سابك السعودية تبني أول مصنع تجريبي لكهربة وحدات التكسير البخاري في العالم
مي مجدي
كشفت شركات سابك السعودية و"باسف" و"ليندي" الألمانيتان عن بدء بناء أول مصنع تجريبي لوحدات التكسير البخاري في العالم العاملة بالكهرباء.
وجاء ذلك بعد إعلان الشركات الـ3 توقيع اتفاقية مشتركة في عام 2021، لتطوير التقنية الجديدة باستخدام الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بدلًا من الغاز الطبيعي.
وستُسهم التقنية الجديدة في خفض انبعاثات الكربون بنسبة 90% مقارنة بالتقنيات الشائعة المستخدمة -حاليًا-، حسبما جاء في بيان نشرته شركة باسف على موقعها الإلكتروني.
ووفقًا للبيان، سيُدمج المصنع بالكامل بإحدى وحدات التكسير البخارية الموجودة في موقع فيربوند التابع لشركة باسف بمدينة لودفيغشافين، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وعمليات التكسير البخاري تُستخدم لتكسير مركبات معقدة من الهيدروكربونات والنافثا عن طريق أفران ذات تصميم خاص.
أول مصنع تجريبي
سيعالج المصنع قرابة 4 أطنان من الهيدروكربونات في الساعة، ويستهلك 6 ميغاواط من الطاقة المتجددة، ومن المقرر بدء تشغيله في عام 2023.
وتستثمر شركتا سابك وباسف في المشروع، وستتولى الأخيرة تشغيل المصنع.
Today, we celebrated with @BASF & @Lindeplc the start of construction of the world’s first demonstration plant for large-scale electrically heated steam cracker furnaces. By using electricity from renewable sources, this new tech has the potential to lower CO2 emissions by 90% pic.twitter.com/l17DuzoQO5
— SABIC I سابك (@SABIC) September 1, 2022
أما شركة ليندي فهي شريك للقيام بأعمال الهندسة والمشتريات والبناء، وستتولى في المستقبل مهمة تسويق التقنيات المطورة.
ويهدف المصنع التجريبي إلى إبراز إمكان مواصلة إنتاج الألكين باستخدام الكهرباء بصفتها مصدرًا للحرارة.
وسيُصمّم المصنع لاستخدام مفهومين للتسخين، التسخين المباشر عن طريق توصيل تيار كهربائي مباشر على الأنابيب داخل مفاعل التكسير، والتسخين غير المباشر باستخدام الحرارة الإشعاعية لأجزاء التسخين المثبتة حول الأنابيب.
وسيجعل اختبار هذين المفهومين من الممكن التفاعل بمرونة مع متطلبات العملاء والمواقع.
كهربة وحدات التكسير البخاري
قال رئيس مجلس المديرين التنفيذيين لشركة باسف مارتن رودرمولر، إن مهمة باسف تتمثّل في تحقيق الحياد الكربوني، وكهربة وحدات التكسير البخارية -شديدة الاستهلاك للطاقة- خطوة مهمة لتحقيق ذلك.
وأعرب عن سعادته لحصول باسف على تمويل للمشروع من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي، مشيرًا إلى أنه دليل على دعم صانعي السياسات لنهج الشركة.
ولدعم تطوير تقنيات الأفران الجديدة، منحت الوزارة الاتحادية الألمانية للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي المشروع 14.8 مليون يورو (17.9 مليون دولار) ضمن إطار برنامج تمويل "إزالة الكربون في الصناعة".
ويدعم البرنامج الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة في ألمانيا في إطار جهودها لتحقيق الحياد الكربوني.
مواجهة التحديات
قال نائب رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة سابك يوسف البنيان: "تتمثّل رؤيتنا في تحويل أنشطتنا والمساعدة في مواجهة التحديات العالمية العاجلة من خلال إدارة الكربون بكفاءة".
وأضاف أن المشروع يحمّل إمكانات هائلة لجميع الصناعات البتروكيماوية بجميع أنحاء العالم، إذ تسعى الشركة نحو خفض الانبعاثات الكربون في عملياتها.
ومع هذا الإنجاز، تأمل شركة سابك أن يثمر التعاون بين الشركات الـ3 تعزيز المزيد من التعاون، للوصول في النهاية إلى تحقيق الحياد الكربوني من خلال اقتصاد دائري للكربون.
وسابك هي شركة كيماويات عالمية، مقرها الرياض، وتصنّع مختلف المنتجات بداية من المواد الكيميائية والسلع إلى البلاستيك والمعادن.
BASF, @SABIC and @Lindeplc start construction of the world’s first demonstration plant for large-scale electrically heated steam cracker furnaces. More: https://t.co/20up7Tg6DP #climateaction #climateactionnow #netzero2050 pic.twitter.com/4vWVXscAmW
— BASF (@BASF) September 1, 2022
وسجلت سابك صافي ربح قدره 23 مليار ريال سعودي (6.15 مليار دولار أميركي) في عام 2021.
التعاون بين الشركات
في الوقت نفسه، أعرب نائب الرئيس التنفيذي لشركة ليندي، المدير التنفيذي لشركة ليندي إنرجينيرنغ، يورغن نوفيكي، عن فخره بأن تكون الشركة جزءًا من المشروع المهم.
وقال إن المشروع يبرز كيف يمكن للشركات العالمية أن تتعاون بنجاح من خلال الجمع بين خبراتها في تطوير التقنيات والهندسة والشراء وتنفيذ البناء والتشغيل.
وتابع: "سيكون التسليم في الوقت المحدد للمصنع التجريبي علامة بارزة على إتاحة الحلول المستدامة للبتروكيماويات".
وشركة ليندي هي شركة عالمية رائدة في مجال الغاز الصناعي والهندسة، وبلغت مبيعاتها 31 مليار دولار في عام 2021.
ما هو التكسير البخاري؟
يؤدي التكسير البخاري دورًا رئيسًا في إنتاج المواد الكيميائية الأساسية، ويتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة لتكسير الهيدروكربونات إلى ألكين ومركبات عطرية.
ويجرى التفاعل في أفران عند درجات حرارة تصل إلى 850 درجة مئوية، عن طريق حرق الوقود الأحفوري -حاليًا-.
ويهدف المشروع إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن طريق استخدام الكهرباء.
اقرأ أيضًا..
- انخفاض إيرادات صادرات النفط العراقي 816 مليون دولار في أغسطس
- خبراء: ملء مخزونات الغاز لن ينقذ أوروبا من أزمة الطاقة (تقرير)
- قطاع الطاقة في سلطنة عمان يشهد قصص نجاح 5 قيادات نسائية بارزة (تقرير)