رئيسيةأخبار الكهرباءكهرباء

مشروع لتحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء في جزيرة سيشل

عمرو عز الدين

على خُطى 5 دول أفريقية، أعلنت سيشل تفاصيل إنشاء مصنع لتحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء في جزيرة ماهي، وهي أكبر جزر الجمهورية الواقعة على سواحل شرق أفريقيا.

وقال وزير البيئة في سيشل، فلافيان جوبيرت، إن هذا المصنع سيُنَفَّذ بجزيرة ماهي لتحويل النفايات الصلبة إلى طاقة كهربائية، وفقًا لما نقله موقع أفريك21 "Afrik21".

ولا يزال مشروع تحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء في مرحلة الإعداد، ومن المقرر أن تجري زيارة ميدانية للجزيرة لتحديد الموقع المناسب للمصنع خلال 8 أشهر حدًا أقصى، يعقبها تكليف شركة خاصة بعمليات التنفيذ في غضون 18 شهرًا، وفقًا لتفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تمويل المشروع

يمول مشروع تحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء من خلال قرض مساند من مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي بمشاركة من القطاع الخاص في تحديد الطرق الأكثر فاعلية من حيث التكاليف، وفقًا لتصريح مسؤول الاستثمار في مؤسسة التمويل الدولية، برنارد أتلان.

تحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء
عملية فرز النفايات الصلبة لتحويلها إلى كهرباء - الصورة من نيويورك تايمز

وتنتج سيشل قرابة 95 ألف طن من المخلفات سنويًا تُخَزَّن في مدافن نفايات متخصصة في مناطق براسلن ولادغيه، ومن المخطط أن يُستَفاد من 50 ألف طن منها في عمليات توليد الكهرباء عبر المصنع الجديد.

تتكون جمهورية سيشل من سلسلة جزر يصل عددها إلى 115 جزيرة خضراء وصخرية تمتد على مساحة 1.35 مليون متر مربع وسط المحيط الهندي، وهي دولة أفريقية ساحلية لا يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة، وتعتمد بالأساس على السياحة البحرية ونشاط الصيد.

خفض النفايات بنسبة 80%

تأمل حكومة سيشل في أن يسهم مشروع تحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء في خفض كميات النفايات التي تذهب إلى المدافن بجزيرة "ماهي" بنسبة 80%، ما قد يقلل من مخاطر نشوب الحرائق بهذه المواقع.

تنشب الحرائق في مواقع النفايات بسبب كثافة كميات الخشب والإطارات والبلاستيك المتزايدة في مجموع النفايات بما يمثل عامل خطورة يزيد من احتمالات نشوب الحرائق وتفاقمها.

وتمثل النفايات الصلبة مشكلة في أغلب دول العالم، غير أن كثيرًا من الدول الأفريقية ما زالت تعاني تكدس أكوام القمامة والنفايات على اختلاف خطورتها وأنواعها؛ إذ يُتَخلص من المخلفات البلاستيكية، والمنزلية، والطبية، والإلكترونية، والصناعية، والعضوية دون رقابة في أغلب الأحوال؛ ما يتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وتلوُّت التربة والمياه.

انتشار المخلفات في 34 دولة

رغم وجود مكبّات نفايات مطوّرة في بلدان أفريقية عديدة، مثل: النيجر، والكونغو، ومالي، وبوركينا فاسو، وموزمبيق؛ إلّا أنها تطفح بالقمامة، وفقًا لتقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتنتشر مظاهر التلوث بالنفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد -مثل العبوات والقوارير والأكياس- في شتى المناطق الحضرية في أفريقيا، رغم أن 34 من أصل 54 دولة أفريقية أصدرت قوانين بحظر استخدام تلك الأكياس البلاستيكية.

وكشفت دراسة نشرتها مجلة "بلوس وان" العلمية، في عام 2018، عن أن النفايات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد تطلق غازات مثل الإيثلين والميثان، وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وتمثل أكثر المواد الضارة بالبيئة.

تحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء
جمع النفايات الصلبة في أفريقيا

كما أشارت منظمة السلام الأخضر الدولية -غير الحكومية- إلى أن 99% من المنتجات البلاستيكية مصنوعة من الوقود الأحفوري المصدر الرئيس لغاز ثاني أكسيد الكربون الذي تركز الجهود الدولية على خفضه في إطار خطط التحول المناخي لعام 2050.

مشروع في 5 دول أفريقية

اتجهت عدة دول أفريقية على غرار سيشل للاستثمار في تحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء كما يجري في جنوب أفريقيا وغانا وتوغو والكونغو، أو إلى مواد قابلة للاستخدام مرة أخرى كما يجري في بنين.

تشهد جمهورية بنين تجربة رائدة في تحويل النفايات البلاستيكية إلى مواد بناء أرخص وأخف وزنًا وملائمة للبيئة مثل الطوب والبلاط في بلدة "سيميه-إكبودجي"، بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

كما تستثمر جنوب أفريقيا في مشروع لتوليد الكهرباء من النفايات البلاستيكية باستخدام تقنية الانحلال الحراري، بالتعاون مع شركتي "كيبوإنرجي"، و"إندستريال غرين سوليوشنز"، بطاقة توليدية مخططة تصل إلى 50 ميغاواط من الكهرباء.

وأطلقت حكومة غانا، في ديسمبر/كانون الأول (2021)، مشروعًا ضخمًا لتحويل النفايات الصلبة إلى كهرباء باستثمارات تصل إلى ملياري دولار.

وتنفذ جمهورية توغو مشروعًا مماثلًا لتحويل النفايات العضوية إلى كهرباء وأسمدة بالتعاون مع شركة "بيوثيرميكا تكنولوجيز" الكندية بتكلفة 25 مليونًا و462 ألف دولار.

كما أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية، في أغسطس/آب (2021)، إنشاء أول محطة لتحويل النفايات البلاستيكية إلى مصادر طاقة نظيفة عن طريق التحلل الحراري بتكلفة 30 مليون دولار أميركي.

يشار إلى أن بعض الدول الأوروبية تُسهِم في مشكلة المخلفات في أفريقيا عبر أنواع من النفايات إليها بطرق مشروعة وغير مشروعة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق