كهرباءتقارير الكهرباءرئيسية

انهيار الكهرباء في جنوب أفريقيا يُنذر بشتاء صعب.. والحكومة تلجأ إلى حل جديد

أسماء السعداوي

أخذت أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا منحى خطرًا جديدًا يهدد بتوقف حركة الصناعة، وهو ما يستدعي التدخل العاجل لإنقاذ المواطنين والاقتصاد من براثن الظلام الذي لا يبدو أنه سيتبدد قريبًا.

وفي هذا الصدد، حذّر مسؤول كبير في شركة الكهرباء الحكومية "إسكوم" من وصول معدلات انقطاع التيار الكهربائي إلى مستويات غير مسبوقة خلال هذا الشتاء، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.

وسعيًا للخروج من الأزمة، كشفت الحكومة عن مقترح لإقامة مناقصة جديدة للتنقيب عن الغاز الصخري في حوض كارو، رغم معارضة شديدة من قِبل نشطاء البيئة ومزارعين محليين.

أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا

تعاني شبكة الكهرباء في جنوب أفريقيا أزمات ديون متراكمة، بالإضافة إلى ضعف قدرتها المالية على تغطية تكاليف التشغيل، وترجع الأعطال المتكررة إلى تقادُم المرافق التي اقتربت من تجاوز عمرها الافتراضي، فضلًا عن الحاجة إلى عمليات صيانة وعمال ذوي خبرات.

وبالفعل، تتعرّض المنازل والمشروعات في أكبر اقتصاد صناعي في أفريقيا لانقطاعات مجدولة للكهرباء وتدوم حتى 10 ساعات يوميًا.

وبحسب شركة الكهرباء الوطنية إسكوم، كانت عواقب انقطاع التيار الكهربائي وخيمة على الاقتصاد، إذ انخفض إجمالي الناتج المحلي بنحو 5% في العام الماضي (2022).

يُشار إلى أن جنوب أفريقيا قد تعهدت أمام العالم بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إلا أن ذلك ربما يبدو بعيد المنال في ظل اعتماد البلاد على الفحم لتأمين 80% من الكهرباء، بحسب معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت إسكوم -أكبر منتج للكهرباء في جنوب أفريقيا- تخطط لإغلاق محطات توليد الكهرباء من الفحم بين عامي 2031 و2034، إلا أن الرئيس سيريل رامافوزا أكد في يناير/كانون الثاني 2023، أن بلاده لن تتخلى عن الفحم من أجل تحول الطاقة.

الكهرباء في جنوب أفريقيا

شتاء صعب

من المتوقع ازدياد الفجوة بين العرض والطلب على الكهرباء في جنوب أفريقيا خلال فصل الشتاء المقبل، وهو ما سيفرض ضغوطًا إضافية على الشبكة المثقلة بالفعل.

ويقول المدير التنفيذي لشؤون نقل الكهرباء في إسكوم، سيغوموكو شيبرز: "سيكون شتاءً صعبًا للغاية".

ولم تتخطَ إسكوم بعد "المرحلة السادسة" التي تستلزم خفض 6 آلاف ميغاواط من الشبكة، لكن هذا الشتاء ربما يشهد الانتقال إلى "المرحلة الثامنة"، والتي ربما تتطلب خفض نحو 8 آلاف ميغاواط، ما يعادل قطع التيار الكهربائي لمدة 16 ساعة على مدار 32 ساعة، بحسب شيبرز.

وقال: "المرحلة الثامنة" مجرد سيناريو تستعد له إسكوم، في حال فشلت تدخلاتها للحيلولة دون تدهور الوضع، مشيرًا إلى أن حدوث ذلك احتمال ضعيف للغاية.

وأضاف: "سيكون البديل قطع التيار الكهربائي، وهو كابوس؛ لأنه وضع لا يمكن السيطرة عليه، عندما تفقد الدولة الإمدادات".

ولفت إلى أن انقطاع التيار الكهربائي "ضروري لتجنب انهيار الشبكة"، بحسب التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تُجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا بدأت المرحلة السادسة من فصل الأحمال في 11 يناير/كانون الثاني 2023، بعد أعطال عديدة في محطات التوليد، ولم تلغها حتى الآن.

حوض كارو

سعيًا إلى حل أزمة الكهرباء في جنوب أفريقيا، قررت الحكومة طرح عطاءات للتنقيب عن الغاز في 10 مربعات برية جديدة في حوض كارو، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز اليوم الخميس 18 مايو/أيار 2023.

وهذا هو أول عطاء تنافسي للتنقيب عن النفط والغاز في جنوب أفريقيا، ومن المتوقع إجراؤه بين عامي 2024 و2025، فور تمرير قانون بالبرلمان يسمح بذلك.

ويضم حوض كارو نحو 209 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الصخري، بحسب تقديرات وكالة البترول في جنوب أفريقيا "بي إيه إس إيه" (PASA)، وهي الجهة الحكومية المنظمة لعمليات التنقيب عن النفط والغاز برًا وبحرًا.

وتقول أكاديمية العلوم في جنوب أفريقيا -في تقرير صدر العام الماضي-، إن 5 تريليونات قدم مكعبة فقط ستكفي لتشغيل محطة كهرباء، لتوليد من 1000 إلى 2000 غيغاواط، لمدة تصل إلى 30 عامًا.

اعتراضات بيئية

تعطلت عمليات التكسير الهيدروليكي لاستخراج الغاز في حوض كارو الذي يغطي نصف مساحة اليابسة، منذ أكثر من 10 سنوات، بسبب معارضة نشطاء البيئة والمزارعين وشكوك تنظيمية.

ويشير مصطلح التكسير الهيدروليكي إلى عملية حقن مواد كيميائية ومياه في الشقوق الصخرية، لاستخراج الغاز.

ولدى المعارضين للخطوة شكوك بشأن تأثير عمليات التنقيب في جودة الهواء وتدهور التربة، واستعمال المياء في منطقة شبه قاحلة.

وعلى جانب المزارعين، ثمة مخاوف بشأن استنفاد تلك العمليات للمياه الشحيحة أصلًا، كما قد تصبح مُلوثة، وهو ما سيضر بالإنتاجية الزراعية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق