3 دول تقود العالم لطفرة تطوير خطوط أنابيب النفط.. وتحذيرات من المخاطر المناخية (تقرير)
مي مجدي
وصل العالم إلى نقطة انعطاف حرجة، وسط المطالب بتسريع التحول إلى الطاقة المتجددة وتوسيع تطوير خطوط أنابيب النفط في الوقت نفسه لمحاولة التصدي إلى التطورات المقلقة التي تشهدها مختلف الدول.
وكشف تقرير جديد -صادر عن منظمة غلوبال إنرجي مونيتور لأبحاث الطاقة، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- عن أن صناعة النفط تطوّر 24 ألفًا و166 كيلومترًا من خطوط الأنابيب الجديدة على مستوى العالم، أي ما يعادل ضعف قطر الأرض -تقريبًا-، منها 10 آلاف و351 كيلومترًا قيد الإنشاء.
وأوضح التقرير أن هذه الخطوة تتعارض مع الجهود المبذولة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية أو 2.0 درجة مئوية.
ويتعيّن خفض انبعاثات الكربون العالمية بنسبة 50% بحلول عام 2030، لتتماشى مع الأهداف المتفق عليها للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
انبعاثات الكربون
كشف التقرير عن أن هذه المشروعات كانت مدعومة بالأرباح القياسية التي حقّقتها الصناعة خلال المدة الماضية.
وأشار إلى أن النفط المقرر ضخه عبر خطوط الأنابيب -في حالة اكتمالها- سينتج ما لا يقل عن 5 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل انبعاثات الولايات المتحدة، ثاني أكبر ملوث في العالم.
وجاء في التقرير أن قرابة 40% من خطوط أنابيب النفط قيد الإنشاء، والباقي قيد التخطيط.
ووفقًا لمحللي غلوبال إنرجي مونيتور، يمكن لمطوري خطوط أنابيب النفط، البالغ طولها 10 آلاف كيلومتر، خسارة قرابة 75 مليار دولار إذا حالت الإجراءات المتعلقة بالأزمة المناخية دون استخدامها بالكامل، مع تزايد تحول العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وبحسب التقرير، ستضيف خطوط الأنابيب قيد الإنشاء قرابة 8.3 مليون برميل يوميًا من سعة نقل النفط الخام، وستضيف المشروعات -التي ما زالت في مرحلة ما قبل التشييد- 21.8 مليون برميل يوميًا.
وستولّد هذه السعة الإضافية مجتمعة 4.61 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
الدول المطورة لخطوط الأنابيب
تقود الولايات المتحدة والهند والصين العالم لتطوير بنية تحتية جديدة لنقل النفط.
وتتصدّر الولايات المتحدة قائمة الدول المطورة لخطوط أنابيب النفط، ولديها خطوط قيد التطوير بطول 2829 كيلومترًا، بتكلفة تُقدّر بنحو 7.9 مليار دولار، معظمها في حوض برميان.
وتحتل الهند المرتبة الثانية بخطوط أنابيب جديدة تمتد لمسافة 2824 كيلومترًا، بتكلفة تصل إلى 4 مليارات دولار أميركي.
ويوضح الرسم الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- قائمة الدول الأكثر تطويرًا لخطوط أنابيب النفط:
بينما تُعَد الصين ثالث أكبر مطور لخطوط الأنابيب بطول 2533 كيلومترًا، وبتكلفة تُقدّر بنحو 4.2 مليار دولار أميركي.
ولمواجهة المقاطعات الغربية بسبب الحرب في أوكرانيا، تعمل روسيا على تطوير 2000 كيلومتر من خطوط الأنابيب، بتكلفة تُقدر بنحو 4 مليارات دولار أميركي، إذ تأمل تعزيز الصادرات إلى الهند والصين.
وتوصلت بيانات من منظمة غلوبال إنرجي مونيتور إلى أن العديد من الدول الأوروبية ما تزال تستثمر في مشروعات النفط الروسي، رغم هذه المقاطعات.
فمجموعة "إم إم إي" الهولندية وشركة فيتول السويسرية من بين المساهمين في خط أنابيب فوستوك النفطي المقترح بطول 1600 كيلومتر.
ويشمل مساهمو خط أنابيب بحر قزوين شركات تابعة لإكسون موبيل وشل ومقرها الولايات المتحدة، وشركة النفط البريطانية بي بي، وشركة بي جي أوفرسيز هولدينغز، وشركة إيني الإيطالية.
وعلى الصعيد الإقليمي، تقود منطقة أفريقيا جنوب الصحراء العالم في تطوير خطوط أنابيب النفط، ولديها خطوط أنابيب قيد الإنشاء تمتد لمسافة 2000 كيلومتر، وخطوط مقترحة بطول 4 آلاف و500 كيلومتر.
وتشمل المشروعات خط أنابيب شرق أفريقيا "إيكوب" المثير للجدل، الذي سينقل النفط من الحقول في أوغندا إلى ميناء تانغا في تنزانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
استغلال الفوضى
قال المحلل في منظمة غلوبال إنرجي مونيتور بيرد لانغينبرونر إن موافقة الحكومات على تطوير هذه المشروعات تبيّن مدى الإخفاق المتعمد في تحقيق الأهداف المناخية.
وتابع: "رغم أن الأهداف المناخية تهدد بتحول البنية التحتية للوقود الأحفوري إلى أصول عالقة، فإن أكبر مستهلكي الوقود الأحفوري في العالم، بقيادة الولايات المتحدة والهند والصين، يخططون لمضاعفة التوسع في خطوط أنابيب النفط".
وأضاف أن صناعة النفط حققت أرباحًا قياسية العام الماضي (2021)، وتستغل الفوضى والأزمة لتسريع توسعاتها الهائلة في البنية التحتية.
وسبق أن صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -خلال اجتماع خاص لرؤساء الدول والحكومات، عُقد يوم الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول (2022) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك- بأن صناعة الوقود الأحفوري تقضي على حياة البشر، وأن القادة لا يواكبون شعوبهم المطالبة باتخاذ إجراءات مناخية عاجلة.
وكشفت تقارير سابقة عن أن أكبر شركات الوقود الأحفوري في العالم تخطط لتطوير عشرات مشروعات النفط والغاز، ووصفت بأنها "قنبلة كربونية" ستعوق الهدف المتمثل في الحد من ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، إلى جانب تداعيات بيئية كارثية على مستوى العالم.
وفي مايو/أيار (2021)، قالت وكالة الطاقة الدولية إن حقول النفط والغاز الجديدة لا تتماشى مع بقاء العالم عند مستويات آمنة لمواجهة الاحتباس الحراري.
ويوضح الرسم الآتي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الشركات الرائدة في تطوير خطوط أنابيب النفط:
اقرأ أيضًا..
- احتجاز الكربون وتخزينه.. أين يقف العالم من تحقيق السعة المطلوبة؟
- اختبار تقنيات الحياد الكربوني في بريطانيا يوفر 40 ألف وظيفة بحلول 2030 (تقرير)
- أنس الحجي: أوبك تأسست للتحرر من غطرسة شركات النفط العالمية (فيديو)