نورد ستريم 2 يثير الجدل من جديد.. وحلّان لا ثالث لهما أمام أوروبا
مي مجدي
عاد الحديث عن خط أنابيب نورد ستريم 2 إلى الساحة مرة أخرى، رغم أن الحكومة الألمانية أكدت -مرارًا- أن موقفها من تشغيل الخط لم ولن يتغيّر حتى لو تدهور بها الحال وباتت عاجزة عن توفير إمدادات الطاقة.
وكان لرئيس مجلس النواب الروسي (دوما) فياتشيسلاف فولودين رأي آخر، مشيرًا إلى أهمية خط الأنابيب لضمان استقرار الطاقة في القارة العجوز وإلا ستواجه مصيرًا قاتمًا.
وقال فولودين، اليوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول (2022)، إن أوروبا يمكنها تجاوز أزمة الطاقة بتشغيل خط أنابيب نورد ستريم 2، وإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا، حسب وكالة رويترز.
وكانت ألمانيا قد أعلنت وقف مشروع خط أنابيب نورد ستريم 2 في 22 فبراير/شباط (2022)، قبل يومين فقط من إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
أمن الطاقة دون روسيا مستحيل
أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن العقوبات التي تستهدف روسيا أدت إلى أزمة الطاقة في الدول الأوروبية.
وصرّح -من خلال قناته في تليغرام- بأن أمن الطاقة في أوروبا مستحيل أن يتحقق دون روسيا، ويحتاج رؤساء الدول الأوروبية إلى رفع العقوبات وتشغيل نورد ستريم 2.
وقال: "حانت لحظة الحقيقة للزعماء الأوروبيين، لديهم حلان للخروج من الوضع الذي تتسبوا فيه.. أولًا عن طريق رفع العقوبات غير القانونية عن بلدنا وتشغيل خط نورد ستريم 2، أو ترك كل شيء كما هو، وسيتسبب ذلك في مشكلات اقتصادية وزيادة أعباء الحياة على المواطنين".
وأضاف أن بعض الدول الأوروبية اشترت العام الماضي (2021) 341 مليار متر مكعب من الغاز، 50% منها عبر خطوط الأنابيب.
وشدد فولودين على أن العقوبات التي تستهدف بلاده أدت إلى أزمة الطاقة في أوروبا، ونتيجة لذلك، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل معضلة نقص الغاز بالسفر إلى الجزائر، لكنه فشل.
نورد ستريم 2
انتهى العمل في مشروع نورد ستريم 2 المثير للجدل في سبتمبر/أيلول (2021)، بتكلفة 11 مليار دولار، لكنه ما يزال متوقفًا عن العمل في انتظار الاعتماد من ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وتمتلك شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" خط أنابيب نورد ستريم 2 بالكامل، لكنها دفعت نصف التكاليف، والباقي تتقاسمه شركات شل و"أو إم في" النمساوية وإنجي الفرنسية ويونيبر ووينترشال ديا الألمانيتين.
وتسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا في فرض عقوبات غربية، وردّت روسيا على ذلك بخفض الإمدادات إلى أوروبا، ما أدى إلى ارتفاع التضخم بجميع أنحاء العالم إلى أعلى المستويات.
على الجانب الآخر، تقلّصت إمدادات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، ثم توقفت تمامًا يوم الأربعاء 31 أغسطس/ب (2022) للصيانة، ومن المقرر الانتهاء يوم السبت 3 سبتمبر/أيلول (2022).
وأرجعت روسيا ذلك إلى تعطل المعدات أو تأخيرها، في حين اتهمها الغرب باستخدام الطاقة سلاحًا، وهو ما تنفيه موسكو.
تدفقات نورد ستريم 1
ظلت التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 متوقفة تمامًا صباح اليوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا لموقع المشغل، كانت الترشيحات عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 عند 14 مليونًا و437 ألفًا و507 كيلوواط/ساعة ليوم 3 سبتمبر/أيلول (2022) من الساعة 02:00-03:00 بتوقيت وسط أوروبا (03:00-04:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ويشير ذلك إلى استئناف التدفقات يوم السبت 3 سبتمبر/أيلول (2022).
وسبق أن أعلنت غازبروم استمرار وقف التدفقات في نورد ستريم حتى الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش (04:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة) ليوم 3 سبتمبر/أيلول (2022).
ومع ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول (2022) إن موثوقية خط أنابيب تصدير الغاز الروسي نورد ستريم 1 مهددة مع وجود توربين واحد فقط يعمل في محطة الضغط الرئيسة.
توقف تدفق الغاز في يامال
على صعيد آخر، أظهرت بيانات المشغلين أن تدفقات الغاز المتجهة شرقًا توقفت في وقت متأخر يوم الخميس 1 سبتمبر/أيلول (2022) بوساطة خط أنابيب يامال-أوروبا المتجه إلى بولندا من ألمانيا.
وأوضحت البيانات من مشغّل خطوط الأنابيب الألمانية "غاسكاد" أن تدفقات الخروج عند نقطة قياس مالنو على الحدود الألمانية انخفضت إلى الصفر مساء الخميس 1 سبتمبر/أيلول (2022)، ولم تُستأنف بحلول الساعة 6:00 بتوقيت غرينتش (09:00 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة) اليوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول (2022).
ووفقًا للبيانات، كانت هناك طلبات خاصة بـ"مالنو" للحصول على 130 ألف كيلوواط/ساعة لتدفق الغاز غربًا من بولندا إلى ألمانيا ليوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول (2022).
وبلغت عمليات تجديد الترشيح لشحن الغاز شرقًا في مالنو 193 ألفًا و833 كيلوواط/ساعة.
وقال رئيس هيئة تنظيم الشبكة في ألمانيا، يوم الأربعاء 31 أغسطس/آب (2022)، إن برلين ستكون قادرة على التكيف مع عودة الإمدادات الروسية عند مستواها السابق البالغ 20%.
وأظهرت بيانات من مشغل نظام النقل الأوكراني أن الترشيحات للتدفقات إلى سلوفاكيا من أوكرانيا عبر نقطة فيلكي كابوساني الحدودية كانت قرابة 36.9 مليون متر مكعب يوميًا، دون تغيير منذ أمس الخميس 1 سبتمبر/أيلول (2022).
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: تحول الطاقة في إندونيسيا يوفر فرصًا هائلة للتنمية
- بيع 7 منصات حفر ذاتية الرفع في السعودية بـ628 مليون دولار
- كهربة القطاع الزراعي السعودي.. كابسارك يناقش 3 سيناريوهات