ألبرتا الكندية ترفض تعليق مستقبلها بالوقود الأحفوري (تقرير)
نوار صبح
- سكان ألبرتا مستعدون لمستقبل يقوم على استهلاك كميات أقل من النفط والغاز
- غالبية المشاركين في الاستطلاع يعتقدون ضرورة بذل المزيد من الجهود للتصدي لتغير المناخ
- الاستغناء عن النفط والغاز سيفيد اقتصاد ألبرتا على المدى الطويل
- النفط والغاز سيظلان أهم صناعة في ألبرتا بعد 25 عامًا من الآن
- سكان ألبرتا يعتقدون أن النفط سيستمر في صدارة وتوجيه اقتصاد مقاطعتهم
تشتهر مقاطعة ألبرتا الكندية بأنها موطن الوقود الأحفوري في البلاد، إذا تشهد مشروعات عديدة في إطار تحول الطاقة والاستغناء -كليًا أو جزئيًا- عن موارد النفط والغاز.
وأظهر استطلاع جديد للرأي أن سكان ألبرتا لا يريدون تعليق مستقبل المقاطعة على الوقود الأحفوري،وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من أن سكان ألبرتا يرون أن النفط يمثّل الدِّعامة الرئيسة لاقتصاد المقاطعة، فإنهم مستعدون لمستقبل يقوم على استهلاك كميات أقل من النفط والغاز، حسبما نشرت هيئة الإذاعة الكندية سي بي سي (CBC.ca).
وأفادت بيانات الاستطلاع -الذي أجرته مؤسسة الأبحاث "جانيت براون أوبينيون ريسيرش" في مدينة كالغاري الكندية- بأن مصطلح "تحول الطاقة" مصطلح مزعج في سياسات المقاطعة، في حين يرى سكان ألبرتا الآن هذا التحول من منظور مختلف.
ويشير استطلاع أجرته شبكة أخبار هيئة الإذاعة الكندية "سي بي سي نيوز" إلى أن سكان مقاطعة ألبرتا قلقون بشأن عواقب تغير المناخ.
وذكر 12% من المشاركين في الاستطلاع أن النفط والغاز إحدى أهم القضايا في استطلاع أكتوبر/تشرين الأول.
وتمثّل هذه النسبة انخفاضًا حادًا عن عام 2018، عندما كان هذا الرقم 40%، وكانت المقاطعة تتعافى من انهيار في أسعار النفط والوظائف في القطاع.
وفي المقابل، تسجّل شركات النفط والغاز -حاليًا- أكثر أعوامها ربحًا على الإطلاق، وتجني حكومة المقاطعة أرباحًا من العوائد.
الموارد المتقلبة
في الأشهر الأولى من تفشي وباء كوفيد-19، انخفضت أسعار النفط إلى ما دون الصفر للبرميل. ويتوقع المحللون الآن أن تبلغ الإيرادات من المصادر غير المتجددة 28.4 مليار دولار بنهاية السنة المالية 2022-2023 مقارنة بـ5.4 مليار دولار قبل 4 سنوات.
وقال 59% من المشاركين إنهم يعتقدون أن الاستغناء عن النفط والغاز سيفيد اقتصاد ألبرتا على المدى الطويل، وفقًا لاستطلاع الرأي الجديد الذي نشرت نتائجه شبكة أخبار هيئة الإذاعة الكندية "سي بي سي نيوز".
وقال 60% من المشاركين في الاستطلاع إن النفط والغاز سيظلان أهم صناعة في ألبرتا بعد 25 عامًا من الآن. ولم تتغير هذه النتائج إلى حد كبير عما كانت عليه قبل 4 سنوات.
وعلى الرغم من أن سكان ألبرتا يعتقدون أن النفط سيستمر في صدارة وتوجيه اقتصاد ألبرتا، فإنهم قلقون بشأن تأثير الصناعة على البيئة.
وقال غالبية المشاركين في الاستطلاع (62%) إنهم يعتقدون أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود للتصدي لتغير المناخ.
وأشارت مؤسسة جانيت براون، التي أجرت البحث: "الآن يبدو أن ألبرتا تتطوّر إلى مكان ما يزال بإمكانك فيه تقدير صناعة النفط والغاز، وما يزال بإمكانها تحقيق النجاح".
وألمح 9% من المشاركين في الاستطلاع إلى القضايا البيئية بصفتها واحدة من أهم اهتماماتهم في استطلاع هذا العام. وكانت النتائج في عام 2018 متطابقة.
مدينة كالغاري متغيرة
بدأت كالغاري -المدينة الرئيسة للنفط والغاز التي من المرجح أن تقرر من سيفوز في انتخابات الربيع المقبل- تسير على خطى مدينة إدمونتون في مجال الطاقة والمناخ أكثر من المدن الصغيرة والمجتمعات الريفية في مقاطعة ألبرتا الكندية.
وقالت مؤسسة جانيت براون البحثية الكندية: "يبدو أن مدينة كالغاري تنتقل إلى هذا النوع من وجهة النظر الوسطية والتقدمية".
وأوضحت أن المدينة تبدي إنكارًا أقل لتغير المناخ، ومزيدًا من الاهتمام بإيجاد حلول لجعل ألبرتا رائدة في مجال الطاقة عندما يتعلق الأمر بتحول الطاقة.
وقد تصبح فكرة تحويل اقتصاد ألبرتا بعيدًا عن الوقود الأحفوري جيدة ومقبولة لدى 64% من المشاركين في الاستطلاع في مدينة كالغاري، و62% من سكان إدمونتون، و50% في بقية المقاطعة.
وقال 60% من سكان كالغاري المشاركين في الاستطلاع إن النفط سيظل المساهم الاقتصادي الأكبر خلال 25 عامًا. وتُعدّ هذه النسبة أقرب قليلًا إلى المنظور في مدينة إدمونتون (54%) منه في بقية مقاطعة ألبرتا (68%).
الخطط والأهداف
حدّدت الحكومة الفيدرالية في كندا أهدافًا صارمة لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز وخفض التلوث بنسبة 42% دون مستويات عام 2019 بحلول عام 2030.
ومن ناحيتها وصفت حكومة مقاطعة ألبرتا هذا الرقم بأنه غير واقعي. واستاء قطاع النفط والغاز من جدوى هذا الهدف.
تُجدر الإشارة إلى أن مقاطعة ألبرتا الكندية تشارك بوفد من 5 أعضاء هذا الأسبوع في قمة المناخ كوب 27، إلى جانب مسؤولين من شركات النفط والغاز والمجموعات البيئية. في عهد جيسون كيني، تخطت حكومة المقاطعة مؤتمر العام الماضي.
ولم تعلن رئيسة وزراء المقاطعة، دانييل سميث، خططًا محددة لسياسة البيئة والطاقة.
وكُلِّفَ وزير الطاقة الجديد لدى المقاطعة بتوسيع خطط الهيدروجين في ألبرتا ودعم خطة صناعة النفط والغاز للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وقالت مديرة برنامج تطوير الطاقة المستدامة في جامعة كالغاري، سارة هاستينغز سيمون: "ما زلنا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لفهم الشكل الذي يبدو عليه المستقبل لمقاطعة ألبرتا الأقل اعتمادًا على النفط والغاز ولديها اقتصاد أكثر تنوعًا".
وأوضحت أنه قد يكون هناك مستقبل أكثر استدامة من منظور بيئي، ولكنه أكثر استدامة وثباتًا من منظور اقتصادي.
موضوعات متعلقة..
- بسبب ثغرة.. ألبرتا الكندية تشدد معايير انبعاثات الرمال النفطية
- التقاط الكربون في ألبرتا الكندية مرهون بدعم الحكومة والمساهمين
- كندا تدرس زيادة صادرات النفط الخام.. هل تستطيع تهدئة الأزمة؟
اقرأ أيضًا..
- هل تجاوز الطلب على النفط عالميًا مستويات ما قبل كورونا؟
- أمين عام أوابك يكتب لـ"الطاقة"; عن قمة المناخ ومواقف الدول النفطية (مقال)
- مصادر لـ"الطاقة";: الجزائر تبلغ فرنسا بتأجيل صفقة الغاز.. وهذه هي الأسباب