مع تراجع وارداتها 22%.. الصين تتنازل لليابان عن صدارة مستوردي الغاز المسال
خلال المدة من يناير إلى أكتوبر 2022
أمل نبيل
تخلّت الصين عن مرتبة أكبر مستوردي الغاز المسال في العالم لصالح اليابان؛ إذ أدى ارتفاع الأسعار في السوق الفورية ومجموعة من العوامل المحلية إلى تدني الطلب في بكين.
وانخفضت واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال، بنسبة 34%، في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بحسب موقع إل إن جي برايم (lngprime).
ووفقًا لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة؛ استقبلت بكين نحو 4.03 مليون طن من الغاز المسال في أكتوبر/تشرين الأول 2022، مقارنة بنحو 6.17 مليون طن خلال المدة نفسها من العام الماضي.
واردات الصين من الغاز المسال
تراجعت واردات الصين من الغاز المسال خلال شهر أكتوبر -أيضًا- على أساس شهري، مقارنةً بـ5.90 مليون طن في شهر سبتمبر/أيلول 2022.
وينقل الغاز الطبيعي المسال في خزّانات تبريد خاصة على ناقلات ضخمة تشبه ناقلات النفط، ثم يُعاد إلى الحالة الغازية عن طريق تسخينه في منشآت مخصصة لهذا الغرض.
وخلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري 2022، استحوذت الصين على نحو 50.51 مليون طن من سوق الغاز المسال العالمية، بانخفاض 21.6% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وانخفضت واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال هذا العام بشكل رئيس، بسبب ارتفاع أسعار الغاز المسال في السوق الفورية وعمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا، التي أثرت في النشاط الاقتصادي، وأدت إلى تراجع الطلب مع امتلاء معظم المخزونات قبل فصل الشتاء.
وأدى تراجع الإمدادات الروسية من الغاز الطبيعي، في أعقاب الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الجاري (2022)، إلى زيادة الطلب الأوروبي والآسيوي على الغاز المسال؛ ما قفز بأسعاره إلى مستويات قياسية.
واردات الغاز الطبيعي
من ناحية أخرى، زادت واردات الصين من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب في المدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول (2023).
وأظهرت البيانات الجمركية، زيادة واردات خطوط الأنابيب بنسبة 10.6% إلى 38.23 مليون طن خلال هذه المدة.
وارتفعت الواردات الصينية من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، خلال أكتوبر/تشرين الأول، بنسبة 11.5% إلى 3.58 مليون طن.
وأصبحت الصين أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم العام الماضي (2021)، متجاوزة اليابان، لكن الأخيرة استعادت اللقب هذا العام.
وخلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول (2022)، استوردت اليابان نحو 6 آلاف و35 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، أو نحو 9.8 مليون طن أكثر من الصين.
وتستورد اليابان نحو عُشر الغاز الطبيعي المسال من روسيا، معظمه من حقل سخالين 2، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت الصين تعيد بيع شحنات الغاز المسال إلى أوروبا هذا الصيف، مع انخفاض مستويات الطلب في الدولة الآسيوية عن السنوات السابقة.
أسباب ضعف الطلب الصيني
تتوقع شركة الأبحاث وود ماكينزي أن تنخفض واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال إلى 69 مليون طن هذا العام (2022)، وهو ما سيكون انخفاضًا غير مسبوق بنسبة 14% على أساس سنوي، وهو أكبر انخفاض تشهده الدولة الآسيوية، منذ أن دخلت سوق استيراد الغاز الطبيعي المسال لأول مرة في عام 2006، بحسب موقع أويل برايس (oilprice).
وأدى ضعف الطلب على الغاز في الصين، وزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، والسياسات الداعمة للفحم كأداة لأمن الطاقة، فضلًا عن ارتفاع أسعار الغاز المسال إلى تقليل المشتريات الصينية من الوقود شديد البرودة.
وتستحوذ محطات الفحم الصينية على نصف إنتاج الكهرباء في الدولة الواقعة في شمال آسيا؛ ما يجعلها أكبر مصدّر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم.
وقد يكون الغياب المحتمل للصين عن سوق الغاز الطبيعي المسال الفوري هذا الشتاء، بمثابة طوق نجاة لأزمة الغاز والطاقة في أوروبا؛ إذ إن الافتقار إلى الشراء الصيني المكثّف سيترك المزيد من الإمدادات متاحة للتوجه إلى أوروبا.
موضوعات متعلقة..
- أسعار ناقلات الغاز المسال تصل إلى 250 مليون دولار.. والصين تبرم صفقة ضخمة
- الصين تقيّد إمدادات الغاز المسال إلى أوروبا.. وتخفّض مشترياتها من السوق الفورية
- واردات الصين من الغاز المسال الروسي في أعلى مستوياتها منذ 22 شهرًا
اقرأ أيضًا..
- وزارة الطاقة الأميركية ترفض تمويل إعادة تشغيل محطة طاقة نووية
- شركة إسرائيلية تتلقى تمويلًا فرنسيًا لنشر مشروعات الطاقة المتجددة في أوروبا
- بوتين يناقش إنشاء مركز الغاز الطبيعي في تركيا مع أردوغان