الغاز النرويجي يستعد لإنقاذ أوروبا بكميات قياسية في الشتاء
رغم انخفاض صادراته في سبتمبر
مي مجدي
تعوّل أوروبا على الغاز النرويجي ليحلّ محلّ الإمدادات الروسية في ظل البحث عن مصادر بديلة وموثوقة تغذّي القارة العجوز.
وتمكنت النرويج من سحب البساط من روسيا، وأصبحت أكبر مورّد للغاز إلى الاتحاد الأوروبي، لكنها أعلنت انخفاض الصادرات خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022) بسبب عمليات صيانة مكثفة ظلّت مؤجلة منذ بداية العام الجاري.
ومع تزايد المخاوف من نقص الإمدادات، قال الرئيس التنفيذي لمشغّل البنية التحتية للغاز "غاسكو" فرود ليفرسوند، إن الشركة تُجري بعض عمليات الصيانة الرئيسة -حاليًا-، لكنها ستكون مستعدة لتزويد أوروبا بالغاز بدءًا من مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل (2022)، حسب وكالة رويترز.
وأضاف أن نظام خطوط أنابيب التصدير في النرويج يستعد لنقل كميات قياسية من الغاز النرويجي إلى أوروبا، وتصدير كميات ضخمة لتلك الأسواق في السنوات المقبلة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
الغاز النرويجي إلى أوروبا
قال الرئيس التنفيذي لمشغّل البنية التحتية للغاز "غاسكو" فرود ليفرسوند، إن شهر سبتمبر/أيلول الجاري يشهد إجراء عمليات صيانة ضرورية ستؤدي إلى انخفاض الإمدادات، لكن غاسكو ستكون جاهزة لتزويد أوروبا بالغاز في الأول من أكتوبر/تشرين الأول (2022).
وأشار إلى أن عمليات الصيانة المماثلة المتوقعة في العامين أو الـ3 أعوام المقبلة من شأنها أن تضمن زيادة الإمدادات.
وزوّدت النرويج أوروبا بالغاز خلال فصل الصيف بالقدر نفسه الذي اعتادت تسليمه خلال أشهر الشتاء، حسب تصريحات ليفرسوند.
وزادت عمليات تسليم الغاز النرويجي خلال العام الجاري (2022) بما يعادل 60 تيراواط/ساعة، أو 4.97 مليار متر مكعب، وفقًا لأرقام غاسكو، التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
تصدير الغاز النرويجي
يُصدَّر الغاز النرويجي عبر خطوط الأنابيب إلى بريطانيا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا، وأجّلت الشركة هذا العام عمليات الصيانة لضمان تدفّق إمدادات ثابتة مع تراجع مصادر الطاقة الروسية.
وتمكنت النرويج من تجاوز روسيا بصفتها المورّد الرئيس للغاز إلى أوروبا حتى قبل إغلاق خط أنابيب نورد ستريم، الأسبوع الماضي، حسب بيانات مؤسسة ريفينيتيف إيكون.
وقال ليفرسوند، إنه على الرغم من عمليات الصيانة، ما تزال الإمدادات النرويجية تتدفق، وإن بلاده على وشك تحقيق رقم قياسي جديد يتجاوز الـ117 مليار متر مكعب من الغاز عبر خطوط الأنابيب في عام 2022، ارتفاعًا من 113.2 مليار متر مكعب في عام 2021.
وأضاف أن خط الأنابيب الجديد الذي يربط النرويج ببولندا عبر الدنمارك المعروف بـ"خط أنابيب البلطيق" من المقرر أن يبدأ عملياته في أكتوبر/تشرين الأول (2022)، وقد يزيد القدرة الإجمالية لغاسكو.
ومع ذلك، لن يكون الأثر الدقيق من إلحاق خط الأنابيب معروفًا إلّا مع بدء التشغيل وبدء التفاعل مع الأنظمة القديمة.
ويمكن أن يرتفع إجمالي إنتاج الغاز النرويجي بنسبة 8% خلال العام الجاري عند 122 مليار متر مكعب، ويشمل ذلك الغاز الطبيعي المسال، وفقًا للتوقعات الرسمية الصادرة في مايو/أيار (2022).
انخفاض الإمدادات
بدأت عمليات صيانة مكثفة في الجرف القاري النرويجي خلال شهر سبتمبر/أيلول (2022)، بالإضافة إلى نقاط خروج الغاز النرويجي في أوروبا وبريطانيا.
وستتأثر التدفقات بعمليات الصيانة في العديد من الحقول، مثل أوسبيرغ وسليبنر، بالإضافة إلى مرافق أخرى.
في الوقت نفسه، أوقفت روسيا الإمدادات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، الذي يمتد تحت بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا، لأجل غير مسمى، وكان يوفر لأوروبا ثلث احتياجاتها من الغاز.
وسيبقى أمام أوروبا الانتظار لمعرفة إذا كان خفض الاستهلاك في جميع أنحاء القارة وزيادة إمدادات الغاز النرويجي كافيين لتعويض النقص.
وفي مايو/أيار (2022)، قال وزير النفط والطاقة النرويجي تارجي آسلاند، إن بلاده قد تزيد الصادرات إلى أوروبا لتحلّ محلّ الغاز الروسي، وفي الشهر التالي أعلن الاتحاد الأوروبي والنرويج أنهما سيعززان التعاون في قطاع الطاقة.
ورغم أن الدولة الغنية بالنفط تواصل خططها لتصدير كميات قياسية من الغاز إلى أوروبا، حذّر الخبراء من احتمال انخفاض الإنتاج بعد عام 2030، ما لم تحقق اكتشافًا عملاقًا جديدًا.
ارتفاع أسعار الغاز
على الجانب الآخر، ارتفعت أسعار الغاز بسبب المخاوف المتعلقة بإمدادات الطاقة، بعدما أعلنت روسيا وقف خط أنابيب الغاز الرئيس إلى أوروبا.
وقفزت أسعار الغاز الأوروبية بنحو 35%، اليوم الإثنين 5 سبتمبر/أيلول (2022)، حسب وكالة رويترز.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، وفق المؤشر الهولندي "تي تي إف"، يوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول الجاري، إلى 272 يورو (271.03 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ ساعة، بعدما قالت روسيا، إن خط أنابيب نورد ستريم 1 سيبقى مغلقًا بعد اكتشاف تسرّب في توربين رئيس.
ومع تفاقم الأزمة، تستمر أسعار الغاز في الصعود، وفي حالة عجز الدول عن السيطرة سيكون لها تأثير مدمر لدى الأسر والشركات.
وبينما تسعى النرويج لتلبية الطلب على الغاز في فصل الشتاء، سيحتاج الغرب إلى بذل مزيد من الجهد لوقف ارتفاع أسعار الطاقة ومواجهة الركود.
اقرأ أيضًا..
- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في أكتوبر 2022
- دعم الكهرباء في البحرين.. قيمته ومستحقوه وطريقة التقديم (تقرير)
- تحذيرات من خطورة تحديد سقف لسعر النفط الروسي.. هل تتغير خريطة الشراء؟
الويل لأوروبا من البرد القادم النرويج تصدر الزمهرير القارس ومعه الغاز