تقارير النفطأنسيات الطاقةالتقاريررئيسيةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: النفط الروسي الرخيص أصبح هدفًا لدول مجموعة الـ7 (تقرير)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن مجموعة الـ7 استهدفت النفط الروسي الرخيص المتجه إلى الهند والصين.

وأوضح الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة" بموقع تويتر، الثلاثاء 6 سبتمبر/أيلول (2022)، تحت عنوان "مستجدات أسواق النفط والغاز: أوبك+ ومجموعة الـ7 وروسيا والصين"، أن كلًا من الهند والصين تحصلان على الخام الروسي بأسعار مخفضة، تتراوح بين 65 و70 دولارًا للبرميل.

وأضاف: "هذا يعني أن الهند والصين نجحتا في تحديد سقف لأسعار النفط الروسي منذ البداية، أي منذ ما يصل إلى 5 أشهر، بينما ما زالت مجموعة الـ7 تتكلم في الموضوع".

وتساءل الحجي، ما هو صالح الهند في تحديد سقف أسعار النفط الروسي بنحو 65 دولارًا للبرميل، إذا كانت تحصل عليه بالسعر نفسه، بالاتفاق مع موسكو دون أوراق أو تفتيش أو تأخير؟

التصادم بين أمن الطاقة وأمن البيئة

النفط الروسي هدف لمجموعة الدول الـ7
مجموعة الدول الـ7 - الصورة من موقع آسيا نيكاي

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن كل بيانات مجموعة الـ7 الكبار دائمًا ما تتناول تغير المناخ، ولكن بيان اجتماع تحديد سقف أسعار النفط الروسي تجاهل هذا الأمر برغبة أميركية.

وأضاف: "إذا كان همّ مجموعة الـ7 هو التغير المناخي ومحاربة الوقود الأحفوري لصالح السيطرة على الظواهر المناخية، فلماذا تريدون خفض أسعار النفط، وهو أمر سيؤدي إلى زيادة الطلب عليه، ومن ثم زيادة حرقه بما يضر جهود الوصول إلى الحياد الكربوني؟".

ولفت الحجي إلى أن هذا التوجه يوضح أن هناك عدم وضوح في المواقف، وأن هناك -أيضًا- تصادم بين أمن الطاقة وأمن البيئة، وعندما حدث هذا التصادم ضحّت مجموعة الـ7 بأمن البيئة تمامًا، مقابل أمن الطاقة والأمن القومي.

وعن أسباب رغبة مجموعة الـ7 في تحديد سقف أسعار النفط الروسي، قال الدكتور أنس الحجي، إن هناك جوابين لا ثالث لهما، الأول هو أن هذه الدول ترى استحالة التحكم في الصادرات، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زال يصدّر النفط، ومن ثم قرروا الحديث عن الأسعار.

وتابع مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي: "لكن، على أرض الواقع، إذا كانت هذه الدول لا يمكنها التحكم في الصادرات، فإنه لن يمكنها أيضًا التحكم في أسعارها".

أمّا الجواب الثاني، وفق الحجي، فهو أن دول مجموعة الـ7 تريد استيراد النفط الروسي، ولكن بالأسعار التي تحصل عليه بها كل من الهند والصين، وهو ما يتنافى مع الأمور الأخلاقية التي ينادون بها، أن هذه الإجراءات من أجل أوكرانيا والأوكرانيين.

ويوضح الرسم البياني التالي حجم مشتريات النفط الروسي في الهند والصين وبعض دول أوروبا:

النفط الروسي

وأوضح أن هذا المنطق يحمل تناقضًا في التفكير، فإذا حاولت هذه الدول أن تفرض عقوبات على موسكو، ثم ذهبت إلى بوتين تطلب منه شراء النفط الروسي، فهو سيقطع عنها النفط فورًا، فهذا هو الطريق الوحيد أمامه، وهو ما سيضعهم في مأزق.

الغاز الروسي وردّ الفعل تجاه أوروبا

النفط الروسي هدف مجموعة الـ7
خط نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا نورد ستريم 1 - الصورة من دويتش فيلة

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن ردّ فعل موسكو تجاه محاولات الغرب فرض عقوبات وإجراءات تجاه النفط الروسي كان قويًا، فبعد أن كانت روسيا مستعدة لعودة ضخ الغاز إلى ألمانيا من خلال أنبوب نورد ستريم 1، عادت لتقول، إنه لا يمكنها ذلك لأسباب فنية.

وأوضح أن هذه الخطوة خلقت حالة من الهلع في أوروبا عمومًا وألمانيا خصوصًا، مضيفًا: "الأصدقاء العائدون من أوروبا خلال الأيام الماضية، واجتمعوا بعدد من رؤساء الشركات والمسؤولين هناك، كشفوا أن ما يقوله الإعلام الأوروبي ورؤساء الشركات غير الواقع، والواقع أن هناك خوفًا شديدًا".

وأضاف أن الشركات متخوفة بشدة من الإنفاق، ومن ثم تحاول التقشف، وهو ما يؤدي بالنهاية إلى خلق حالة من الركود الاقتصادي في أوروبا نتيجة هذه الأمور.

وأشار الحجي إلى أن مخزونات الغاز لدى أوروبا ارتفعت مؤخرًا، ومن المحتمل أن تمتلئ بالكامل خلال الأسبوعين القادمين، بمساعدة الأميركيين، لكنه أكد أن امتلاء المخزون بالكامل لا يكفي أيضًا، لأنه لا يمثّل سوى ربع احتياجات أوروبا خلال فصل الشتاء.

لذا، بحسب الدكتور أنس الحجي، هناك ضرورة لاستمرار إمدادات الغاز الروسي؛ لتتفادى أوروبا الوقوع في مشكلات، موضحًا أن ملء مخزونات الغاز خفّف حجم الكارثة في أوروبا، لتصبح في مستوى الأزمة.

ماذا فعلت أوروبا لتفادي الكارثة؟

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن دول أوروبا تفادت حدوث كارثة بسبب إمدادات الطاقة الروسية، وهي الغاز والنفط الروسي، بعدّة خطوات، أبرزها التحول بقوة إلى استخدام الفحم، وهو ما رفع أسعاره إلى مستويات قياسية.

الأمر الثاني، وفق الحجي، هو اللجوء إلى التقشف والترشيد، وهي إجراءات ستجعل حياة الأوروبيين صعبة للغاية، والأمر الثالث هو بناء مخزونات الغاز، وهو الأمر الذي نجحوا فيه بالفعل.

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن الخوف الآن أن تكون أزمة الطاقة الأوروبية الحالية بدايةً لأزمة طاقة أكثر قوة على المدى الطويل، وهو ما يمكن أن يؤدي -على غرار التأقلم مع إجراءات مكافحة جائحة كورونا- إلى تأقلم الناس مع سياسات التقشف والترشيد، مثل الاغتسال بالماء البارد أو التقشف في استخدام أشياء كثيرة تتعلق بالكهرباء.

وشدد على أن الخوف الأكبر هو أن يصبح هذا هو نمط الحياة الأوروبية، وأن ينتقل هذا الأمر إلى الولايات المتحدة، لأنه سيغير أشياء كثيرة، إذ إن الجيل الجديد حاليًا من الأطفال إلى بدايات الشباب، يعيش حالة من الترف جعلت كل ما يحتاجونه في حياتهم مرتبطًا بالكهرباء والطاقة.

وأضاف: "بعبارة أخرى، إذا حدث ترشيد للكهرباء والطاقة، فإن حياة هذه الأجيال الجديدة كلها قد تنتهي".

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق