سد كاريبا يهدد الطاقة الكهرومائية في زيمبابوي وزامبيا بعد انخفاض منسوبه
أسوأ انخفاض لمنسوب المياه منذ 1959
عمرو عز الدين
في إشارة إلى بوادر كارثة قد تلحق بدولتي زيمبابوي وزامبيا، أعلنت إدارة سد كاريبا المشترك انخفاض منسوب التخزين بمعدلات قياسية؛ ما يهدد إنتاج الطاقة الكهرومائية بالدولتين.
وأعلنت هيئة نهر زامبيزي المسؤولة عن إدارة السد -أكبر سد مائي من صنع الإنسان جنوب القارة الأفريقية- انخفاض معدلات التخزين بصورة قياسية إلى أدنى مستوياتها منذ تشغيله عام 1959، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
ويؤثر انخفاض المنسوب في معدلات توليد الطاقة الكهرومائية من سد كاريبا المغذي الرئيس لزامبيا وزيمبابوي -البلدين اللذين يشتركان في إدارة سد كاريبا على نهر زامبيزي- وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
انخفاض مستوى التخزين
تشير بيانات إدارة السد إلى انخفاض معدلات التخزين للمياه القابلة للاستخدام الكهربائي إلى 10.9%، خلال هذا الأسبوع من 22 إلى 28 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، مقارنة بـ34.1% خلال المدة نفسها من العام الماضي (2021).
وتقترب هذه المستويات المنخفضة من تلك المسجلة في موسم 1995-1996، وهو أدنى مستوى مسجل منذ اكتمال السد وتشغيله عام 1959.
ويبلغ ارتفاع سد كاريبا 420 قدمًا (128 مترًا)، بينما يبلغ طوله 579 مترًا، ويقع على نهر زامبيزي المشترك بين زامبيا وزيمبابوي، وهو أقدم نهر أفريقي من صنع الإنسان.
ويبلغ حجم الطاقة الكهرومائية المولدة من السد قرابة 2130 ميغاواط توزع على الدولتين بنسب متفاوتة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
زيمبابوي الأشد تأثرًا
تخشى زيمبابوي، التي تولّد 750 ميغاواط من السد في الوقت الحالي، من تداعيات نقص الطاقة؛ ما اضطرها إلى إطلاق محطة توليد كهرباء بالفحم في منطقة هوانج لتلبية احتياجات تبلغ 300 ميغاواط.
كما أعلنت، في أغسطس/آب (2022)، إضافة 3 محطات مائية صغيرة الحجم بقدرة إجمالية 27 ميغاواط في إطار خطة للاستفادة من السدود الداخلية في البلاد.
وأُلحقت محطة صغيرة مزوّدة بتوربينين، تبلغ قدرة كل منهما 2.5 ميغاواط بسدّ موتيريكوي، بتكلفة وصلت إلى 14.2 مليون دولار.
كما أضيفت محطة بقدرة 17 ميغاواط إلى سدّ توكوي موكوسي، ومحطة ثالثة بسدّ مانيوتشي بقدرة 5 ميغاواط، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتكافح زيمبابوي في مسار متوازٍ لإدخال تحسينات على محطات الطاقة الحرارية المتهالكة التي يرجع تاريخ بناء أغلبها إلى أربعينيات القرن الماضي.
ومن شأن المحطات الـ3 إضافة 27 ميغاواط من الإمدادات النظيفة المولّدة عبر الطاقة الكهرومائية إلى الشبكة، ما يفوق حجم الطلب في مقاطعة ماسفينغو المقدر بنحو 22 ميغاواط.
وتعتمد زيمبابوي في الوقت على الحالي على الكهرباء المولدة من سد كاريبا بنسبة 60% من إجمالي احتياجات البلاد، بينما تعتمد على محطات الفحم في توليد الاحتياجات المتبقية، وتأمل في خفضها عبر خطط مستقبلية تعتمد على الطاقة الشمسية.
زامبيا تشغل سدًا جديدًا
أما زامبيا فقد خفضت اعتمادها على الطاقة المولدة من سد كاريبا عبر تشغيل سد جديد (كافو جورج) بقدرة 750 ميغاواط؛ ما يشير إلى أن حجم الأزمة سيكون أكثر حدة في زيمبابوي، إذا استمر التدفق في الانخفاض.
وانخفضت مستويات التدفقات المائية الواردة من نهر زامبيزي إلى السد خلال موسم الأمطار الماضي بمعدل أقل من المتوسطات المسجلة منذ زمن طويل؛ ما أشار إلى بوادر أزمة قادمة لم تستمر طويلًا حتى ظهرت على السطح.
وأضافت حكومتا زامبيا وزيمبابوي توربينات إضافية لتوليد الطاقة الكهرومائية من سد كاريبا خلال العقد الماضي، أملًا في زيادة معدلات التوليد، لكن يبدو أن رياح النهر أتت بما لا تشتهيه توربينات الدولتين.
غالبًا ما يبدأ مستوى المياه في الارتفاع، خلال شهر يناير/كانون الثاني من كل عام، لكن المؤشرات الحالية المسجّلة خلال أكتوبر/تشرين الأول (2022) لا تبشر بأن معدلات التدفق ستكون على ما يُرام، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تقول هيئة نهر زامبيزي، التي تدير السد نيابة عن زامبيا وزيمبابوي، إنها اتخذت تدابير احتياطية لمنع الاستنزاف الكامل للمياه النادرة في خزان السد؛ أملًا في أن يعوض موسم الأمطار المقبل النقص الحالي.
اقرأ أيضًا..
- أرامكو السعودية: حظر النفط الروسي يزيد تقلبات السوق.. وخطة تحول الطاقة "معيبة"
- أسعار الغاز الطبيعي في غرب تكساس تتحول إلى السالب لأول مرة منذ 2020
- زيادة توليد الكهرباء من الشمس والرياح في أوروبا تخفّض حدة التضخم (دراسة)
- هل تقترب تكلفة شحن السيارات الكهربائية من البنزين؟ (تقرير)