ألمانيا تعتزم تشغيل 3 محطات جديدة لاستيراد الغاز المسال قريبًا

تبذل ألمانيا -بقطاعيها الحكومي والخاص- جهودًا حثيثة للاستغناء التام عن واردات الغاز الروسي، ولتعزيز إمدادات الطاقة في البلاد في فصل الشتاء، ويُعدّ بدء تشغيل 3 محطات جديدة لاستيراد الغاز المسال، على المدى القريب، خطوة مهمة في هذا الاتجاه.

وتجري استعدادات تجهيز 3 محطات تخزين وإعادة تغويز عائمة على قدم وساق، ليبدأ تشغيلها بحلول نهاية العام، وفق تقرير نشرته منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights) في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ويتوقع المحللون أن يوفّر التشغيل الفوري لهذه المحطات الـ3 مستودعات إضافية لأي دفعة شتوية من شحنات الغاز المسال إلى أوروبا، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

استيراد الغاز المسال

في وقت سابق من هذا العام، أكدت هولندا إمكان الموافقة على بنية تحتية جديدة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال وتطويرها في وقت قياسي.

وبدأت شركة غازوني الهولندية العمليات التجارية في منشأة إيمسهافن بسعة 8 مليارات متر مكعب/سنويًا في سبتمبر/أيلول، بعد أن بدأت الاستعدادات للمشروع فقط في مارس/آذار من جرّاء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتأمل ألمانيا الآن في أن تكون قادرة على أن تحذو حذو هولندا بسرعة، بعد أن أتاحت الحكومة إمكان تسريع تطوير البنية التحتية الجديدة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال.

وقال المحلل لدى منصة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، جو ماثيوز: إن شركة ستاندرد آند بورز غلوبال أبدت توقعات متحفظة لبدء تشغيل المحطات الألمانية.

وأضاف ماثيوز، أن استئجار محطات التخزين وإعادة التغويز العائمة "إف إس أر يو"، والجهود المبذولة للحد من الروتين التنظيمي، يشير الآن إلى عمليات تسليم البضائع الأولية في ديسمبر/كانون الأول وأوائل يناير/كانون الثاني لبدء عمليات المواني الألمانية.

وأوضح أن إدراج الشركات ذات الخبرة في مجال الغاز المسال، والنجاح الذي حققته منشأة إيمسهافن أديا دورًا ملحوظًا في ذلك.

مشروعات التخزين وإعادة التغويز

توجد 6 مشروعات لمحطات التخزين وإعادة التغويز العائمة قيد التنفيذ في ألمانيا؛ 5 منها مدعومة من الحكومة الألمانية إلى جانب منشأة واحدة مدعومة من القطاع الخاص.

ومن المقرر أن تكون 3 محطات -في فيلهلمساهافن وبرونسبوتل ولوبمين- جاهزة لبدء العمليات بحلول نهاية العام، ومن المتوقع أن تُوضع المحطات الأخرى في الخدمة بحلول نهاية عام 2023، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وستُمنح أولى 3 محطات لتخزين وإعادة التغويز العائمة ألمانيا ما يقرب من 20 مليار متر مكعب/سنويًا من سعة استيراد الغاز الطبيعي المسال الجديدة، أي ما يعادل نحو 43% من الواردات الروسية في عام 2021 من أصل 46 مليار متر مكعب.

وستعمل المحطات في البداية بسعة أقل مع زيادة حجمها، وفق ما نشرت منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ويتوقع محللو شركة إس آند بي غلوبال أن تستورد ألمانيا نحو 9-11 مليار متر مكعب خلال السنة التقويمية 2023، إذ يعتمد النطاق على المقدار الذي قد يذهب إلى ألمانيا مقابل محطات أخرى في بلدان شمال غرب أوروبا.

وفي المقابل أعلنت ألمانيا -مرارًا وتكرارًا- أنها تعتمد على بدء تشغيل منشآت تخزين الغاز الطبيعي المسال في الوقت المناسب، مشيرة إلى إطلاق العمليات التجارية بحلول بداية عام 2023 بصفتها أحد العناصر الـ3 الرئيسة لضمان أمن إمدادات الغاز هذا الشتاء.

ويتمثّل العنصران الآخران في: استمرار الجهود لخفض استهلاك الغاز بنسبة 20% على الأقل من أجل توفير الغاز، والحفاظ على توازن معتدل بين واردات الغاز وإعادة تصديره خلال موسم ذروة الطلب.

تخفيضات الاستهلاك

كان استهلاك الغاز في ألمانيا أقل بكثير من المتوسط ​​منذ الصيف، إذ أدى ارتفاع الأسعار والدعوة المستمرة لتوفير الغاز إلى استخدام أكثر تواضعًا للغاز.

وقدّرت منصة إس آند بي بلاتس السعر وفق المؤشر القياسي الهولندي للشهر المقبل عند مستوى قياسي بلغ 319.98 يورو (330.62 دولار) لكل ميغاواط/ساعة في 26 أغسطس/آب.

وعلى صعيد آخر، تراجعت الأسعار منذ ذلك الحين على خلفية مستويات تخزين الغاز الصحية وتقليص الطلب، إذ قيّمت بلاتس السعر المقبل للمؤشر القياسي الهولندي في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عند 109.50 يورو لكل ميغاواط/ ساعة.

وقال متحدث باسم شركة يونيبر الألمانية، التي تطوّر محطة فيلهلمسهافن العائمة للتخزين وإعادة التغويز: إن المحطات الـ3 يجب أن تكون جاهزة بحلول نهاية العام، وإن جميع العمليات تُنفّذ وفق الخطة حاليًا.

وأفادت وزارة الاقتصاد في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية، يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني، بأن أعمال البناء في رصيف الغاز الطبيعي المسال الجديد في ميناء فيلهلمسهافن اكتملت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.

وأوضحت أن تركيب محطة التخزين وإعادة التخزين العائمة في الموقع سينتهي بحلول نهاية العام.

محطة التخزين العائمة

علاوة على ذلك، تعمل شركة "آر دبليو إي" الألمانية على تطوير موقع محطة التخزين وإعادة التخزين العائمة في بلدة برونسبوتل، المعروف أيضًا باسم محطة إلبهافن للغاز الطبيعي المسال، مع وصول سفينة هويغ، الذي لم يُعلن حتى الآن، في منتصف ديسمبر/كانون الأول.

وستبلغ السعة الأولية للمنشأة 3.5 مليار متر مكعب/سنويًا، لتصل إلى 7.5 مليار متر مكعب/سنويًا في عام 2024.

وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني، قال متحدث باسم شركة "آر دبليو إي": "إنه وفقًا لحالة التخطيط الحالية، نفترض أن الشحنات الأولى ستصل إلى محطة بلدة برونسبوتل في أواخر عام 2022".

وحصلت شركة "آر دبليو إي" في سبتمبر/أيلول على شحنة من الغاز الطبيعي المسال من شركة أدنوك الإماراتية، التي من المقرر أن تصل إلى ألمانيا في أواخر ديسمبر/كانون الأول، وهي أول غاز طبيعي مسال يُسلّم إلى محطة بلدة برونسبوتل.

وتُعدّ محطة شركة "دويتشه ري غاز" الألمانية الناشئة ثالث محطة عائمة للتخزين وإعادة التغويز في ميناء لوبمين بسعة تبلغ 4.5 مليار متر مكعب/سنويًا، وهي المشروع الوحيد قيد التطوير المدعوم من القطاع الخاص.

واستأجرت شركة "دويتشه ري غاز" محطة "دويتشه أوستسي" العائمة للتخزين وإعادة التغويز من شركة توتال إنرجي الفرنسية لنشرها في ميناء لوبمين.

وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني، قال متحدث باسم "دويتشه ري غاز": "ستكون محطة الغاز الطبيعي المسال دويتشه أوستسي جاهزة، من الناحية الفنية، في 1 ديسمبر/كانون الأول 2022".

وأوضح أنه يلزم الحصول على تصاريح من المنظم الألماني والسلطات الإقليمية للتشغيل.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت "دويتشه ري غاز" أنها ضمنت حجوزات طويلة الأجل لسعة ملزمة تبلغ 3.6 مليار متر مكعب/سنويًا للمرحلة الأولى من المشروع.

تُجدر الإشارة إلى أنه يمكن تسويق أي سعة متبقية على أساس قصير الأجل على غرار مشروعات استيراد الغاز الطبيعي المسال الأخرى المخطط لها في ألمانيا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

توريد الغاز المسال

في أغسطس/آب، وقّعت شركات يونيبر وآر دبليو إي وفي إن جي مذكرة تفاهم مع وزارة الاقتصاد الألمانية بشأن توريد الغاز الطبيعي المسال إلى المحطات المدعومة من الدولة في فيلهلمسهافن وبرونسبوتيل لضمان استخدامها بالكامل.

وستكون الشركات الـ3 مسؤولة عن إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى وحدتي التخزين وإعادة التغويز العائمتين حتى مارس/آذار 2024.

ووافقت شركة يونيبر، هذا الشهر، على مذكرة تفاهم مع شركة "نيو ميد إنرجي" الإسرائيلية بشأن الإمداد المحتمل للغاز من إسرائيل إلى ألمانيا عبر منشآت تصدير الغاز الطبيعي المسال في مصر.

موضوعات متعلقة..

• حرب الغاز بين روسيا وأوروبا.. من يربح في أسوأ شتاء متوقع؟
• ألمانيا توقع اتفاقًا لاستيراد الغاز الإسرائيلي عبر مصر
• فيتول الهولندية تهدد بوقف شحنات الغاز إلى ألمانيا

اقرأ أيضًا..

• مصادر لـ"الطاقة": الجزائر تبلغ فرنسا بتأجيل صفقة الغاز.. وهذه هي الأسباب
• 3 مؤسسات تخفّض تقديرات الطلب على النفط في 2023 (تقرير)
• أرامكو السعودية تضخ 7 مليارات دولار بأكبر مشروع للبتروكيماويات في كوريا الجنوبية