احتجاجات ضد تغير المناخ في 450 موقعًا حول العالم.. تطالب بـ"تعويضات"
نوار صبح
شهد نحو 450 موقعًا حول العالم إضرابات ومظاهرات ضد تغير المناخ، نظّمها آلاف من النشطاء الأعضاء في حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" (فرايدايز فور فيوتشر)، مطالبين بدفع تعويضات عن الأضرار الناجمة عن الاحتباس الحراري.
وكانت العاصمة الألمانية برلين موقعًا لأكبر مظاهرة احتجاجية لنشطاء حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، وبلغ عدد المشاركين 20 ألف شخص، حسبما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) في 23 سبتمبر/أيلول الجاري.
ونفّذ عشرات الآلاف من شباب الحركة "إضرابًا عالميًا للمناخ" منسقًا عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا، في دعوة إلى تقديم تعويضات للأطراف الأكثر تضررًا من آثار تغير المناخ، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وانسحب نشطاء الحركة من المدارس والجامعات والوظائف في نيوزيلندا واليابان إلى ألمانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لمطالبة الدول الغنية بدفع تعويضات الضرر الذي يُلحقه الاحتباس الحراري بالفقراء.
مواقف النشطاء من تغير المناخ
في اليوم الأخير من نشاط حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، خُطّط لتنفيذ إضرابات "من أجل التعويضات المناخية والعدالة" في نحو 450 موقعًا حول العالم،
تُجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات تأتي قبل 6 أسابيع من انعقاد قمة المناخ كوب 27 في مصر، إذ تخطط الدول النامية للضغط من أجل التعويض عن الدمار الناجم عن تغير المناخ، الذي يلحق بالمنازل والبنية التحتية وسبل العيش.
وشهدت الأشهر الأخيرة فيضانات مدمرة اجتاحت أجزاء كبيرة من باكستان، وموجات حر غير مسبوقة في بريطانيا والهند، وحرائق الغابات التي اجتاحت شمال أفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية.
وقالت المتحدثة باسم فرع حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" في ألمانيا، داريا سوتوده: "إننا ننفذ الإضرابات في جميع أنحاء العالم، لأن الحكومات المسؤولة ما تزال تفعل القليل جدًا من أجل العدالة المناخية".
وقال أحد المشاركين -البالغ من العمر 15 عامًا، الذي يُعدّ واحدًا من نحو 200 احتجوا في مدينة سول عاصمة كوريا الجنوبية- بارك تشاي يون: "يومًا ما، قد يكون منزلي مغمورًا بمياه الفيضانات".
وأوضح أن الشعور بمخاطر الأزمة لا يفارقه، ويرى أن من المهم إبلاغ الحكومة بمخاوفه لاتخاذ تدابير وقائية بدلًا من الذهاب إلى المدرسة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ووقع أكبر إضراب مناخي في برلين، إذ قدرت الشرطة في العاصمة الألمانية أن 20 ألفًا شاركوا في مسيرة تدعو حكومتهم إلى إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو (96.90 مليار دولار) لمعالجة أزمة المناخ.
احتجاجات في الكونغو وإيطاليا
في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، تجمع نحو 400 ناشط شاب مرددين هتافات "تصرّفوا من أجل أفريقيا.. احموا كوكبنا". وسار المحتجون على كتف طريق مزدحم يحملون لافتات من الورق المقوى كتب عليها "العدالة المناخية" و"أنقذوا المناخ".
وفي العاصمة الإيطالية روما، خرج 5 آلاف شاب في مسيرة انتهت بالقرب من مُدَرَّج الكولوسيوم الروماني، وحمل أحدهم لافتة كتب عليها: "المناخ يتغير.. لماذا لا نتغير نحن؟".
وتُعدّ الدنمارك الدولة الغنية الوحيدة التي كثفت حتى الآن تمويلها لمشكلة "الخسائر والأضرار" بسبب الكوارث المتعلقة بتغير المناخ، إذ أعلنت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الأسبوع أنها ستوفر 100 مليون كرونة دنماركية (13.03 مليون دولار) لمعالجتها.
وأفاد بيان على موقع حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" (فرايدايز فور فيوتشر)، بأن "المستعمرين والرأسماليين هم جوهر كل نظام قمع تسبب في أزمة المناخ، وأن إنهاء الاستعمار، باستخدام أداة التعويضات المناخية، يُعدّ أفضل نوع من العمل المناخي".
وبدأت حركة شباب "أيام الجمعة من أجل المستقبل" في عام 2018، وهي مستوحاة من احتجاجات الناشطة السويدية غريتا تونبرغ الانفرادية خارج البرلمان السويدي.
ووصلت ذروة نشاطاتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عندما شارك 4 ملايين شخص في 4 آلاف و500 نشاط في جميع أنحاء العالم في يوم جمعة واحد، ضد ظواهر تغير المناخ وآثارها.
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: أوبك تجاهلت لسنوات طويلة الهدف الذي تأسست من أجله
- ألواح الطاقة الشمسية في السودان.. أبرز الأنواع والأسعار (تقرير)
- أسعار الطاقة المرتفعة تجبر بلجيكا على "إظلام" الطرق السريعة
- النفط الإيراني يتدفق قريبًا إلى الصين بأسعار مغرية.. هل ينافس روسيا؟
