التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

خطط حفر السفينة عبدالحميد خان قد تجدد التوترات بين تركيا ودول شرق المتوسط

هبة مصطفى

تستعد سفينة الحفر التركية عبدالحميد خان للإبحار، خلال الأيام المقبلة، باتجاه شرق البحر الأبيض المتوسط، بالتزامن مع إعلان أنقرة عزمها إجراء عمليات تنقيب واستكشاف جديدة دون الكشف عن وجهة محددة.

ومع تلك الانطلاقة، ترسّخت مخاوف من تجدد الخلافات بين أنقرة من جهة وبعض دول شرق المتوسط -وأبرزها اليونان وقبرص- من جهة أخرى، وفق ما نشرته صحيفة جريك ريبورتر (Greek Reporter).

وتنظر تركيا إلى السفينة كونها "رمزًا" وانعكاسًا لرؤية البلاد حيال قطاع الطاقة، بحسب تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال الاحتفال بإنزال السفينة إلى المياه للمرة الأولى في أغسطس/آب الماضي، والذي تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

خطط الحفر التركية

من خلال تصريح مقتضب للمدير العام لشركة النفط التركية المعنية بأعمال الحفر والتنقيب والاستكشاف "تي بي إيه أو"، ميليه خان بيلغين، كُشف عن خطط مُعَدَّة سلفًا تتضمن أجندة أسبوعية لمدة الحفر، بينما لم يشمل تصريح بيلغين أي دلالات عن وجهة السفينة عبدالحميد خان بصورة محددة.

عبدالحميد خان
الرئيس التركي أمام سفينة الحفر التركية الرابعة - الصورة من (eKathimerini)

ويحمل غموض وجهة سفينة الحفر التركية عبدالحميد خان مخاوف من تجدد الخلافات والتوترات مع دول شرق المتوسط مرة أخرى، ولا سيما إذا كانت المنطقة الاقتصادية الخالصة في قبرص إحدى وجهات السفينة.

وتذهب سيناريوهات محتملة أخرى إلى أن تكون المنطقة الاقتصادية الخالصة في ليبيا وجهة لسفينة الحفر، بالأخذ في الاعتبار إجراء تركيا مسوحات زالزالية بها في وقت سابق وفق اتفاق موقع بين البلدين، غير أن هذا الاتفاق قُيِّدَ بموجب اتفاقية وُقعت بين مصر واليونان قبل أيام قليلة.

وينظم اتفاق القاهرة-أثينا شؤون البحث والإنقاذ في منطقة شرق المتوسط، وقال وزير الدفاع اليوناني "نيكوس باناغيوتوبولوس" إنه يخالف اتفاق (تركيا-ليبيا) غير الداعم لاستقرار المنطقة، بحسب قوله.

السفينة عبدالحميد خان

ينظر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى سفينة الحفر عبدالحميد خان باعتبارها "رمزًا" لرؤية بلاده حيال ملف الطاقة، غير أنه عزم إثارة حفيظة دول شرق المتوسط منذ إعلانه -خلال الاحتفال بإطلاق السفينة في أغسطس/آب الماضي 2022- سيادة أنقرة على عمليات الحفر والتنقيب بالمنطقة.

وقال أردوغان حينها إنه لن تتمكن أي دولة من منع حقوق التنقيب والحفر لبلاده في منطقة البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن تركيا لن تطلب إذن أو موافقة أي من الأطراف على خططها.

وتكشف الخريطة الزمنية أدناه عن التسلسل الزمني للصراع على موارد الغاز في منطقة شرق المتوسط انتهت بفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا عام 2020، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة:

غاز شرق المتوسط
شرق المتوسط

ووجَّه رسالة لفت من خلالها إلى قدرات أنقرة للتنقيب عن الغاز الطبيعي في إشارة إلى مرافقها البالغة 4 سفن تنقيب بالحفر بجانب سفينتين للتنقيب عبر الموجات الزلزالية، وكشف عن جانب من خطط الحفر المحلية التي تضمنت توجه السفينة الرابعة إلى بئر "يوروكلر 1" القابعة بولاية أنطاليا.

كانت السفينة قد انطلقت من ميناء أوكبو الكوري الجنوبي في 7 مارس/آذار، قبل أن تصل إلى جنوب البلاد، لتصبح بذلك رابع السفن التركية ضمن أسطول التنقيب عن النفط والغاز.

وحول مواصفاتها، تصنف سفينة الحفر عبدالحميد خان باعتبارها ضمن سفن الجيل السابع، ويصل ارتفاع برجها إلى 112 مترًا، بطول يصل إلى 239 مترًا وعرض 42 مترًا، وتُتيح مواصفات السفينة -التي تسع 200 فرد- الحفر بعمق يصل إلى 12 ألفًا و200 متر.

موارد مثيرة للتوترات

أصبحت موارد الغاز -تحديدًا- في منطقة شرق المتوسط مجالًا للتنافس بين الدول التي تسعى لتوفير مصادر طاقة آمنة، ورغم تراجع العلاقات بين تركيا واليونان وقبرص؛ فإن أنقرة بدأت التنقيب عن النفط والغاز.

عبدالحميد خان
خلال إحدى عمليات الاستكشاف في شرق المتوسط - الصورة من (Euronews)

وقال كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين، الدكتور أومود شوكري، إن موقع بحر إيجة المتميز –الذي يُعَد أفرع البحر المتوسط بين اليونان والأناضول- أبرز المشكلات بين تركيا وأثينا؛ لعدم ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وأضاف شوكري أن تركيا اهتمت لسنوات طويلة بالتنقيب عن الغاز في حقل صقاريا بالبحر الأسود، غير أن انتقادات من أحزاب المعارضة دفعت نحو العودة للتنقيب في البحر المتوسط، حسبما أورد في مقال له، نُشر بمنصة الطاقة المتخصصة، نهاية يوليو/تموز الماضي.

وتابع أن السفينة عبدالحميد خان ستنطلق بحثًا عن النفط وفق المسوحات الزلزالية بعمق بحري يصل لآلاف الأمتار، مشيرًا إلى أنه بانضمام تلك السفينة إلى السفن التركية الـ3 السابقة يصبح أقوى أساطيل الطاقة ملكًا لأنقرة، وفق قوله.

وعلى صعيد آخر، يُرجَّح أن تحظى اليونان بدعم أميركا والاتحاد الأوروبي؛ ما ينذر بتفاقم التوترات حال بدء السفينة التركية خطط الحفر الجديدة بمنطقة شرق البحر المتوسط.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق