التقارير تقارير الطاقة المتجددة تقارير الكهرباء رئيسية طاقة متجددة كهرباء

انخفاض إنتاج الرياح البحرية في بريطانيا يرفع أسعار الكهرباء

هبة مصطفى

2022-11-29

0 656

دفع انخفاض إنتاج طاقة الرياح البحرية في بريطانيا إلى مستويات متدنية تقارب "الصفر" نحو رفع أسعار الكهرباء، في توقيت بالغ الحيوية للدول الأوروبية بالكامل، إذ يوشك فصل الشتاء المقترن بذروة الطلب على الإمدادات على مهاجمة القارة العجوز.

وواصلت أسعار الكهرباء في المملكة المتحدة، اليوم الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفاعها إلى مستوى فاق مستويات أمس الإثنين، في حين فضّلت شبكة الكهرباء الوطنية في البلاد "ناشيونال غريد" عدم مطالبة المستهلكين بخفض الطلب، في محاولة منها لاحتواء الأسعار المرتفعة، بحسب ما نشرته بلومبرغ.

ويتزامن تراجع إمدادات الكهرباء المولدة من طاقة الرياح البحرية في بريطانيا مع غياب إمدادات الغاز الروسي عن المملكة المتحدة، وعزّز ذلك اتجاه مستويات الأسعار إلى منحنى صعودي رغم محاولات خفض الاستهلاك، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

أسعار الكهرباء في بريطانيا

تضاعفت أسعار الكهرباء البريطانية إلى ما يقرب من 4 أضعاف مستويات الأسبوع الماضي في بورصة الكهرباء الأوروبية لبعض العقود، وتزامن ارتفاع الأسعار مع انخفاض الإمدادات، ما أثار الجدل حول ردة فعل الشبكة الوطنية "ناشيونال غريد" على معدل الاستهلاك.

وسجلت أسعار الكهرباء 790 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة في بورصة الكهرباء الأوروبية "إيبكس سبوت" خلال المدة بين الساعة 6 و6.30 مساء اليوم، وهو معدل أسعار يفوق أمس الإثنين.

(الجنيه الإسترليني = 1.20 دولارًا أميركيًا)

وجاء ذلك بعدما تجاوزت الأسعار 1200 جنيه إسترليني لكل ميغاواط/ساعة، أمس الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بين الساعة 5 و6 مساءً، في حين كانت تُشير توقعات أسعار اليوم الثلاثاء إلى تسجيلها أعلى المستويات منذ 31 أغسطس/آب الماضي، بحسب ما نشرته بلومبرغ.

وتُشير التوقعات إلى تسجيل استهلاك الكهرباء بالبلاد مستوى ذروة يصل إلى 41.1 غيغاواط قد يرتفع إلى 42.2 غيغاواط، مع مواصلة درجات الحرارة انخفاضها لمعدلات غير متوقعة.

إنتاج طاقة الرياح البحرية في بريطانيا

يبدو أن انخفاض إنتاج طاقة الرياح البحرية في بريطانيا كان أبرز العوامل الداعمة لارتفاع الأسعار، لا سيما مع توقعات بتسجيله "صفرًا" يوم الخميس المقبل، ولا توجد ارتفاعات في مستويات توليد الكهرباء حتى ذلك الحين.

وتُعد طاقة الرياح البحرية في بريطانيا ثاني أكبر الأسواق العالمية، ورغم ذلك تُشير التوقعات إلى انخفاض معدل توليد الكهرباء منها إلى 677 ميغاواط فقط في غضون أيام قليلة، إلى الحد الذي يدفع حكومة المملكة المتحدة إلى تشغيل المزيد من المحطات العاملة بالغاز لتعويض فارق الإنتاج.

ورغم تسجيل إنتاج طاقة الرياح البحرية في البلاد رقمًا قياسيًا في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عند 20 غيغاواط، و896 ميغاواط؛ قد تسجل تلك المستويات هبوطًا إلى 3 غيغاواط و920 ميغاواط، بمعدل هبوط اليوم الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني يصل إلى 580 ميغاواط.

وزاد من حدة الأمر اعتماد المملكة المتحدة على الغاز بصورة كبيرة، إذ يشكّل ما يزيد على ثلث مزيج الكهرباء، بجانب اعتمادها عليه في تدفئة 85% من المنازل، وعرض ذلك الإمدادات اللازمة لتلبية الطلب لتقلبات عدة عقب الغزو الروسي لأوكرانيا مع غياب الإمدادات من موسكو.

وتأتي تقلبات أسعار الكهرباء وارتفاعها إلى مستويات قياسية، إثر انخفاض إنتاج طاقة الرياح البحرية في بريطانيا، في حين تنظر الدولة المنفصلة عن الاتحاد الأوروبي قبل أعوام إليها بصفتها حجر الأساس خلال رحلتها للحياد الكربوني بحلول عام 2050.

مسارات الحلول

تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا وتداعياته في إرباك الأسواق، واضطرت الحكومات الأوروبية إلى التعامل مع نقص الإمدادات بمسارات مختلفة من بينها فرض ضرائب مفاجئة على أرباح شركات الطاقة المستفيدة من ارتفاع الأسعار، ودعوة المواطنين إلى خفض معدل الاستهلاك وتقنينه، فضلًا عن رفع فواتير الاستهلاك إلى مستويات غير مسبوقة.

ومع تراجع إنتاج طاقة الرياح البحرية في بريطانيا وارتفاع أسعار الكهرباء على المستهلك، لجأت الحكومة إلى ضم شركات الكهرباء النظيفة إلى شركات الطاقة الخاضعة لضريبة الأرباح المفاجئة.

وحددت المملكة المتحدة نسبة الضريبة المفاجئة على شركات الكهرباء بما يصل 45% من أرباحها.

وتزامن ذلك مع إعلان وزير المالية البريطاني، جيرمي هنت، إنهاء حزمة الدعم الحكومية لفواتير الطاقة المنزلية بداية من أبريل/نيسان من العام المقبل (2023)، مشيرًا إلى أن متوسط تكلفة الفواتير المنزلية قد يبلغ 3 آلاف جنيه إسترليني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..