة حماية البيئة في أميركا.
ورغم الغموض وراء العوامل المؤدية للتسرب النفطي من الخط (الكندي-الأميركي)؛ فإنه يأتي عقب مرور شهرين -فقط- من إعلان شركة ترانس كندا "تي سي إنرجي" خططًا طموحة حول زيادة سعة نظام الخط لإجراء اختبارات.
وتستند الشركة الكندية إلى امتلاكها تصريحًا يسمح لها بتشغيل خط أنابيب كيستون بضغط يفوق خطوط نقل الخام في الولايات المتحدة، بحسب تقرير مكتب المساءلة وهو هيئة حكومية بالبلاد.
جهود الإنقاذ
حشدت شركة ترانس كندا المعنية بتشغيل الخط الجهود لاحتواء تداعيات التسرب، وعكف ما يقرب من 100 شخص على فرض حواجز لمنع امتداد النفط المنسكب، بينما أعلنت الشركة إغلاق الخط بعدما انخفض الضغط بشبكة الضخ مساء الأربعاء الماضي.
وقال ممثل وكالة حماية البيئة الأميركية بالمنطقة رقم 7 في كانساس، كيلان أشفورد، إن هناك ممثلين للوكالة ولإدارة الطوارئ ووزارة الصحة والسلامة بموقع الحادث لمتابعة التطورات.
واتفقت الشركة المشغلة والهيئات السابق ذكرها على ضرورة إغلاق الخط -لمدة لم تُحدد بعد- لحين التيقن من إصلاح الأضرار لضمان سلامة نقل التدفقات.
وشددت إدارة سلامة خطوط الأنابيب والمواد الخطرة في أميركا على أنه عقب التشغيل يتعين على شركة "ترانس كندا" اعتماد الضخ بضغط منخفض في الأجزاء المتضررة من الخط.
وأبدى المدير التنفيذي لمؤسسة "بايب لاين سيفتي تراست" غير الربحية المعنية بسلامة خطوط نقل النفط، بيل كارام، قلقه من تكرار حوادث التسرب النفطي من خط أنابيب كيستون رغم حداثته.
الإمدادات وأسعار الخام
أعلنت شركة ترانس كندا، المُشغلة للخط، حالة القوة القاهرة -وهي حالة تفرض حال تعطل التسليمات لأسباب خارجة عن الإرادة- وبموجب قرار إغلاق الخط تتوقف تدفقات النفط الخام الكندي إلى مراكز التخزين ومصافي المعالجة والتصدير الأميركية في مدينة كوشينغ بولاية أوكلاهوما الأميركية.
وأدت تداعيات الحادث إلى تداول نفط غرب كندا الثقيل "ويسترن كندا سيليكت" المُنتج من حقول مقاطعة ألبرتا بأقل من سعره، بعدما كان يسجل ارتفاعًا مع انخفاض الطلب على الخام الثقيل والحامض من الدولة الواقعة في أميركا الشمالية.
وسجلت أسعار النفط الكندي الثقيل، اليوم الجمعة، انخفاضًا قدره 33.50 دولارًا للبرميل لتسليمات شهر يناير/كانون الثاني المقبل، قبل أن تُختتم الجلسة بانخفاض قدره 27.75 دولارًا للبرميل، بحسب ما نقلته منصة آرغوس ميديا (Argus Media) المعنية بشؤون الطاقة.
وقبيل واقعة تسرب خط أنابيب كيستون النفطي في ولاية نبراسكا الأميركية، كانت الشركة الكندية قد أعلنت القوة القاهرة، شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أيضًا، بعدما عطلت الظروف الجوية السيئة تسليمات الخام، رغم تسجيل الخط مستوى قياسيًا في سبتمبر/أيلول الماضي بنقل 640 ألف برميل يوميًا.
اقرأ أيضًا..
- بورصة شنغهاي للنفط والغاز تفتح أبوابها لدول الخليج
- مشروعات تخزين الكهرباء عالميًا تجتذب 58 مليار دولار في 3 سنوات (تقرير)
- سعة الطاقة الشمسية لدى الشركات الأميركية تشهد زخمًا كبيرًا (تقرير)
- السوريون يواجهون أزمة الوقود بحرق قشور المكسرات والأحذية والملابس
- أرامكو السعودية تعزز وجودها بسوق التكرير والبتروكيماويات في الصين بصفقة جديدة