كيري يحمّل 20 دولة مسؤولية 80% من انبعاثات الكربون عالميًا
أكد المبعوث الرئاسي الأميركي للمناخ جون كيري ضرورة النظر بدقة إلى الوضع الحالي لأزمة تغير المناخ، إذ تتسبّب 20 دولة فقط في 80% من التلوث على مستوى العالم.
وقال المبعوث الأميركي للمناخ -خلال كلمته في منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي-: إن 24 دولة في الصحراء الأفريقية تُسهم بـ0.005% فقط من الانبعاثات الضارة، وهو ما يجعلنا نؤكد أن الكوكب يعاني بصورة خاصة بسبب الإنسان.
وأضاف كيري أنه شارك في مناقشات منذ 1980 عن التغيرات المناخية، كما شارك في قمة غلاسكو العام الماضي بصفته مفوضًا عن الولايات المتحدة، موضحًا أن العالم يواجه تهديدات علمية أظهرتها علوم الكيمياء والأحياء والجيولوجيا، التي تدعو إلى ضرورة اتخاذ القرارات الصحيحة فقط للاستمرار في إيجاد رحلات طيران، وتدفئة المنازل، وحتى للحصول على مستويات الإضاءة.
أزمة الجفاف
أشار كيري إلى أن انعقاد قمة المناخ كوب 27 -التي تستضيفها مصر خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مدينة شرم الشيخ- يتزامن مع ظهور تأثيرات الجفاف وتغير المناخ على القارة الأوروبية.
وتشهد أنهار مثل نهر الراين انخفاضًا في منسوب المياه، وتظهر تأثيرات تغير المناخ في الصين والولايات المتحدة، وتمثّل المياه التي تُعد سببًا أساسيًا للخلافات السياسية مشكلة حقيقية وتختفي من الدول.
وقال المبعوث الأميركي للمناخ، إن 15 مليون إنسان يلقون حتفهم سنويًا بسبب انخفاض جودة الحياة، في حين درجات الحرارة سترتفع 1.5 درجة في 2050، وتتسبّب الصين ثم الهند، وروسيا، ويليها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمكسيك في النسبة الأكبر من الانبعاثات.
وشدد على أن كل التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن التكلفة الحالية لتحقيق الانتقال العادل أقل بقليل من التكلفة التي قد نتحملها بسبب التغيرات المناخية، إذ يجب على أكبر 20 اقتصادًا عالميًا وضع نسبة أكبر لمواجهة التغيرات المناخية، في حين خُصصت 755 مليار دولار لمواجهة التغيرات المناخية العام الماضي، لكنها لم تكن إلا مبالغ قليلة لمواجهة التغيرات.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة خصصت العام الحالي 11.4 مليار دولار لمواجهة التغيرات المناخية، لكنها ليست كافية كذلك، مؤكدًا ضرورة تكاتف الدول الكبرى مع النامية لتحقيق المعادلة الصعبة لمواجهة التغير المناخي.
ودعا كيري إلى إيجاد طرق أكثر ابتكارًا لدعم تمويل تلك المشروعات سواءً من القطاع الخاص أو توفير تمويلات من القطاع المصرفي، مؤكدًا أن المستثمرين ورجال الأعمال سيضخون استثمارات أكبر إن حاولنا توفير مجالات جاذبة للاستثمار مثل اختراع بطاريات تمتد لمدة أطول.
حضور السيسي
حضر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي افتتاح منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي في العاصمة الإدارية الجديدة.
ويتضمن المنتدى عددًا من المحاور الرئيسة في إطار حشد الموارد والتمويل لأجندة تغير المناخ وتداعياتها، واستعراض الجهود والتدابير الوطنية المتخذة في هذا الصدد.
ويهدف المنتدى في المقام الأول إلى الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ وتحويل الالتزامات المالية إلى فرص حقيقية، كما يشمل عقد مائدة مستديرة حول الترويج للمشروعات القابلة للاستثمار في مصر تمهيدًا لطرحها في قمة المناخ كوب 27.
احتياجات أفريقيا المناخية
من جانبها، أكدت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط أن المنتدى يستهدف توحيد الرؤى وتنسيق المواقف حول أهمية تضمين طموحات قارة أفريقيا واحتياجاتها في الأجندة الدولية للعمل المناخي، من أجل الخروج بأجندة عمل مشتركة تدعم التحول نحو اقتصاد أخضر متسق مع أهداف التنمية العادلة والشاملة والمستدامة في أفريقيا والدول النامية.
وأشارت إلى أن المنتدى واجتماع وزراء المالية الدول الأفريقية سيركز بصفة خاصة على أهمية توفير مصادر التمويل العادل والميسر التي تدعم جهود الدول في إعادة البناء، وحق الأجيال القادمة في التنمية والازدهار.
وأوضحت أنه ستُناقش آليات خفض تكلفة الاقتراض الخارجي، وبحث آليات جادة وفاعلة لمبادلة الديون من أجل التحول الأخضر وسبل تطوير الموازنة المستدامة، وإشراك جميع الأطراف ذات الصلة في دعم أجندة تمويل المناخ، خاصةً فيما يتعلق بدور القطاع الخاص والمنظمات غير الهادفة للربح التي أصبحت تؤدي دورًا مهمًا في توفير التمويل للعمل المناخي.
وقالت إنه في إطار جهود تحويل التعهدات إلى فرص للتمويل أعددنا "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل"، الذي يهدف إلى تطوير إطار عملي لتحقيق التكامل بين جميع الأطراف ذات الصلة في مجال التمويل المناخي لتعزيز قدرة الدول النامية للوصول إلى التمويلات الدولية، وتحويلها إلى فرص استثمارية حقيقية ومتوازنة وعادلة في القطاعات الصديقة للبيئة.
وأشارت إلى أنه في إطار الإعداد للدليل، جرى التنسيق والتشاور مع أكثر من 70 جهة دولية لبحث أطر التمويل المبتكر الذي يعمل على تحفيز مشاركة القطاع الخاص، ووضع أطر حوكمة دولية لضمان اتساق التمويلات مع أجندة المناخ ومع حقوق الدول النامية في التنمية العادلة والشاملة والمستدامة.
مشروعات الغذاء والمياه والطاقة
أكد رائد المناخ للرئاسة المصرية لقمة المناخ كوب 27، محمود محيي الدين، أن المؤشرات الدولية توضح تزايد الطلب على الغذاء والمياه والطاقة بحلول عام 2030 بنسب 35% و40% و50% على الترتيب بسبب النمو السكاني، إذ من المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم بالتزامن مع مؤتمر شرم الشيخ 8 مليارات نسمة، قبل أن يبلغ 8.5 مليار نسمة بحلول 2030.
وقال -خلال مشاركته في جلسة "المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء (برنامج نوفي)"-: إن نصف هذه الزيادة السكانية سيكون في 8 دول تحديدًا، 5 منها في أفريقيا، وهو ما يضع تحديات إضافية أمام هذه الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أنه بصفته رائدًا للمناخ وضع 5 أولويات للعمل المناخي، يحوز فيها محور المياه والغذاء والطاقة اهتمامًا بالغًا، من خلال تبني توجه شامل يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة مجتمعة بما فيها أهداف المناخ، بما يحقق حصول الأفراد على الغذاء والمياه والطاقة بشكل منصف وعادل، ويركز على تحقيق التنمية على المستوى الاجتماعي والبيئي والاقتصادي على حد سواء.
وأشار إلى أن مؤتمر شرم الشيخ يعطي أولوية لحشد التمويل والاستثمارات لمشروعات البيئة والمناخ، كما سيدفع نحو تنفيذ التعهدات السابقة بشأن تمويل مشروعات المناخ في الدول النامية، مثل تعهّد مؤتمر الأطراف في كوبنهاغن بـ100 مليار دولار، وتفعيل مبادرة تمويل مشروعات المناخ في الدول والمناطق الأكثر احتياجًا للتمويل.
وكذلك تعزيز مشاركة القطاع الخاص، وتفعيل آليات التمويل المبتكر، والتمسك بأن يُموّل العمل المناخي عن طريق الاستثمار دون إضافة المزيد من الديون على كاهل الدول النامية والأسواق الناشئة، وإقامة سوق للكربون يتماشى مع معايير اقتصادات الدول النامية وظروفها، وربط الموازنات العامة للدول بالعمل التنموي والمناخي.
تمويل المشروعات الخضراء
التقى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أمينة محمد، على هامش مشاركتها في منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي.
وعرض مدبولي ترتيبات استضافة قمة المناخ كوب 27، المُقرر انعقادها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بمدينة شرم الشيخ.
وقال إنه على الرغم من كل الصعوبات والظروف الاستثنائية التي يواجهها العالم، نأمل أن تكون قمة المناخ فرصة لحشد مزيد من التمويلات لدعم المشروعات الخضراء، التي ستُسهم في التحول إلى مرحلة تنفيذ التعهدات التي خرجت عن قمة غلاسكو.
وأوضح مدبولي أن الحكومة المصرية تعمل على الانتهاء من الترتيبات اللازمة لاستضافة كوب 27 وتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء بالكامل.
وأشار مدبولى إلى "المنصة الوطنية الاستثمارية للمشروعات الخضراء والعمل المناخي"، التي تُعرف باسم "نوفي"، بصفتها برنامجًا وطنيًا للربط ما بين القضايا الدولية للمناخ وقضايا التنمية، مع حشد التمويل الإنمائي الميسر لحزمة من المشروعات التنموية الخضراء في قطاعات الغذاء والمياه والطاقة.
موضوعات متعلقة..
- وزيرة البيئة المصرية تبحث مع جون كيري استعدادات قمة المناخ كوب 27
- جون كيري يعلن دعم أميركا لخطة تحول الطاقة في مصر
اقرأ أيضًا..
- إدارة معلومات الطاقة تخفض توقعات نمو الطلب على النفط في 2023
- هل يستهدف أوبك+ نطاقًا لأسعار النفط؟.. وزير الطاقة السعودي يجيب
- إيطاليا تهيمن على قطاع الطاقة الجزائري بصفقة استحواذ ضخمة