نفطالتقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغاز

مسؤولون أفارقة: إنتاج النفط والغاز سيبقى من أولوياتنا.. ومطالب الغرب غير عادلة

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • النفط والغاز المكتشف في السنغال كافٍ لإحداث تحول في اقتصاد البلاد
  • النفط والغاز يقضي على الصيد في السنغال
  • النيجر تبدأ تشغيل خط أنابيب نقل النفط العام المقبل
  • رئيس وزراء الكونغو يحذّر من عنصرية التعامل مع التلوث وتغير المناخ

"الفقر هو معضلة أفريقيا الكبرى، وليس تغير المناخ، لذلك لن تكفّ القارة عن استغلال ثرواتها من الوقود الأحفوري بشقّيه الرئيسَين: النفط والغاز، مهما اشتدت الضغوط"، حسب تصريحات لرؤساء وكبار مسؤولين في أفريقيا نقلها تقرير لـ "ياهو نيوز"، اليوم الإثنين الموافق 17 أكتوبر/تشرين الأول.

بدءًا من السنغال، مرورًا بالكونغو، وصولًا لموريتانيا، تنشط عمليات الاستكشاف لاستغلال الثروات الطبيعية في مجال الطاقة؛ علّها تدعم نقص الموارد وقلّة التمويل اللازم لإحداث تغيير اقتصادي في بلدان أفريقيا.

وتعاني أفريقيا من ارتفاع معدلات الفقر، وتلقّي ضربات الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، خاصة الجفاف، رغم أنها لا تسهم إلّا بنسبة ضئيلة جدًا في انبعاثات الكربون، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

السنغال والكونغو

اكتشفت السنغال -مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية- احتياطيات من النفط والغاز؛ ما يبشّر بالحصول على ثروات مستقبلية والتحول إلى التصنيع.

ولا تعتزم الدولتان التخلّي عن ثروتهما من النفط والغاز في سبيل دعاوى محاربة تغير المناخ.

وقال رئيس السنغال ماكي سال: "إن هذا الأمر ليس عادلًا"، في إشارة إلى ضغوط الغرب للتخلي عن مشروعات الوقود الأحفوري لعلاج تغير المناخ.

كما أطلق الرئيس السنغالي إستراتيجية مناهضة لهذا الاتجاه، تستهدف البدء في استغلال ثروات بلاده من النفط والغاز، العام المقبل (2023).

ليس عادلًا

النفط والغاز في أفريقيا
المستشار الألماني أولاف شولتس - الصورة من "دويتشه فيله"

كان الرئيس السنغالي ماكي سال قد قال في مايو/أيار الماضي، لنظيره الألماني أولاف شولتس: "ليس لدينا صناعة، ولا مساهم كبير في التلوث، ولن يكون من العدل في بحثكم عن حلول لعلاج تغير المناخ والاحترار العالمي أن تحرموا أفريقيا من استغلال ثرواتها الطبيعية الموجودة تحت الأرض".

ويأتي حديث الرئيس السنغالي في وقت اتجهت فيه أوروبا إلى تنويع مصادر وارداتها من النفط والغاز، عقب غزو روسيا لأوكرانيا وفرض عقوبات غربية على موسكو، وإجراءات دول الاتحاد للاستغناء عن الصادرات الروسية.

أفقر دول العالم

تُعدّ دولة النيجر الأفريقية أفقر بلدان العالم، وفق مؤشر التنمية البشرية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة.

وتبني النيجر حاليًا أطول خط أنابيب نفط في أفريقيا، إذ يقترب من 200 كيلومتر مربع، ليربطها بمنطقة بنين؛ ما يسمح لها بتصدير الخام بداية العام المقبل (2023).

وقال مدير حملة محيط أفريقيا في منظمة غرينبيس أليو با، إن مزيدًا من اكتشافات وإنتاج النفط والغاز يفاقم أزمة ارتفاع حرارة الأرض التي يجب ألّا تزيد عن 1.5 درجة مئوية فوق مستواها قبل الثورة الصناعية.

وفي المقابل، قال الخبير في لجنة التفاعل الحكومي لتغير المناخ فرانسيوس جيمني: "عندما تكون فقيرًا، فمن الصعب أن تحدثني عن التوقف عن استغلال ثروتي؛ لذلك من الأفضل أن تمنحني عرضًا أكثر إثارة للاهتمام".

وأضاف أن التزام الدول الأفريقية بمكافحة المناخ يتطلب استثمارات ضخمة وتقنيات لا تمتلك منها شيئًا.

مطالبات أفريقية

طالبت الدول الأفريقية في جولات المحادثات التجهيزية لقمّة المناخ كوب 27، التي انعقدت مطلع الشهر الجاري في مدينة كينشاسا (أكبر مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية)، بتقنيات بديلة وتمويلات ضخمة لتحقيق التحول إلى الطاقة الخضراء.

وتُقام قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ المصرية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؛ لذلك تأمل أفريقيا بالحصول على مزايا تمكّنها من تحقيق مصالحها؛ كون القمة تُعقد على جزء من أراضي القارة السمراء.

وخلال محادثات كينشاسا، أصرّت حكومات أفريقيا على حقهّا في استغلال ثروات بلادها من النفط والغاز، رغم الانتقادات الحادة من قبل نشطاء البيئة، التي حذّرت من زيادة هائلة في انبعاثات الكربون.

وقال رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية جان ميشال سما لوكوندي، خلال اجتماع كينشاسا، إن الدول الأوروبية عادت إلى حرق النفط والغاز بكثافة محليًا لتوليد الكهرباء، وتعويض نقص الغاز الحادّ، عقب غزو روسيا أوكرانيا.

عنصرية السماح بالتلوث

النفط والغاز في أفريقيا
مراكب صيد على شاطئ السنغال - الصورة من "أفريكا نيوز"

حذّر رئيس وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية جان ميشال سما لوكوندي من العنصرية في التعامل مع التلوث ومكافحة تغير المناخ، قائلًا: "في الوقت الذي يُسمح فيه لدول بزيادة استهلاك الوقود الأحفوري الملوث للبيئة، تُمنع دول أخرى من استغلال ثرواتها الطبيعية".

بينما يرى كبير مفاوضي المناخ في جمهورية الكونغو الديمقراطية توسي مبانو أن استغلال أفريقيا لثرواتها من النفط والغاز يساعدها على مكافحة تغير المناخ من خلال توفير التمويل اللازم.

يُذكر أن السنغال اكتشفت كميات من النفط والغاز، تمثّل نسبة 0.07% و0.5% على التوالي من الاحتياطيات الدولية.

وقالت وزيرة الطاقة والنفط في السنغال صوفيا غلاديما: "إن كميات النفط والغاز المكتشفة كافية لإحداث تحول في اقتصاد البلاد".

وأضافت: "إن استغلال ثرواتنا من الوقود الأحفوري سيمكّن حكومتنا من توصيل الكهرباء لشعبنا، ويخفض الأسعار، ويساعدنا على بناء قطاع صناعي، ويوفر آلاف الوظائف الجديدة".

انهيار الصيد

يأتي إصرار حكومة السنغال على استغلال ثروتها من النفط والغاز، رغم أن ذلك يهدد قطاعات إنتاجية أخرى، مثل الصيد؛ إذ أكد بعض الصيادين على أنهم سيفقدون وظائفهم التي توارثوها من أجدادهم منذ مئات السنين، وأنهم لن يستطيعوا العمل بمجال استخراج وإنتاج الوقود الأحفوري في البلاد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق