تكنو طاقةتقارير التكنو طاقةتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

التقاط الكربون في ألبرتا الكندية مرهون بدعم الحكومة والمساهمين

وتأمل تطوير مراكز قادرة على تخزين 20% من إجمالي الانبعاثات

مي مجدي

باتت تقنية التقاط الكربون وتخزينه أكثر انتشارًا؛ رغم استمرار انقسام الآراء حول ما إذا كانت وسيلة لدعم صناعة النفط والغاز، أم أنها السبيل الوحيد للمضي قدمًا نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات.

وفي خطوة لافتة، بدأت ألبرتا (أكثر المقاطعات الكندية تلويثًا) تُحرز تقدمًا في تعزيز قطاع التقاط الكربون وتخزينه، لكن هذه الخطط ما تزال معلقة، وتتوقف على التمويل من الحكومة، واستعداد الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة للاستثمار في التقنية المكلفة.

وفي حال نجاحها، يمكن لإستراتيجية ألبرتا الخاصة باحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه أن تطلق العنان لاستثمارات بمليارات الدولارات من الشركات العالمية الطامحة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، مثل شركة "داو" للكيماويات، وشركة "إير بروداكتس" المنتجة للهيدروجين.

التقاط الكربون وتخزينه

وفقًا لمحللي "ناشيونال بنك"، اختارت المقاطعة الأسبوع الماضي 6 مقترحات من شركات، من بينها إنبريدج وشل، لاستكشاف إمكان تطوير مراكز تخزين الكربون في منطقة إدمونتون، وستكون هذه المراكز قادرة على تخزين قرابة 20% من إجمالي انبعاثات مقاطعة ألبرتا الغنية بالنفط.

التقاط الكربون
منشأة لالتقاط الكربون وتخزينه تابعة لشركة شل في ألبرتا (الصورة من وكالة رويترز)

لكن تطوير تخزين الكربون هو مجرد جزء من الحل، إذ يتعين على الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة الاستثمار في التقنيات اللازمة لالتقاط الكربون ونقله إلى مراكز التخزين، وهي عملية مكلفة، ولن تحقق أرباحًا لهم.

في الوقت نفسه، يواصل قطاع النفط والغاز -أكثر الصناعات تلويثًا للبيئة في كندا- الضغط للحصول على ائتمان ضريبي فيدرالي لتغطية نحو 75% من التكاليف الأولية، حتى مع تحقيق الشركات تدفقًا نقديًا حرًا قياسيًا من ارتفاع أسعار النفط الخام، حسب وكالة رويترز.

وقال المدير الوطني لمركز المعرفة الدولي لاحتجاز الكربون وتخزينه، مارك ديمشوك، إن هذه المشروعات ضخمة وباهظة، واستمرار عملياتها مهم للمساهمين، لكن العائد على رأس المال المستثمر يشكّل عنصرًا حاسمًا.

وقدّر ديمشوك أن المشروع الواحد لالتقاط مليون طن من الكربون سنويًا سيكلف نحو مليار دولار كندي (803.7 مليون دولار أميركي).

(دولار كندي واحد = 0.80 دولارًا أميركيًا)

كما تعتقد الشركات في كندا أن الاستثمار طويل الأجل في التقاط الكربون وتخزينه سيكون أرخص من دفع ضرائب الكربون الفيدرالية المتنامية، والتي من المقرر أن ترتفع إلى 170 دولارًا كنديًا للطن بحلول عام 2030، مقارنة بـ50 دولارًا كنديًا -حاليًا-.

ومن المتوقع أن تكشف الحكومة الكندية تفاصيل عن الائتمان الضريبي لالتقاط الكربون وتخزينه في الميزانية الفيدرالية، غدًا الخميس 7 أبريل/نيسان.

تشجيع الاستثمار

تعتمد تعهدات كندا بخفض الانبعاثات بنسبة 40-45% مقارنة بمستويات عام 2005 بحلول عام 2030، على التقاط الكربون وتخزينه، رغم تحذير أنصار حماية البيئة من أنها ستطيل عمر صناعة الوقود الأحفوري.

كندا - التقاط الكربون من الهواء مباشرة
مشروع شل كويست في ألبرتا بكندا لاحتجاز الكربون وتخزينه من إنتاج الهيدروجين الأزرق

ويرى المحلل في وكالة إس آند بي غلوبال، كيفن بيرن، أنه يتعين على الشركات العالمية -حاليًا- تقليل البصمة الكربونية بالاعتماد على كافة الوسائل المتاحة، والتي من بينها التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، رغم رفض الكثيرين لهذه التقنية.

ومن جانبها، تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أهمية التقاط الكربون وتخزينه إذا أراد العالم تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ووفقًا لتقديراتها، ينبغي أن تصل سعة تخزين الكربون إلى 7.6 مليار طن، مقابل نحو 40 مليون طن -حاليًا-.

في الوقت نفسه، ساعدت جهود ألبرتا لبناء قدرات لالتقاط الكربون وتخزينه في جذب مليارات الدولارات، للاستثمار في مشروعاتها المقترحة الجديدة بمنطقة إدمونتون خلال العام الماضي، ومن بينها مصنع تابع لشركة "داو" لإنتاج الإيثيلين، إذ تعتمد جميع المشروعات على التقاط الكربون وتخزينه لتقليل الانبعاثات.

وعقّب رئيس شركة داو كندا، تايلر إدغينوتون، على ذلك، بأن تقنية التقاط الكربون أمر مهم للمشروع، وعنصر أساس في التزام داو لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ورغم أن الشركة لم تحدد قيمة الاستثمار، فوفقًا لتصريحات رئيس وزراء ألبرتا جيسون كيني، سيكون المشروع أكبر استثمار رأسمالي في ألبرتا منذ عقد.

كما دخلت إنبريدج الكندية في شراكة مع شركتي "ليهاي سيمنت" و"كابيتال باور" لنقل انبعاثاتها وتخزينها بدءًا من عام 2025، وهي جزء من المقترحات المقدّمة لتطوير مراكز تخزين الكربون في المقاطعة.

ويتوقع المتحدث باسم إنبريدج، جيسي سيمكو، استثمار مئات الملايين من الدولارات في البنية التحتية لنقل الكربون وتخزينه، وسيفتح ذلك الباب على مصراعيه أمام المزيد من الاستثمارات المهمة في مشروعات تخزين الكربون التابعة لشركتي ليهاي وكابيتال باور.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق