التقاريرأنسيات الطاقةتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغاز

أنس الحجي: 4 معايير لأمن الطاقة في أوروبا وأميركا.. أبرزها "التنويع" (صوت)

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الحديث عن أمن الطاقة وتغير المناخ يعدّ من أشدّ الموضوعات حساسية بالنسبة لمستقبل الطاقة في أميركا وأوروبا، وفي بعض الدول العربية أيضًا.

وأضاف الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" بموقع تويتر، عنوانها "هل تهدد سياسات التغير المناخي الأمن القومي الأميركي والأوروبي؟"، أن هناك حاجة لفهم الأزمة والمعادن اللازمة لها وأثرها في أمن الطاقة.

وتحدّث الدكتور أنس الحجي عن ارتباط تغير المناخ وأساسيات سياسات أمن الطاقة والبيئة، موضحًا أن الدول الغربية طورت عبر الزمن -وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا- سياسات طاقة تتضمن توجهات بيئية.

4 معايير لأمن الطاقة

أوضح مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي أن أكثر القوانين البيئية في أميركا صرامة أصدرها الجمهوريون، الذين أسسوا هيئة حماية البيئة، في عهد نيكسون، وليس الديمقراطيين الذين ادّعوا أنهم حماة البيئة.

وتابع: "إذا نظرنا إلى هذه السياسات، نجد أن المزج بين الطاقة والبيئة كان موجودًا طوال الوقت، فمن أهم سياسات الطاقة -وحتى نفهم ما يحدث في أوروبا وأميركا الآن- كان الأمر الأول هو تنويع مصادر الطاقة، للتخفيف من مخاطر وقف أو انقطاع الإمدادات، لأن التركيز على مصادر معينة على حساب مصادر أخرى لا يحقق أمن الطاقة".

أنس الحجي يتحدث عن أمن الطاقة
النفط الروسي أحد المصادر الرئيسة للطاقة في أوروبا - الصورة من منصة "فير أوبزرفر"

ولفت الحجي إلى أن الأمر الثاني في مسألة أمن الطاقة هو تنويع مصادر الواردات، فلا يمكن لبلد أن تعتمد على واردات النفط أو الغاز من مصدر أو مصدرين، بل عليها أن تنوّع مصادر الطاقة.

وأضاف: "يمكن للخبراء تكوين محفظة من الواردات، تمكّنهم من تعظيم منفعة بلادهم وتخفيف المخاطر في الوقت نفسه".

قال الدكتور أنس الحجي، إن مشكلة أوروبا هي الاعتماد بشكل كبير على الغاز والنفط الروسيين، وكانت التحذيرات تنطلق منذ أكثر من 15 عامًا، وكُتبت كثير من المقالات بجانب تنبيهات الخبراء خاصة في ألمانيا، من اعتماد دول الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي فقط.

تذبذب أسعار الطاقة عالميًا

أضاف مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي أن المعيار الثالث لأمن الطاقة هو تخفيض الذبذبة في أسعار الطاقة، وهنا يجب الانتباه إلى أن الحديث عن التذبذب، وليس عن مستوى الأسعار.

وأضاف أن مشكلة الشركات ليست في ارتفاع أسعار النفط، فعند ارتفاعها لمستوى معين وثباتها عنده، يكون بإمكان الشركات التخطيط لمستقبلها ووضع إستراتيجيات للتوسع والتوظيف والأعمال وغيرها.

ولكن -وفق الحجي- الأزمة في تذبذب الأسعار، فيكون برميل النفط بسعر 10 دولارات، وفي وقت آخر بسعر 130 دولارًا، يومًا بالسالب وآخر بالموجب، لذلك فإن هناك حاجة إلى تحقيق نوع من الاستقرار "النسبي" في الأسواق، بصرف النظر عن مستوى أسعار النفط.

وتساءل الحجي: "ما الذي فعلته هذه الدول لدعم الاستقرار في الأسواق؟" موضحًا أن كل ما فعلته الدول -خاصة إذا نظرنا إلى سياسات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أو السياسات الأوروبية- هو العكس تمامًا.

وأشار إلى أن الحرب الشديدة على الوقود الأحفوري والفحم والغاز والدول النفطية أخافت المستثمرين بشكل كبير، ومن ثم امتنعوا عن الاستثمار في هذه المجالات، في حين لم تقدّم الدول البديل للوقود الأحفوري والاستثمارات فيه.

ويشير الرسم البياني التالي، إلى حجم استثمارات الطاقة العالمية حسب القطاع، وأبرزها الاستثمارات في النفط والغاز، خلال السنوات الأخيرة.

استثمارات الطاقة العالمية

وأردف الحجي: "الآن في محاربتهم لروسيا يفعلون الشيء نفسه، فهم لم ينتبهوا إلى أن الأسعار مرتفعة، ولكن حينما تستقر الأوضاع ستنخفض هذه الأسعار، فلماذا يقدّم المستثمرون أموالهم الآن؟ فهم لم يأخذوا الأمر من منظور استثماري على المدى الطويل، لأن بعض هذه المشروعات -في أعالي البحار مثلًا- قد تستغرق من 10 إلى 12 عامًا".

أسعار عادلة تحقق مصالح الجميع

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الأمر الرابع في أمن الطاقة هو أن تكون الأسعار عادلة تحقق مصالح الجميع وتوفر أرباحًا للشركات والمستثمرين، ولكن في الوقت نفسه لا أحد يريد وأد مصادر الطاقة الأخرى.

وأضاف: "تحقيق أمن الطاقة يتطلب أن تنمو جميع مصادر الطاقة معًا، فلا يكون شيء على حساب شيء آخر، وهنا مشكلة كبيرة، لأن السياسيين تبنّوا سياسات دعم مالي مباشر لبعض مصادر الطاقة التي اختاروها، بينما لم تخترها السوق، وهذا الاختيار لا تدعمه الأسواق، لذلك اضطروا لدعمه ماليًا بشكل كبير، وهو ما أدى إلى عدّة مشكلات تضرّ أمن الطاقة".

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن من بين هذه المشكلات وجود "سرقة حصة سوقية من طرف إلى طرف بشكل غير عادل"، وهي أزمة تتعلق بأمن الطاقة يدفع الجميع ثمنها الآن.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق