غازبروم الروسية تتخذ إجراءات لتسريع عودة الغاز عبر خط نورد ستريم
وتعدل موقفها من التصدير إلى مولدوفا
مي مجدي
تعتزم شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم إغلاق محطتي ضغط بورتوفايا وسلافيانسكايا اللتين تضخّان الغاز في نظام خط أنابيب الغاز نورد ستريم.
وتخطط الشركة الروسية لإبقاء المعدّات في محطتي الضغط وعدم نقلها إلى مواقع أخرى، وسيسهم ذلك في عودة التدفقات خلال وقت قصير فور إصلاح خطوط الأنابيب، حسب وكالة رويترز، نقلًا عن صحيفة كوميرسانت الروسية.
وجاء ذلك بعدما شهد خطّا أنابيب نورد ستريم 1 و2 انفجارات خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022).
وأدانت روسيا الانفجارات، إذ اشتبهت وزارة الدفاع الروسية بتورّط سلاح البحرية البريطانية، لكن لندن نفت هذه الاتهامات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
خطوط الأنابيب
توقّفت خطوط أنابيب نورد ستريم عن نقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وأُغلق خط أنابيب نورد ستريم 1 بسبب عمليات الصيانة في 31 أغسطس/آب، ولم يستأنف عملياته منذ ذلك الوقت.
واكتمل بناء خط أنابيب نورد ستريم 2 في سبتمبر/أيلول (2021)، لكن لم يبدأ تشغيله تجاريًا بعدما أوقفت ألمانيا عملية التصديق على الخط عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبرّر المحلل لدى معهد إنرجي آند فينانس سيرجي كوندراتييف قرار غازبروم بوقف التشغيل والحفاظ على المعدّات في أماكنها بأنه من الصعب تحديد موعد انتهاء الإصلاحات.
وأضاف أن نقل المعدّات إلى محطات الضغط الأخرى غير قابل للتطبيق؛ نظرًا لأن محطة بورتوفايا تستخدم معدّات فريدة من نوعها.
وأضاف أن عمليات الإصلاح قد تستغرق من 3-5 أشهر، بتكلفة تصل إلى 3 مليارات روبل (قرابة 50 مليون دولار).
كما لم يتضح بعد ما إذا كانت شركة غازبروم ستعيد تشغيل خطوط الأنابيب، خاصة أن المعدّات في محطة ضغط بورتوفايا متوقفة عن العمل قبل وقوع الانفجارات في ظل نقص عمليات الصيانة بسبب العقوبات الغربية على روسيا.
إمدادات الغاز إلى مولدوفا
في غضون ذلك، عدّلت شركة غازبروم الروسية المنتجة للغاز عن تهديداتها الموجهة إلى مولدوفا بخفض إمدادات الغاز، بدءًا من اليوم الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني (2022).
إلّا أن الشركة أصرّت على الاحتفاظ بحقّها في خفض أو وقف التدفقات مستقبلًا في حالة فشل مولدوفا في سداد الدفعات المتفق عليها.
وفي الأسبوع الماضي، زعمت شركة غازبروم أن أوكرانيا تحتفظ بجزء من إمدادات الغاز الموجهة إلى مولدوفا، وهو أمر نفته كييف، معلنةً نيّتها خفض التدفقات بدءًا من يوم الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وقالت غازبروم في أحدث بيان لها، إن شركة مولدوفا للغاز الطبيعي دفعت مقابل إمدادات الغاز لشهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022).
ومع ذلك، اتهمت شركة غازبروم مولدوفا بارتكاب انتهاكات منتظمة تتعلق بالتزامات السداد، لذا ستحتفظ بحقّها في خفض الإمدادات أو وقفها بالكامل في حالة عدم الدفع.
ووفقًا للحكومة في مولدوفا، تحتفظ البلاد بأكثر من 200 مليون متر مكعب من الغاز في مستودعات برومانيا وأكرانيا، بعدما خفضت روسيا التدفقات إليها خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022) بنسبة 56.5%، وتكفي هذه الكمية لتغطية احتياجات مولدوفا لمدة شهر و3 أسابيع خلال فصل الشتاء.
ولجأت البلاد إلى تشغيل معظم المحطات الحرارية بالنفط لتوفير استهلاك الغاز، كما شجعت السكان على استعمال الفحم والخشب للتدفئة.
التوتر بين روسيا ومولدوفا
تشكّل إمدادات الغاز مصدر توتر دائم بين روسيا ومولدوفا.
وأشارت شركة غازبروم إلى أن مولدوفا -الجمهورية السوفيتية السابقة- مدينة لها بنحو 9 مليارات دولار، وهو دين تراكم لعقود بسبب عدم سداد منطقة ترانسنيستريا، والتي تعدّ دولة انفصالية، ويتمركز بها قرابة 1200 جندي روسي، وترفض مولدوفا الاعتراف بهذه الديون.
بينما تستعمل ترانسنيستريا -حاليًا- نحو 40% من صادرات الغاز، لكنها لا تدفع للحكومة في مولدوفا مقابل ذلك.
وصرّح رئيس شركة مولدوفاغاز فاديم سيبان، اليوم الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، أن فاتورة الغاز المقدّمة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني تضاعفت إلى 42 مليون دولار، وسط زيادة الطلب من ترانسنيستريا، مضيفًا أن بلاده سددت المدفوعات.
على صعيد آخر، تعتزم شركة غازبروم نقل 42.2 مليون متر مكعب من الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا اليوم الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، بانخفاض طفيف عن مستويات يوم الأحد 27 نوفمبر/تشرين الثاني البالغة 42.6 مليون متر مكعب.
واعتادت روسيا تلبية 40% من احتياجات القارة العجوز من الغاز عبر خطوط الأنابيب، لكن أغلب الصادرات توقفت منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
موضوعات متعلقة..
- غازبروم نفط تعلن قطع الإمدادات عن أي دولة تضع سقفًا لسعر النفط الروسي
- إنتاج غازبروم الروسية يتراجع 12% منذ بداية 2022
- غازبروم الروسية تعتمد أكبر توزيعات أرباح في تاريخها
اقرأ أيضًا..
- رئيس الإمارات يوجه بتسريع خطط أدنوك لزيادة الإنتاج إلى 5 ملايين برميل يوميًا
- ما دور عبدالله بن حمود الطريقي في صناعة النفط ولماذا حاربته الشركات؟ خبيران يجيبان
- محاولات حظر النفط الروسي لم ترفع الأسعار العالمية رغم تشدد الاتحاد الأوروبي (مقال)