تقارير الغازروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلغاز

وقف إمدادات الغاز الروسي عبر نورد ستريم 1 يربك أوروبا

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • وقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا لمدة 3 أيام بسبب الصيانة
  • مخاوف أوروبية من قطع روسيا الإمدادات نهائيًا، واتهام موسكو باستخدام الطاقة سلاحًا يتصاعد
  • غازبروم تقوم بأعمال الصيانة دون مشاركة شركة سيمنس إنرجي
  • رغم وقف الإمدادات من نورد ستريم 1، ارتفاع تدفقات الغاز عبر خطوط الأنابيب الأخرى
  • تراجع تدفقات الغاز الروسي يحدّ من الجهود الأوروبية لتوفير الإمدادات لفصل الشتاء
  • ألمانيا وفرنسا أصبحتا أكثر استعدادًا حال انقطاع الإمدادات الروسية

يشكّل انقطاع الغاز الروسي خطرًا محدقًا على أوروبا، ويتضاعف هذا الخطر مع بدء موسكو وقف الإمدادات لإجراء أعمال الصيانة بدءًا من اليوم الأربعاء 31 أغسطس/آب (2022)، والتي ستستمر لمدة 3 أيام.

وأعلنت شركة غازبروم الروسية وقف خط أنابيب نورد ستريم 1 (أكبر خط أنابيب ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا) للصيانة من الساعة 01:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (04:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة) بداية من اليوم الأربعاء، حتى الساعة 01:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (04:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة) ليوم 3 سبتمبر أيلول (2022)، حسب وكالة رويترز.

وأدى ذلك إلى تصعيد حدة المعركة الاقتصادية بين موسكو وبروكسل، ورفع احتمالات الركود وتقنين استهلاك الطاقة في بعض أكثر بلدان المنطقة ثراءً.

وتخشى الحكومات الأوروبية أن تواصل موسكو قطع الإمدادات؛ ردًا على العقوبات الغربية التي فرضتها بعد غزو أوكرانيا، واتهام روسيا باستخدام الطاقة سلاحًا، لكن الأخيرة نفت ذلك، وفق التقارير التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

خفض الإمدادات الروسية

ألقت روسيا باللوم على أعمال الصيانة والعقوبات في خفض الإمدادات عبر خط الأنابيب إلى 40% في يونيو/حزيران (2022)، ثم إلى 20% في يوليو/تموز (2022).

وبعد ساعات من وقف شركة غازبروم إمدادات الغاز، قالت روسيا، اليوم الأربعاء 31 أغسطس/آب (2022)، إن الحكومة الألمانية تبذل كل ما في وسعها لتدمير علاقاتها في قطاع الطاقة مع موسكو.

شعار شركة غازبروم المسؤولة عن نقل الغاز الروسي غبر خط أنابيب نورد ستريم
شعار شركة غازبروم- الصورة من موقع أبستريم

وفي هذا الشأن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن ألمانيا هي التي تحاول قطع علاقات الطاقة بين البلدين بالكامل، وليس الكرملين.

وأكدت شركة غازبروم أن الوقف الأخير للخطّ ضروري لإجراء عمليات الصيانة، قائلة، إنها ستنفّذ ذلك بالتعاون مع متخصصين تابعين لشركة سيمنس الألمانية.

في حين كشفت شركة سيمنس إنرجي، اليوم الأربعاء 31 أغسطس/آب (2022)، أنها لا تشارك في أعمال الصيانة التي تُجريها -حاليًا- شركة غازبروم الروسية في محطة ضغط بورتوفايا التي تضخ الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.

ومع ذلك أعلنت الشركة -التي اعتادت إجراء أعمال الصيانة لمحطات الضغط والتوربينات في بورتوفايا- جاهزية خبرائها لتقديم المشورة، إذا لزم الأمر.

على صعيد متصل، قطعت موسكو إمدادات الغاز الروسي عن بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا، وقلّصت التدفقات عبر خطوط أنابيب أخرى منذ غزوها لأوكرانيا.

وسبق أن صرّح وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، بأن نورد ستريم 1 يعمل بكامل طاقته، ولا يواجه أيّ مشكلات فنية، كما تدّعي موسكو.

ارتفاع التدفقات عبر خطوط أخرى

في الوقت نفسه، أظهرت بيانات من مشغّل خطوط الأنابيب الألمانية "غاسكاد" ارتفاع التدفقات المتجهة شرقًا من ألمانيا إلى بولندا عبر خط أنابيب "يامال-أوروبا"، بعد تراجعها في وقت سابق اليوم الأربعاء 31 أغسطس/آب (2022).

وبلغت تدفقات الخروج عند نقطة قياس مالنو على الحدود الألمانية مليونين و34 ألفًا و236 كيلوواط/ساعة، بين الساعة 05:00 و06:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:00 و09:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفاعًا من قرابة 737 ألفًا و012 كيلوواط/ساعة، قبل ساعتين.

وكانت التدفقات عند مليون و700 ألف كيلوواط/ساعة، أمس الثلاثاء 30 أغسطس/آب (2022).

استئناف تدفقات الغاز الروسي عبر خط أنابيب يامال-أوروبا
استئناف تدفقات الغاز الروسي عبر خط أنابيب يامال-أوروبا -الصورة من موقع يورونيوز

وقالت غازبروم، إنها سترسل 42.1 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى أوروبا بوساطة نقطة العبور "سودجا" في أوكرانيا، اليوم الأربعاء 31 أغسطس/آب (2022)، مقابل 42.2 مليون متر مكعب أرسلتها يوم الثلاثاء 30 أغسطس/آب (2022)، في حين رفضت توريد الغاز عبر نقطة "سوخرانوفكا".

بينما أفادت بيانات من مشغل نظام النقل الأوكراني بأن الترشيحات للتدفقات إلى سلوفاكيا من أوكرانيا عبر نقطة الحدود فيلكي كابوساني كانت عند 36.9 مليون متر مكعب يوميًا، دون تغيير عن اليوم السابق -تقريبًا-.

تقنين الاستهلاك

أدى انخفاض تدفّقات الغاز الروسي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى عرقلة الجهود المبذولة في جميع أنحاء أوروبا، لتوفير إمدادات تكفي لفصل الشتاء حال وقف روسيا التدفقات نهائيًا.

ووصف محللو "كومرتس بنك" ارتفاع مستويات تخزين الغاز في ألمانيا بـ"المعجزة"، مشيرين إلى قدرة البلاد حتى الآن على شراء احتياجاتها بأسعار أعلى من مصادر أخرى.

في غضون ذلك، بدأت بعض الدول الأوروبية الحدّ من استهلاك الطاقة طواعيةً، بما في ذلك تقليل استخدام الأجهزة الكهربائية، بينما تستعد الشركات لتقنين محتمل.

ومن المتوقع أن يزيد أيّ نقص في إمدادات الغاز الأوروبية من تفاقم أزمة الطاقة التي تسبّبت في ارتفاع أسعار الغاز بالجملة بنسبة 400% منذ أغسطس/آب (2021)، ويضاعف ذلك من الأعباء على المستهلكين والشركات، ويجبر الحكومات على إنفاق المليارات لتهدئة الأوضاع.

وفي ألمانيا، ارتفع معدل التضخم إلى أعلى مستوياته منذ قرابة 50 عامًا في أغسطس/آب (2022)، وساءت ثقة المستهلك مع استعداد الأسر لارتفاع فواتير الطاقة.

استعداد أوروبا

قالت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون، بتغريدة بصفحتها في موقع تويتر، اليوم الأربعاء، إن مستوى مخزونات الغاز في دول الاتحاد الأوروبي بلغ 80% حتى الآن، قبل موعدها المحدد سابقًا في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك استعدادًا لزيادة الطلب في فصل الشتاء.

من جانبه، أوضح رئيس هيئة تنظيم الشبكة الألمانية كلاوس مولر أن بلاده أصبحت أكثر استعدادًا لوقف إمدادات الغاز الروسي، وتمكنت من ملء 85% تقريبًا من مخزونات الغاز، إذ سعت لتوفير الإمدادات من مصادر أخرى.

وكتب مولر في صفحته الشخصية بتويتر، أنه أصبح بإمكان ألمانيا استخدام الغاز من المخزونات في الشتاء، مؤكدًا مواصلتها تخزين الغاز، فضلًا عن قرب توفر محطات الغاز المسال.

وقال: "بفضل بلجيكا وهولندا والنرويج -وقريبًا فرنسا-، يتدفق الغاز إلى ألمانيا".

على صعيد آخر، قالت وزيرة الطاقة الفرنسية أغنيس بانيير روناتشر، اليوم الأربعاء 31 أغسطس/آب (2022)، إن روسيا تستخدم الغاز سلاحًا، وتستغل الخلاف حول تطبيق العقود مع شركة إنجي -أكبر مورّد للغاز في فرنسا للشركات والأسر- ذريعة لتقليص الإمدادات إلى فرنسا.

وجاءت تعليقات وزيرة الطاقة الفرنسية بعد ساعات من إعلان شركة غازبروم تعليقًا كاملًا، بدءًا من يوم الخميس 1 سبتمبر/أيلول (2022)، لإمدادات الغاز إلى شركة إنجي الفرنسية بسبب خلاف حول المدفوعات.

وأوضحت وزيرة الطاقة أن فرنسا تستعد لهذا السيناريو منذ الربيع الماضي، مضيفة أن بلادها خفضت من واردات الغاز الروسي إلى 9%، مقارنة بضعف تلك الكمية قبل غزو أوكرانيا.

في حين عقّبت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن على إعلان غازبروم، بأن شركة إنجي لديها مصدر آخر لتوفير الإمدادات، لكنها لم تذكر تفاصيل.

القلق من الأسعار في فرنسا

في غضون ذلك، صرّحت رئيسة هيئة تنظيم الطاقة الفرنسية إيمانويل وارغون، اليوم الأربعاء 31 أغسطس/آب (2022)، بأن فرنسا تمتلك إمدادات غاز تكفيها حتى الشتاء المقبل، لكن انخفاض إنتاج الطاقة النووية قد يدفع باريس إلى استيراد الكهرباء في بعض الأحيان.

وقالت، إن فرنسا يمكنها تجاوز هذا الشتاء دون الحاجة إلى الغاز الروسي، إذ تسعى لملء خزانات الغاز بالكامل بحلول نهاية سبتمبر/أيلول أو أوائل أكتوبر/تشرين الأول (2022).

إلّا أن وارغون أكدت أن أسعار الغاز تمثّل مصدر قلق لفرنسا، وليس الحصول على كميات الغاز التي تحتاجها.

وتابعت: "بسبب توقّف العديد من محطات الطاقة النووية في فرنسا، فقد تضطر البلاد إلى الاعتماد على الواردات مؤقتًا.. فأسعار الكهرباء الحالية تعكس السيناريو الأسوأ".

وأضافت أن بلادها ستواجه أشد الظروف صعوبة عند ارتفاع الطلب على نحو غير متوقع بسبب الشتاء القارس، إلى جانب انخفاض الإمدادات من الطاقة المتجددة بسبب الأجواء الملبدة بالغيوم وانعدام الرياح، ومن الممكن تقليل استهلاك الكهرباء في فرنسا بنسبة 10%.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق