التقاريرتقارير منوعةمنوعات

معارك الليثيوم مستمرة في صربيا.. وتحركات ضد تراخيص التنقيب الجيولوجي

نوار صبح

حصلت شركة الأبحاث والتنقيب الصربية "بلقان إستراشينفيا" على تراخيص للتنقيب الجيولوجي عن الليثيوم والبورون على مساحة إجمالية تقارب نصف أراضي بلدة ريكوفاتش وسط جمهورية صربيا. وأعرب سكان البلدة ونشطاء البيئة عن قلقهم إزاء عمليات الشركة في المنطقة.

وتسعى الشركة إلى مواصلة أنشطتها وحفر المزيد من آبار الاستكشاف في البلدة، وفقًا لما أعلنته جمعية المنظمات البيئية في صربيا (إس إي أو إس)، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى سكان البلدة والمنظمات البيئية أن على وزارة التعدين والطاقة مراجعة التصاريح الصادرة للتنقيب الجيولوجي، حسبما نشر موقع "أخبار الطاقة الخضراء في البلقان" (balkangreenenergynews).

وأشارت جمعية المنظمات البيئية في صربيا، في بيان بشأن استمرار أنشطة شركة "بلقان إستراشينفيا" في بلدية ريكوفاتش، إلى أن الشركة تحاول بكل الطرق فتح المزيد من آبار الاستكشاف على الرغم من مقاومة السكان المحليين.

قدرات شركة التنقيب

أفادت المنظمات البيئية بأن الشركة المسجلة في مدينة بلغراد حصلت على موافقة للتنقيب الجيولوجي عن الليثيوم على مساحة إجمالية تغطي ما يقرب من نصف أراضي البلدة.

وتبلغ مساحة المسح الجيولوجي 175 كيلومترًا مربعًا، بينما تبلغ مساحة البلدة 366 كيلومترًا مربعًا.

تعدين الليثيوم في صربيا
مناجم تعدين الليثيوم في صربيا - الصورة من يورو نيوز

وتقع بلدة ريكوفاتش الصغيرة في منطقة بومورافسكي في وسط صربيا، بالقرب من مدينة كراغوييفاتش. ويعيش ما يزيد قليلًا على 10 آلاف شخص في البلدة، ويوجد نحو 1500 شخص في المدينة.

وقررت جمعية البلدة بالإجماع تعديل تخطيط الأراضي والمساحات للبلدية من أجل وقف أنشطة شركة أبحاث البلقان، حسبما تذكر جمعية المنظمات البيئية في صربيا، مشيرة إلى أن الإجراء في مرحلته النهائية.

علاوة على ذلك، تمتد منطقة البحث الجيولوجي لمسافة 99 كيلومترًا مربعًا أخرى في أراضي بلدية جاجودينا.

بِغضّ النظر عن هاتين البلديتين، تمتلك شركة "بلقان إستراشينفيا" تراخيص لأبحاث الليثيوم والبورات في أراضي بلدات برانجاني ودوبرينجا وكوسجيريتش.

مخاطر البحث المحتملة

ينتاب السكان المحليون مناطق البحث عن الليثيوم في صربيا، حيث يتم إجراء الاستكشافات الجيولوجية والتخطيط لها بناءً على التجارب السابقة، شعورًا بالقلق بشأن مصير منطقتهم.

وقد ثبت في العديد من الحالات أن البحث في الليثيوم والبورون ليس عملية آمنة تمامًا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأشارت جمعية المنظمات البيئية في صربيا إلى أمثلة على الآبار التي تسببت في عواقب بيئية في قريتي لوزنيكا وفاليفو.

وأشار نشطاء المناخ إلى أن نبات الدمسيسة لا ينمو حول الآبار، وأن مستوى المياه الجوفية مضطرب، بينما يرتفع مستوى البورون والزرنيخ في الآبار.

وأعرب النشطاء عن قلقلهم من أن يحدث هذا في بلدة ريكوفاتش، حيث حُدِّدَت منطقة لاستكشاف الليثيوم والبورات حتى وسط أراضي البلدة وفي المناطق المأهولة بالسكان.

ووقّع 38 ألف مواطن مبادرة شعبية لفرض حظر دائم على استكشاف واستغلال ومعالجة الخامات المحتوية على الليثيوم والبورات ومجموعة المعادن المصاحبة في أراضي جمهورية صربيا.

المسؤولية الحكومية

تعدين الليثيوم في صربيا
احتجاجات ضد تعدين الليثيوم في صربيا - الصورة من يورو نيوز

يذكر السكان المحليون في بلدية ريكوفاتش وجمعية المنظمات البيئية في صربيا أن منح تصاريح الاستكشاف الجيولوجي يعود إلى وزارة التعدين والطاقة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبناءً على المراسلات بين شركة "بلقان إستراشينفيا" والسلطات البلدية في بلدة ريكوفاتس، خلصت جمعية المنظمات البيئية في صربيا إلى أن الشركة حاولت الضغط على الحكومة المحلية من خلال إرسال رسالة تعلن استمرار الحفر الاستكشافي، التي تحتفظ بتصاريح قانونية.

وطلبت الشركة أن تشكل بلدية ريكوفاتش على نفقتها لجنة من 3 أعضاء للإشراف على الأعمال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. تقدم الشركة أيضًا ضمانًا بقيمة 100 ألف يورو في حالة حدوث تلوث خلال عمليات الحفر الاستكشافية.

كما يمكن أن يستنتج من المراسلات، ترد البلدية بأنه لا يوجد أساس قانوني لإنشاء لجنة مشتركة للإشراف الخبير على الأعمال الجيولوجية.

وبيّنت جمعية المنظمات البيئية في صربيا أن الاختصاص في هذا الأمر يعود إلى وزارة التعدين والطاقة في جمهورية صربيا، بينما "تتخلى البلدية عن المسؤولية".

ويقول النشطاء إن الزعم بأن نسبة صغيرة من مناطق البحث تتحول إلى مناجم ليس حقيقة تهمنا. يذكرون أن السكان لا ينبغي أن يصبحوا لاجئين بيئيين، وطالبوا بالتوقف عن تدمير الأراضي الخصبة والمأهولة بالسكان، بشكل دائم، من أجل أن تجني الشركات الأرباح.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق