أخبار الغازرئيسيةعاجلغاز

مقترح لتمديد خفض الطلب على الغاز في أوروبا لمدّة عام آخر

دينا قدري

اقترحت المفوضية الأوروبية إطالة الإجراءات الطارئة لخفض الطلب على الغاز، بنسبة 15% لمدّة عام آخر، بعد نجاح القارة العجوز في تجاوز فصل الشتاء الحالي، رغم نقص الإمدادات عقب الحرب الروسية في أوكرانيا.

ويُظهر تحليل المفوضية الأوروبية أنه من المهم الاستمرار في هذه الإجراءات لمدّة 12 شهرًا أخرى، المتفق عليها في يوليو/تموز 2022، والتي تنتهي في نهاية مارس/آذار الجاري، لتجنّب مشكلات أمن الإمدادات في الشتاء المقبل.

وسيكون أحد التغييرات الصغيرة في الاقتراح الجديد هو أن تقوم المفوضية والدول الأعضاء بمراقبة البيانات الخاصة بتوفير استهلاك الغاز لكل قطاع، والإبلاغ عنها كل شهر، بدلًا من إجمالي الطلب على الغاز كل شهرين.

وسيساعد ذلك الدول الأعضاء على تنفيذ المزيد من التدابير المستهدفة في المستقبل، إذا لزم الأمر، وفق ما جاء في بيان صحفي نشرته المفوضية اليوم الإثنين (20 مارس/آذار 2023)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

توقعات أسواق الغاز

سيُناقش اقتراح اليوم، بموجب المادة 122 من المعاهدة، من قبل وزراء الطاقة في مجلس النقل والاتصالات السلكية واللاسلكية والطاقة في 28 مارس/آذار 2023.

وقد أبلغت مفوضة الطاقة الأوروبية كادري سيمسون، الوزراء في فبراير/شباط الماضي بأن هناك اقتراحًا على هذا النحو كان متوقعًا.

وقالت سيمسون: "لقد كانت جهودنا الجماعية لخفض الطلب على الغاز أساسية لتجاوز هذا الشتاء بأمان".

وأضافت: "لقد أحرزنا تقدمًا جيدًا في تنويع العرض، وقللنا من اعتمادنا على روسيا، ولكن من المتوقع أن تظل أسواق الغاز العالمية تشهد شحّ الإمدادات خلال الأشهر المقبلة".

وشددت على أن "استمرار خفض الطلب على الغاز سيضمن استعدادنا لفصل الشتاء المقبل، وسيسمح لنا بالوصول بسهولة أكبر إلى هدف تخزين الغاز بنسبة 90% بحلول 1 نوفمبر/تشرين الثاني.. إنني أعوّل على دعم الدول الأعضاء لمواصلة جهود الاتحاد الأوروبي هذه معًا".

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الطلب على الغاز في أوروبا، منذ عام 1965 حتى عام 2022:

الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا

مستويات تخزين الغاز في أوروبا

مع اقتراب موسم التدفئة (في نهاية شهر مارس/آذار 2023)، أصبحت مستويات تخزين الغاز مرتفعة تاريخيًا، وأُنشئت بنية تحتية جديدة للمساعدة في التنويع.

علاوة على ذلك، لم تعد روسيا قادرة على استعمال الطاقة سلاحًا، وإدخال حالة عدم اليقين في النظام بالقدر نفسه كما كان الحال في عام 2022.

ومع ذلك، من المتوقع أن تظل أسواق الغاز العالمية تشهد شح الإمدادات في الأشهر المقبلة، مع عدد من المخاطر والتحديات المحتملة، مثل الأحوال الجوية والطلب العالمي على الغاز المسال وظروف الاقتصاد الكلي، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وخلُص تحليل المفوضية الأوروبية إلى أنه من أجل التعويض الكامل عن الانخفاض الدائم في الغاز الروسي، فإن هناك حاجة إلى استمرار خفض الطلب على الغاز لاستكمال إمدادات الغاز المسال وإمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب من بلدان أخرى، والقدرة الجديدة للطاقة المتجددة التي رُكِّبَت منذ أوائل عام 2022.

كما توصّل التحليل إلى أن استمرار الخفض بنسبة 15% في أبريل/نيسان 2023 لمدّة عام آخر سيكون كافيًا لتحقيق معدل تعبئة بنسبة 90% لتخزين الغاز بحلول 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وضمان عدم وجود مخاوف تتعلق بأمن إمدادات الغاز طوال الشتاء المقبل.

وشددت المفوضية الأوروبية -في بيانها- على أن تقليل استهلاك الغاز وتسهيل الملء المنتظم للتخزين على مدى مدة زمنية أطول، سيساعد -أيضًا- في الحفاظ على ظروف السوق الحالية، مع انخفاض الأسعار وتقلبات أقلّ من العام الماضي (2022)، والحدّ من أي تأثير سلبي محتمل في الكميات الإضافية التي تُستَورَد في أوروبا.

وتشير أحدث الأرقام المتاحة إلى أن إدخال هذه اللائحة في يوليو/تموز الماضي قد أدى إلى تحقيق وفورات بنسبة 19%، أي ما يعادل 41.5 مليار متر مكعب، بين أغسطس/آب 2022 ويناير/كانون الثاني 2023؛ ما ساعد في التخفيف من مشكلات أمن الإمدادات حتى الآن.

نمو الطاقة المتجددة في أوروبا

كان تقرير حديث -أصدره مركز أبحاث الطاقة "إمبر" في فبراير/شباط- قد أظهر أن دول الاتحاد نجحت في توفير 12 مليار يورو (12.8 مليار دولار) من الغاز منذ فبراير/شباط 2022، نتيجة زيادة توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وأنتجت دول الاتحاد الأوروبي مستوى قياسيًّا من الكهرباء عن طريق استعمال الطاقة المتجددة؛ ما أسهم بزيادة الإنتاج بمقدار 10% أو 50 تيراواط/ساعة، في طاقة الرياح والطاقة الشمسية خلال الأشهر 12 الماضية.

ومنذ غزو روسيا أوكرانيا، نما توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية بمقدار 50 تيراواط/ساعة بنسبة تزيد على 10%؛ ما أسهم في تأمين 23% من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الكهرباء تلك المدة، لتصل إلى 546 تيراواط/ساعة.

ومن ثم، نجح توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة (الشمس والرياح) خلال 2022، ليتجاوز -لأول مرة- الغاز الذي أسهم بنحو 20%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق