رئيسيةأخبار الغازأخبار النفطعاجلغازنفط

سلطان الجابر: وقف الاستثمارات في النفط يهدد بخسارة العالم 5 ملايين برميل يوميًا

كل عام

حذّر الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، سلطان الجابر، من أن العالم مهدد بخسارة 5 ملايين برميل يوميًا كل عام من طاقته الإنتاجية؛ بسبب تراجع الاستثمارات في قطاع النفط.

وقال الجابر، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أديبك 2022، اليوم الإثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول: "البيانات واضحة.. إذا توقفنا عن الاستثمار في الهيدروكربونات؛ بسبب التراجع الطبيعي؛ فسنخسر 5 ملايين برميل يوميًا من النفط كل عام من الإمدادات الحالية".

وأضاف أن هذا سيجعل الصدمات التي شهدناها هذا العام تبدو كأنها "رعشة طفيفة"، في ظل توقعات بزيادة الطلب مع نمو السكان العالمي.

إمدادات الطاقة

أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك أن العالم بحاجة إلى مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات؛ لضمان أمن إمداداتها واستدامتها، مشيرًا إلى أن بلاده تعمل على تعزيز مكانتها باعتبارها مزودًا مسؤولًا وموثوقًا للطاقة.

وقال، في كلمته خلال افتتاح النسخة الـ38 من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2022": "لا يمكننا تجاهل الحقائق، بل يجب أن نواجهها بثبات، وأن نتعامل معها بذهنيةٍ إيجابية، ونعمل على إيجاد حلول مناسبة بالتعاون مع شركاء يتبنّون الرؤى والأفكار والتوجهات نفسها".

وأضاف سلطان الجابر أن "أديبك" ينعقد في ظل ظروف معقّدة يواجهها العالم؛ إذ لا تزال سلاسل التوريد العالمية هشّة، وأصبحت الأوضاع الجيوسياسية أكثر تعقيدًا وتشتتًا واستقطابًا من أي وقت مضى، ويستمر التضخم في الارتفاع، كما أن أسعار الفائدة تزيد تكلفة الاقتراض والاستثمار؛ ما أدى إلى أن يصبح الاقتصاد العالمي في وضع حرج.

وأشار إلى أن الطاقة تُعَد أولوية قصوى للجميع حاليًا، وأن مشهد الطاقة العالمي يمر في هذا الوقت باضطرابات غير مسبوقة.

أديبك 2022
جانب من افتتاح فعاليات مؤتمر أديبك 2022

استثمارات النفط

قال سلطان الجابر إن العالم أصبح مدركًا لحقيقة أن تراجع الاستثمارات طويلة الأجل في النفط والغاز قد زاد من التحديات في قطاع الطاقة، وأن البيانات والأرقام واضحة؛ فإذا أوقفنا الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية؛ سنخسر 5 ملايين برميل نفط يوميًا من الإمدادات الحالية؛ نظرًا إلى الانخفاض الطبيعي في الطاقة الإنتاجية.

وشدد على أن الصدمات التي شهدها قطاع الطاقة هذا العام بسيطة جدًا مقارنة بما سيحصل في حال وقف الاستثمار في النفط والغاز.

وأوضح أنه إذا كان هناك درس مستفاد من هذا العام؛ فهو أن أمن الطاقة يمثل ركيزة أساسية للتقدم في شتى المجالات؛ الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك في العمل المناخي.

وأكد أن الحلول التي نحتاج إليها تتيح فرصًا كبيرة للجميع، موضحًا أن عدد سكان العالم سيصل إلى 9.7 مليار شخص بحلول عام 2050، ولتلبية احتياجاتهم، يجب إنتاج طاقة تزيد بنسبة 30% عما ينتجه العالم اليوم.

ولفت إلى أنه مع تحقيق هذا الهدف؛ نكون قد أسهمنا في توفير الكهرباء لما يقرب من 800 مليون شخص لا يمكنهم الاستفادة منها حاليًا، وسنسهم كذلك في تحسين حياة 2.6 مليار شخص لا يمكنهم حاليا الحصول على وقود نظيف للطهي والتدفئة.

أمن الطاقة

أوضح سلطان الجابر أن العالم بحاجة إلى كل الحلول المتاحة لتأمين احتياجاته من الطاقة، ولا نستطيع الاختيار بين النفط والغاز أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، أو الطاقة النووية، أو الهيدروجين.

وقال: "نحن بحاجة إليها جميعًا، إضافة إلى الطاقات النظيفة التي ستُكتَشف وتُطبَّق بعد ضمان جدواها الاقتصادية.. الحل هو الجمع بين كل المصادر وليس الاختيار بينها".

وأضاف أن العالم يحتاج إلى مزيد من الطاقة بأقل انبعاثات، موضحًا أن بلاده كانت سبّاقةً في التوجيه بتبنّي الطاقة المتجددة قبل ما يزيد على 16 عامًا مع إطلاق "مصدر"؛ إذ كانت الإمارات أول دولة في المنطقة تُشَغّل محطة للطاقة النووية السلمية، وهذا هو ما يدفع "أدنوك" إلى العمل على خفض الانبعاثات في مصادر الطاقة الحالية، وإلى الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة المستقبلية.

خفض الانبعاثات

استشهد سلطان بن أحمد الجابر بعدة أمثلة على خطوات الحد من الانبعاثات في عملياتها، قائلًا: "نحن في أدنوك ربطنا شبكة كهرباء منشآتنا البرية بمصادر كهرباء وُلِّدَت باستخدام الطاقة النووية والشمسية النظيفة والخالية من الانبعاثات، ونعمل كذلك على تشغيل منشآتنا البحرية باستخدام الكهرباء النظيفة لخفض بصمتها الكربونية بما يعادل النصف، كما أننا نضاعف جهودنا للحد من انبعاثات الميثان، على الرغم من أنها تعد حاليًا ضمن الأقل عالميًا".

وأوضح أنه بينما نمضي نحو المستقبل، ستكون التكنولوجيا أحد أهم عوامل تمكين قطاع الطاقة، ولدينا، على سبيل المثال، تقنية التقاط الكربون وتخزينه التي بإمكاننا تطبيقها على نطاق واسع، ليس فقط في قطاع الطاقة، بل في جميع القطاعات. وهناك الهيدروجين؛ إذ إنه منذ أيام قليلة سُلِّمَت أول شحنة من الأمونيا منخفضة الانبعاثات من إنتاج الإمارات إلى هامبورغ في ألمانيا.

وأضاف "أنه مع انعقاد قمة المناخ كوب 27، الأسبوع المقبل، في مصر، ومع استعداد دولة الإمارات لاستضافة قمة المناخ كوب 28، العام المقبل؛ علينا تركيز جهودنا وتوجيهها نحو مسار جديد وجريء وواقعي يعود بالنفع على كل من البشرية والمناخ والاقتصاد".

وقال سلطان الجابر: "نحن بحاجة إلى خفض الانبعاثات وليس وقف معدلات النمو والتقدم؛ فالعالم يبحث عن حلول للتحديات، ولدينا قناعة راسخة بأنّ قطاع الطاقة بإمكانه أن يتحدّ في ظل عالمٍ منقسمٍ لإيجاد الحلول المنشودة؛ لأن من يصنع المستقبل هو من يأخذ بزمام المبادرة ويقوم بالخطوة الأولى".

يُذكر أن "أديبك" يُعَد الحدث الأكثر تأثيرًا في قطاع النفط العالمي، ومنبرًا يجتمع فيه الوزراء وقادة الطاقة والمهنيون؛ لمناقشة الفرص التي تحقق قيمة جديدة في مشهد الطاقة وتحديدها.. بينما يشارك في نسخة هذا العام أكثر من 2000 شركة عارضة، إضافة إلى 28 جناحًا للدول المشاركة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق