توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية يوفر مليارات الدولارات لـ7 دول آسيوية

أسهم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في تفادي مليارات الدولارات من تكاليف الوقود الأحفوري لعدة دول آسيوية خلال النصف الأول من العام الجاري (2022)، لكن المستقبل أكثر إشراقًا حال تحقيق الأهداف الحالية لهذا المصدر المتجدد بحلول 2030.

وأدت الطاقة الشمسية دورًا كبيرًا في تلبية الطلب وتعزيز أمن الطاقة في 7 دول آسيوية، وهي: الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام والفلبين وتايلاند، حسب تقرير حديث صادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي، بالتعاون مع شركة الأبحاث إمبير ومركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

ويُتوقع أن تُسهم الطاقة الشمسية في توفير ما لا يقل عن 44 مليار دولار من تكاليف الوقود الأحفوري لدى الدول الـ7 الآسيوية بحلول عام 2030، حال تحقيق الأهداف الحالية للطاقة الشمسية 2030، وفق التقرير الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.

وكان توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية أسهم في تجنُّب تكاليف الوقود الأحفوري المحتملة بنحو 34 مليار دولار أميركي خلال أول 6 أشهر من العام الجاري (2022)، وفق التقرير.

نظرة أكثر تفاؤلًا لدور الطاقة الشمسية

إذا ظلّت أسعار الوقود ضمن نطاق مستوياتها نفسه المرتفعة هذا العام، فمن الممكن أن تصل الوفورات المالية جراء تحقيق أهداف الطاقة الشمسية في هذه الدول الآسيوية الـ7 إلى 58 مليار دولار خلال النصف الأول من 2030، حسب التقرير.

ويرى التقرير أن تحقيق أهداف توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الدول الآسيوية يتطلب استقرار الشبكة وإصلاحات مبتكرة في السياسة، لإطلاق العنان للاستثمارات والتعاون مع القطاع الخاص على المدى الطويل.

بينما ستكون عناصر التكلفة مثل تكاليف رأس المال وتكاليف الوقود، بالإضافة إلى تكاليف التشغيل والصيانة بالغة الأهمية لتحقيق إمكانات الطاقة الشمسية في المنطقة على المدى القصير.

وبصورة مفصلة، تهدف الصين -الرائدة العالمية في الطاقة المتجددة- إلى تركيب ألف غيغاواط من الطاقة الشمسية بحلول 2030، وهذا يمكن أن يُجنّبها تكاليف بقيمة 26 مليار دولار من استيراد الوقود الأحفوري.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي خطة الصين لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060:

• كيف أسهمت مشروعات الطاقة الشمسية في توفير 34 مليار دولار لدول آسيا الكبرى؟ (تقرير)

وكانت الصين ذات الحصة الأكبر في الأموال التي وفّرها توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في المدة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران 2022، إذ استطاعت البلاد تجنُّب تكاليف بقيمة 21 مليار دولار لواردات الفحم والغاز الإضافية، بعدما تمكّنت الطاقة الشمسية من تلبية 5% من استهلاك الكهرباء.

مكاسب الطاقة الشمسية تزداد في دول أخرى

فضلًا عن الصين، فإن الطاقة الشمسية يمكن أن تُجنّب الهند تكاليف محتملة للوقود الأحفوري قدرها 11 مليار دولار على الأقل، حال نجاح البلاد في توفير 19% من الكهرباء من هذا المصدر المتجدد بحلول نهاية العقد، ارتفاعًا من 4.2 مليار دولار في المدّة نفسها من 2022.

كما تهدف اليابان إلى زيادة حصة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية 16% بحلول 2030، وحال تحقيق ذلك، فإنه يمكنها تفادي 3.9 مليار دولار من تكاليف استيراد الوقود خلال النصف الأول من العام ذاته.

واعتمادًا على أسعار الوقود المستقبلية، من المتوقع أن تكون تكاليف الوقود التي تتجنّبها كوريا الجنوبية على الأقل 1.2 مليار دولار في النصف الأول من 2030، حال تحقيق هدف إضافة 34 غيغاواط من الطاقة الشمسية.

ويقارن ذلك مع توفير تكاليف بقيمة 1.5 مليار دولار في أول 6 أشهر من 2022، بعدما بلغ توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية 5% من الإجمالي طوال هذه المدة، حسب التقرير، الذي اطلعت وحدة أبحاث الطاقة على تفاصيله.

وبحسب التقرير، يمكن لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية أن يوفر 790 مليون دولار من فاتورة استيراد الوقود الأحفوري لدولة فيتنام خلال النصف الأول من 2030، مع إعلان الدولة أنها لن تبني بنية تحتية إضافية للطاقة الشمسية حتى 2030، لكنها ستعمل على تحديث الشبكة الحالية وتوسيعها.

وبالمقارنة، فإن الطاقة الشمسية في فيتنام قد ساعدت البلاد على تجنّب 1.7 مليار دولار من تكاليف الوقود الأحفوري المحتملة، مع طفرة كبيرة حققها هذا المصدر المتجدد بحصة 11% من مزيج الكهرباء خلال أول 6 أشهر من العام الجاري، مقارنة مع نسبة لا تُذكر عام 2018.

بينما من المتوقع أن تُجنّب الطاقة الشمسية الفلبين تكاليف بقيمة 580 مليون دولار خلال أول 6 أشهر من 2030، ارتفاعًا من 78 مليون دولار خلال المدّة نفسها من 2022، حال تحقيق أهداف الطاقة المتجددة.

كما تجنّبت تايلاند تكاليف بقيمة 209 ملايين دولار من واردات الوقود الأحفوري، بفضل الطاقة الشمسية خلال النصف الأول من 2022، مع توقعات زيادة هذه الوفورات المالية في نهاية العقد، لكن التقرير لم يوضح رقمًا محددًا.

زيادة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية

أسهم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في تجنّب 9% من إجمالي تكاليف الوقود الأحفوري في الدول الآسيوية الـ7 خلال النصف الأول من العام الجاري، مع زيادة كمية الكهرباء المولدة.

وفي الأشهر الـ6 الأولى من عام 2022، أسهمت الطاقة الشمسية في توليد 338.6 تيراواط/ساعة، أي 6% من إجمالي الكهرباء في الدول الـ7 الآسيوية، بزيادة قدرها 26% عن المدّة المقارنة من العام الماضي (2021)، مع تسجيل مستويات قياسية في اليابان وكوريا الجنوبية.

وارتفع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في اليابان إلى أكثر من 10 تيراواط/ساعة في مايو/أيار 2022، لأول مرة على الإطلاق، لتصل حصتها إلى 16% من الإجمالي.

وفي كوريا الجنوبية، ارتفعت حصة الطاقة الشمسية إلى 7% من إجمالي توليد الكهرباء في البلاد، مع تحقيق مستوى قياسي عند 3.3 تيراواط/ساعة تقريبًا في مايو/أيار 2022.

ويوضح ذلك، النمو السريع الذي حققته الدول الآسيوية في الطاقة الشمسية على مدار العقد الماضي، ما جعل آسيا حاضرة بقوة في قائمة أكثر 10 بلدان تركيبًا لسعة الطاقة الشمسية، وهي: الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وفيتنام.

وعلى سبيل المثال، تحتل الهند وفيتنام -حاليًا- المرتبتين الخامسة والسابعة عالميًا من حيث سعة الطاقة الشمسية المركبة، مقابل المرتبة رقم 21 و196 عالميًا على التوالي في عام 2010.

ويرصد الرسم البياني الآتي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- مشروعات الطاقة المتجددة في الهند:

موضوعات متعلقة..

• كيف تدعم الطاقة الشمسية في أوروبا خفض واردات الغاز؟.. صيف 2022 نموذجًا
• الطاقة الشمسية.. الصين تقود زخمًا كبيرًا حول العالم

اقرأ أيضًا..

• استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا تهبط إلى أقل مستوى خلال 11 عامًا (تقرير)
• تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة في مصر خلال 3 أشهر (إنفوغرافيك)