التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

صلاحية جديدة لوزير الكهرباء في جنوب أفريقيا.. هل تعوّض نقص الإمدادات؟

هبة مصطفى

تُبذل الجهود على قدم وساق لإنقاذ قطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا من العثرات المتكررة وانقطاع الأحمال، وعدّل رئيس البلاد "سيريل رامافوزا" من الصلاحيات الممنوحة لمسؤولي الوزارات ذات الصلة، حسب ما نقلته رويترز اليوم (الجمعة 26 مايو/آذار 2023).

وأسند رامافوزا إلى وزير الكهرباء -المُعيّن بمنصبه في مارس/آذار الماضي- مسؤولية شراء سعة التوليد الجديدة، بعد أن كانت موكلة إلى وزير الموارد المعدنية والطاقة قبل ذلك، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتأتي هذه الخطوة عقب أيام من إبداء الحكومة الجنوب أفريقية رغبتها في إطلاق مناقصة تنقيب عن الغاز الصخري في حوض كارو، لتوفير الإمدادات اللازمة لتوليد الكهرباء.

صلاحيات وتعديلات

تولى وزير الكهرباء في جنوب أفريقيا، كغوسينتشو راموكغوبا، مسؤولية شراء سعة توليد جديدة بقرار من رئيس البلاد رامافوزا، دون الإفصاح أو تحديد آليات بعينها.

أحد عمال مرفق الكهرباء في جنوب أفريقيا
أحد عمال مرفق الكهرباء في جنوب أفريقيا - الصورة من BBC

وبموجب الإعلان الرئاسي، تُنقل صلاحيات المادة 34 من قانون تنظيم الكهرباء إلى الوزير راموكغوبا المُعيّن في منصبه قبل ما يقارب 3 أشهر (في مارس/آذار 2023).

وقبيل هذه الخطوة، كانت صلاحية شراء سعة التوليد الجديدة ملقاة على عاتق وزير الموارد المعدنية والطاقة "غويدي مانتاشي"، الذي طالما شكّك في إمكان التخلي عن الفحم ونشر مصادر نظيفة للحصول على إمدادات الكهرباء في جنوب أفريقيا.

وواجه مانتاشي انتقادات بالوقوف حائلًا أمام حل أزمة نقص إمدادات الكهرباء في البلاد، بالتباطؤ في الحصول على سعة توليد جديدة والابتعاد عن الطاقة المتجددة.

ولجأت الحكومة إلى حلول عدة لتفادي تفاقم الأمر إلى مستويات يصعب معالجتها، وقررت -في مارس/آذار 2023- تعيين راموكغوبا بمنصب وزير الكهرباء في البلاد، وفصل صلاحياته عن مسؤوليات وزارة الموارد المعدنية والطاقة.

قطاع منهار

تأتي محاولات إنقاذ قطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا ومعاناته نقص الإمدادات استعدادًا لمواجهة زيادة في الطلب، لا سيما خلال فصل الشتاء المقبل.

ومنذ سنوات عدة، تكافح شبكة الكهرباء لتلبية الطلب، غير أنها بين الحين والآخر تتعرّض لفصل الأحمال وبوتيرة زاد معدلها مؤخرًا، إلى أن دفع ذلك نحو التخوف من الانخراط في انقطاعات التيار الكهربائي المتواصلة.

ورغم التخوفات من بلوغ هذه المرحلة، فإن مسؤولين بالبلاد استبعدوا انهيار الشبكة بصورة كاملة لأسباب تتعلق باعتمادها على مصادر متنوعة (من بينها محطات تعمل بالفحم أو الديزل، أو السدود المائية وتوليدها للطاقة الكهرومائية، ووحدات الطاقة النووية).

وأكد خبراء معنيون بالقطاع أن تزامن توقف المحطات كافّة أو تعطلها أمر مستبعد، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة تنويع مصادر الإمدادات.

وفي مطلع العام الجاري (يناير/كانون الثاني 2023)، فجّر مسؤول في شركة مرفق الكهرباء "إسكوم" مفاجأة من العيار الثقيل، بتلميحه إلى استمرار أزمة انقطاعات التيار حتى نهاية الربع الأول من عام 2025.

الغاز.. هل يحل الأزمة؟

وقع قطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا بين مطرقة الإفلات من الفحم والتخلص من الاعتماد على الوقود الملوث وسندان البدائل المحدودة لتوفير الإمدادات، ومن هذا المنطلق قالت الحكومة إنها تدرس مقترحًا بإطلاق مناقصة للتنقيب عن الغاز في حوض كارو.

أحد مقرات مرفق إسكوم
أحد مقار مرفق إسكوم - الصورة من The Cable

وتشمل المناقصة فتح المجال للمنافسة على عمليات التنقيب عن الغاز في 10 مربعات جديدة بحلول عامي 2024 و2025، عقب الحصول على الموافقات البرلمانية، في خطوة يمكن وصفها بأنها أول العطاءات التنافسية للتنقيب في البلاد.

ورغم النقص الحاد الذي تعانيه إمدادات الكهرباء في الدولة الواقعة بالجنوب الأفريقي، فإن مقترح التنقيب عن الغاز واجه رفضًا من قبل نشطاء المناخ والبيئة والمزارعين على حد سواء.

ويُمكن لنحو 5 تريليونات قدم مكعبة من الغاز تشغيل محطة كهرباء طوال 30 عامًا، في حين يضم حوض كارو احتياطيات تُقدّر بنحو 209 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الصخري، ما يشير إلى قدرة الحوض على حل مشكلة الكهرباء في البلاد.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق