شركات الشحن البحري تتوجّه إلى تقليل الاعتماد على النفط لخفض الانبعاثات (تقرير)
نوار صبح
تتوجّه شركات الشحن البحري إلى استخدام الغاز الطبيعي المسال والوقود الحيوي والميثانول لتلبية أهداف الانبعاثات.
ولتحقيق هذا الهدف سوف تشغّل شركات الشحن والسلع المزيد من السفن التي تعمل جزئيًا بالغاز الطبيعي المسال، العام المقبل، بينما تكثف تجارب تزويد الوقود الحيوي جهودها لخفض الانبعاثات من عمليات سفن الشحن البحري، حسبما قال مسؤولون تنفيذيون كبار، هذا الأسبوع.
وفي محاولة لتحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون، التي حددتها المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، يسعى قطاع الشحن إلى تقليل اعتماده على النفط، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويهدف قطاع النقل البحري إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 40% من مستويات عام 2008 بحلول عام 2030، وإجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50% بحلول عام 2050.
وقال مسؤولون تنفيذيون في الصناعة، في مؤتمر ومعرض سنغافورة الدولي للتزويد بالوقود 2022 (إس آي بي سي أو إن)، الذي اختتم يوم الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول، إن الغاز الطبيعي المسال والميثانول والوقود الحيوي تندرج بين خيارات الوقود البديلة الأكثر شعبية.
وقود الغاز الطبيعي المسال
من المقرر أن يستقبل العديد من شركات الشحن البحري، بما في ذلك شركة "ميتسوي أو إس كيه" اليابانية، وشركتا التعدين الأستراليتان: ريو تينتو و بي إتش بي، مزيدًا من سفن النقل التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال في عام 2023، للمساعدة في تقليل بعض الانبعاثات في الرحلات.
وقالت رئيسة العمليات التجارية في ريو تينتو، لوري باراتجين، إن الشركة ستدخل 9 سفن من الحجم العملاق تعمل بالوقود المزدوج للغاز الطبيعي المسال إلى محفظتها، مع توقع التسليم الأول من النصف الأول من العام المقبل.
علاوة على ذلك، بدأت الشركة تجربة وقود حيوي لمدة عام واحد؛ حيث تهدف إلى خفض الانبعاثات من العمليات بنسبة 40% بحلول عام 2025، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت لوري باراتجين لوكالة رويترز: إن عمليات الشركة شهدت ما يتراوح بين 25 و26% من خفض الانبعاثات حتى الآن.
من ناحيتها، تركز شركة النقل البحري الدنماركية العملاقة "ميرسك"، أكبر مشغل للحاويات في العالم، على استخدام الميثانول.
وأعلنت الشركة، يوم الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول، أنها طلبت شراء 6 سفن أخرى تعمل بوقود الميثانول؛ ما رفع إجمالي طلبها من هذه السفن إلى 19 سفينة، حسبما أوردت وكالة رويترز في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقالت رئيسة إدارة تطوير أعمال إزالة الكربون في شركة "ميرسك"، بيريت هينمان، إن نهج الشركة يتلخص في "الذهاب إلى المجالات الخضراء على الفور"، مضيفةً أن الشركة لن تتبنى الغاز الطبيعي المسال باعتباره جزءًا من مزيج الوقود لديها.
وأوضحت أن الشركة ترى الميثانول الأخضر حلًّا جاهزًا من الناحية التكنولوجية، ويمكن زيادة إنتاج الوقود ومن ثم فإنه يُعَد خيارًا للوقود يهدف لإحداث تأثير كبير هذا العقد.
وبيّنت هينمان أن الطلب على وقود الميثانول لم يكن موجودًا سابقًا، وما تحاول الشركة القيام به هو تحقيق الزخم وجلب الطلب إلى السوق من خلال طلبيات السفن لدى الشركة.
مزج الوقود الحيوي بالأمونيا الخضراء
يجري العديد من الشركات اختبارات لمزج الوقود الحيوي بالوقود البحري، الذي لا يتطلب من شركات الشحن البحري إجراء تعديلات ضخمة على المحركات الحالية.
وستبدأ شركة توتال إنرجي الفرنسية في تقديم الوقود الحيوي باعتباره وقودًا للتزود بالوقود لعملائها في سنغافورة بدءًا من العام المقبل.
وتسعى شركة كارغيل الأميركية إلى تعزيز استخدام الوقود الحيوي في تجربة التزويد بالوقود العام المقبل.
وأفادت مصادر قطاع الشحن البحري بأن محدودية إمدادات الوقود الحيوي وغياب معايير الصناعة لضمان جودة الوقود وارتفاع الأسعار قد يحدان من استخدامه في إمدادات بالوقود.
علاوة على ذلك، بدأت الشركات في البحث عن الأمونيا الخضراء للتزويد بالوقود إلى ما بعد عام 2030.
وقال رئيس دائرة الخدمات البحرية في شركة بي إتش بي، فيرغوس إيلي، إن أول سفينة تعمل بالأمونيا قد تُبنَى في 2026 أو 2027، مضيفًا أنه يأمل في أن يبدأ الإنتاج التجريبي للوقود بحلول ذلك الوقت.
اقرأ أيضًا..
- 10 معلومات عن محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة (إنفوغرافيك)
- سياسة بايدن بشأن الطاقة تضر الحلفاء في الخارج والمستهلكين بالداخل (مقال)
- سقف أسعار الغاز يشعل الخلاف بين دول الاتحاد الأوروبي.. وبولندا تتهم ألمانيا بـ"الأنانية"