تطوير مشروع غاز في ماليزيا يتضمن أحد أطول خطوط الأنابيب البحرية عالميًا
مي مجدي
أعطت عملاقة الطاقة الأنغلو-هولندية شل الضوء الأخضر لتطوير مشروع غاز "روزماري- مارجورام" قبالة سواحل ساراواك بماليزيا.
وأعلنت الشركة، مساء الإثنين 5 سبتمبر/أيلول (2022)، التعاون مع بتروناس الماليزية المملوكة للدولة لتطوير مشروع الغاز الحامض "روزماري-مارجورام".
وقالت شل، إن فرعها "ساراواك شل بيرهاد" اتخذ قرارًا استثماريًا نهائيًا لتطوير المشروع وتشغيله بوساطة الطاقة المتجددة، حسبما جاء في بيان الشركة بموقعها الإلكتروني - الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وساراواك شل بيرهاد هي شركة تابعة لشركة شل، تمتلك حصة تشغيلية بنسبة 80% في المشروع، وتمتلك شركة "بتروناس كاريغالي إس دي إن" النسبة المتبقية (20%).
ويقع حقلا "روزماري" و"مارجورام" في مربع "إس كيه 218"، على بعد 220 كيلومترًا قبالة ساحل بينتولو، وعلى عمق يتراوح بين 200 و1000 متر.
تطوير مشروع غاز في ماليزيا
قالت شركة شل، إن تطوير مشروع رومازري وماجورام سيشمل وصلة غمرية، ومنصة رأس بئر غير مأهولة، وبنية تحتية تتضمن أحد أطول خطوط أنابيب الغاز البحرية في العالم، وسيمتد لأكثر من 200 كيلومتر إلى الشاطئ، ومحطة غاز برية في بينتولو.
وأفاد بيان الشركة أن المشروع مصمم لإنتاج 800 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميًا، ومن المتوقع بدء الإنتاج عام 2026.
وترى شل أن عملية تطوير المشروع ستكون حاسمة لضمان استمرار إمدادات الغاز لمجمع بتروناس للغاز الطبيعي المسال في بينتولو.
وفي هذا الصدد، قالت مديرة عمليات التنقيب والإنتاج في شل "زوي يوجنوفيتش"، إن تطوير المشروع سيساعد في توفير إمدادات آمنة وموثوقة للطاقة على نحو يتّسم بالمسؤولية والكفاءة.
وأوضحت أن هذه الخطوة تُثبت إستراتيجية الشركة لتعزيز التقدم من خلال خلق قيمة للمساهمين، وخفض الانبعاثات باستخدام الطاقة المتجددة لتشغيل المشروع.
في حين أشار رئيس مجلس إدارة شركات شل في ماليزيا، نائب الرئيس الأول لعمليات التنقيب والإنتاج، إيفان تان، إلى أن الدعم والشراكة مع بتروناس وحكومة ساراواك ضروريان لبلوغ هذه المرحلة المهمة في المشروع.
وقال، إن شركة شل تتمتع بباع طويل في ساراواك، وتتطلع للإسهام في النمو الاقتصادي بساراواك وماليزيا على نحو أكبر من خلال الاستثمار بمشروعات تتّسم بالتنافسية والمرونة.
الاعتماد على الطاقة المتجددة
اكتُشِف حقلا الغاز الحامض روزماري ومارجورام في المياه العميقة عام 2014.
ووفقًا للبيان، سيعتمد تطوير المشروع بصورة أساسية على الطاقة المتجددة، إذ ستستخدم المنصة البحرية الكهرباء المولدة من 240 لوحة شمسية، في حين تتصل المحطة البرية بنظام شبكة ساراواك، الذي يعتمد على محطات الطاقة الكهرومائية، إلى جانب استخدام مولدات الديزل والبطاريات لتقديم الدعم الاحتياطي.
وتمثّل محطة الغاز البرية التابعة لـ"روزماري- مارجورام" أكبر مشروع بري لشركة شل في ساراواك منذ إنشاء محطة بينتولو للنفط الخام، ومنشأة بينتولو المتكاملة في أواخر السبعينيات.
وحصلت شركة "سامسونج إنجينيرينغ"، ومقرّها كوريا الجنوبية، على عقد بقيمة 680 مليون دولار لتوفير خدمات الهندسة والشراء والبناء والتشغيل لمحطة الغاز في يوليو/تموز (2022).
وتتميز المحطة بالقدرة على معالجة قرابة 800 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.
وتتمتع الشركة الكورية بسجلّ حافل في تنفيذ مشروعات الغاز بماليزيا، وتنفّذ -حاليًا- مشروع "ساراواك ميثانول"، وتطوّر مشروع للهيدروجين الأخضر والأمونيا في ساراواك.
مربع إس كيه 318
سبق أن وقّعت شركة ساراواك شل بيرهاد عقدين للتنقيب ومشاركة الإنتاج مع بتروناس للمربعين "2 بي" و"إس كيه 318" قبالة سواحل ساراواك في عام 2012.
والتزمت الشركة بإنفاق ما لا يقلّ عن 145 مليون دولار على المربعين خلال 4 سنوات.
كما وافقت الشركة على إجراء قرابة 9 آلاف كيلومتر مربع من أعمال الحفر الاستكشافية في المربعين.
ووقّعت عقد مشاركة الإنتاج للمربع "إس كيه 318" لمدة 27 عامًا، بما في ذلك 3 سنوات للتنقيب والاستكشاف، في حين تغطي مدة عقد المربع الآخر 35 عامًا.
وتضمنت العقود الحصول على بيانات زلزالية ثلاثية و5 مسوحات كهرومغناطيسية، وحفر 5 آبار استكشافية.
كما تتولى الشركة تشغيل حقل "تيمي" للغاز الحلو في المربع "إس كيه 318"، بعد اكتشافه في عام 2018.
اقرأ أيضًا..
- أوبك+ بحاجة للتريث في اتخاذ القرارات وسط تقلبات أسواق النفط (مقال)
- هل تؤثر المعادن اللازمة للتحول الأخضر في الأمن القومي الأميركي والأوروبي؟ أنس الحجي يجيب
- اجتماع مرتقب لأوبك+ غدًا.. و5 خبراء يتوقعون ارتفاع أسعار النفط فوق 120 دولارًا
