وكالة الطاقة الدولية تتوقع مبيعات قياسية للمضخات الحرارية خلال السنوات المقبلة
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع المبيعات العالمية للمضحات الحرارية إلى مستويات قياسية خلال السنوات المقبلة، مدفوعة بأزمة الطاقة الراهنة التي تسرّع من انتشارها.
وأكدت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير حديث لها صادر اليوم الأربعاء، أن المضخات الحرارية تعدّ حلًا فائقًا لكفاءة الطاقة وصديقة للبيئة، وهو ما يساعد على خفض تكاليف فواتير الكهرباء مع تقليل اعتماد الدول على الوقود الأحفوري.
وبحسب التقرير، شهدت سوق المضخات الحرارية نموًا قويًا خلال السنوات الأخيرة، بسبب انخفاض تكاليف استعمالها، إذ ارتفعت مبيعاتها عالميًا بنسبة 15% خلال 2021، أي ضعف متوسط وتيرة النمو طوال العقد الماضي.
وجاء ارتفاع المضخات الحرارية خلال العام الماضي بقيادة الاتحاد الأوروبي بنسبة 35%، إذ إن مبيعات المضخات الحرارية تضاعفت في بعض بلدان الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من العام الجاري (2022) مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن ترتفع المبيعات السنوية في الاتحاد الأوروبي إلى 7 ملايين مضخة بحلول عام 2030، مقابل مليوني وحدة في 2021، وذلك حال نجاح دول الكتلة في تحقيق أهداف خفض انبعاثاتها وأمن الطاقة.
تقليل الطلب على الغاز
تُقدّر وكالة الطاقة الدولية أن المضخات الحرارية يمكنها أن تقلل الطلب على الغاز الطبيعي بنحو 7 مليارات متر مكعب في عام 2025، أي ما يعادل الغاز المنقول عبر خط أنابيب بحر الأدرياتيكي في عام 2021.
وتوقعت أن ترتفع كمية الغاز التي ستُوَفَّر سنويًا إلى 21 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، حال تحقيق أهداف الاتحاد الأوروبي بشأن المناخ.
وبحسب وكالة الطاقة الدولية، تعدّ المضخات الحرارية الموجودة في السوق حاليًا أكثر كفاءة في استعمال الطاقة بنحو ثلاث إلى خمس مرات مقارنة بغلايات الغاز الطبيعي، مما يقلل من تعرّض الأسر لارتفاع أسعار الوقود الأحفوري.
كما يمكن للعديد من المضخات الحرارية أن تقوم بتبريد الهواء، وإلغاء الحاجة إلى مكيفات الهواء.
ويمكن للأسر التي تتحول للمضخات الحرارية أن تحقق وفرًا في فواتير الطاقة يصل إلى 300 دولار في الولايات المتحدة، و900 دولار في أوروبا، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وتشير الوكالة التي تتخذ من باريس مقرًا لها، إلى أن تدفئة المباني مسؤولة عن 4 غيغاطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ما يعادل نحو 10% من الانبعاثات العالمية.
وتؤكد أن تركيب المضحات الحرارية سيعمل على تقليل غازات الاحتباس الحراري، حتى مع مزيج توليد الكهرباء الحالي، وهو ما عدَّته وكالة الطاقة ميزة ستبرز بشكل أكبر مع إزالة الكربون من قطاع الكهرباء.
وفي عام 2021، استعملت المضخات الحرارية في تلبية 10% من احتياجات تدفئة الأماكن على مستوى العالم، فهناك نحو 60% من المباني مجهزة بالمضخات الحرارية في دولة النرويج، أمّا في السويد وفنلندا فترتفع النسبة لأكثر من 40%.
ورأت وكالة الطاقة الدولية أن ارتفاع مبيعات المضخات الحرارية بدول الاتحاد الأوروبي يقوّض الحجة القائلة بأنها غير مناسبة للدول ذات المناخ البارد.
ووفقًا للتقرير، يوجد أكبر عدد من المنازل المزودة بالمضخات الحرارية في أميركا الشمالية، كما تعدّ الصين أكبر سوق للمبيعات الجديدة.
وتبرز كل من أميركا الشمالية والصين واليابان وكوريا بصفتها مراكز تصنيع رئيسة وموطنًا لأكبر اللاعبين في هذه الصناعة، بحسب وكالة الطاقة الدولية.
إزالة الكربون
رأت وكالة الطاقة الدولية أن مخاوف أمن الطاقة مع السعي نحو تحقيق الالتزامات الحرارية ستجعل المضخات الحرارية الوسيلة الأساسية لإزالة الكربون.
وتوقعت الوكالة أنه حال نجاح تطبيق جميع التزامات الدول المتعلقة بالطاقة والمناخ، ستقفز السعة العالمية للمضخات الحرارية من ألف غيغاواط في 2021 إلى ما يقرب من 2600 غيغاواط بحلول عام 2030.
ونتيجة لذلك السيناريو، سينخفض الطلب على الغاز الطبيعي بمقدار 80 مليار متر مكعب وزيت التدفئة بنحو مليون برميل يوميًا، وكذلك انخفاض الطلب على الفحم بمقدار 55 مليون طن مكافئ بحلول 2030.
ومع النشر السريع للمضخات الحرارية بالتوازي مع الأهداف المناخية، يمكنها أن تقلّل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار نصف غيغاطن بحلول 2030.
وتعمل المضخات الحرارية على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 20% مقارنة بغلايات الغاز، حتى عند استعمال الكهرباء كثيفة الانبعاثات، ويمكنها أن تخفض الانبعاثات بنسبة 80% مقارنة بالغلايات، حال استخدام كهرباء من مصادر نظيفة.
تلبية احتياجات الصناعة
ترى وكالة الطاقة الدولية أن المضخات الحرارية يمكنها أن تلبي احتياجات التدفئة لقطاع الصناعة، فمثلًا يمكن توفير 30% من احتياجات التدفئة لصناعات الورق والأغذية والكيماويات من خلالها.
وألمحت إلى إمكان تركيب 15 غيغاواط من المضخات الحرارية في 3 آلاف منشأة أوروبية بتلك القطاعات الثلاثة، والتي تضررت بشدة من الزيادات الأخيرة بأسعار الغاز الطبيعي.
كما تؤكد وكالة الطاقة الدولية أنه يمكن للمضخات الحرارية أن تعالج فقر الطاقة، مع نجاحها في تحقيق وفر بفاتورة الطاقة للأسر ذات الدخل المنخفض بنسبة تتراوح ما بين 2 و 6% من دخل الأسرة.
تحديات
بحسب التقرير، رصدت الشركات المصنّعة للمضخات الحرارية استثمارات تُقدَّر بنحو 4 مليارات دولار بهدف توسيع إنتاج تلك المضخات، إذ يقع معظم تلك الاستثمارات في الدول الأوروبية.
ووفقًا للوكالة، سيكون تركيب المضخات الحرارية الجديدة خلال السنوات الـ4 المقبلة مساويًا لعدد المضخات التي رُكِّبت خلال العقد الماضي.
ومع المميزات التي تقدّمها المضخات الحرارية، ترى وكالة الطاقة الدولية أن التوسع في استعمالها يطرح بعض التحديات، ومنها ارتفاع الطلب على الكهرباء، ورغم ذلك يمكن لكفاءة الطاقة التي تتميز بها أن تقلل التأثير في الشبكة.
ويتطلب كذلك توريد وتركيب المضخات الحرارية العالمية أكثر من 1.3 مليون عامل بحلول عام 2030، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الأيدي العاملة حاليًا، وهو ما يزيد من احتمال نقص العمالة الماهرة.
كما أن الاستثمار المطلوب للمضخات الحرارية لتحقيق الأهداف المناخية ضخم، إذ يصل إلى 160 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030.
موضوعات متعلقة..
- المضخات الحرارية تضمن تدفئة المنازل بأقل تكلفة.. وتعمل بالطاقة الشمسية
- الطلب العالمي على المضخات الحرارية قد يتجاوز 1.5 مليار وحدة بحلول 2050
- المضخات الحرارية قد تخلّص أوروبا من الاعتماد على الغاز الروسي
اقرأ أيضًا..
- هل يتجه أوبك+ إلى خفض الإنتاج مرة أخرى؟.. 3 خبراء يجيبون
- تحديات تواجه إنتاج النفط الصخري الأميركي في عام 2023 (تقرير)
- إنتاج الغاز في مصر يشهد نموًا كبيرًا خلال الـ20 عامًا الماضية (تقرير)