أخبار الغازسلايدر الرئيسيةغاز

تركيا تستعد لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر مشروع البحر الأسود

دينا قدري

تخطو تركيا خطوة جديدة باتجاه توفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، في ظل السباق المحتدم على ضمان احتياجات القارة العجوز، وسط ارتفاع الأسعار وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأعلنت شركة تريليون إنرجي الكندية، أن منصة الحفر ذاتية الرفع "أورانوس" تستعد للانتقال إلى حقل ساسب للغاز الطبيعي، الذي يقع جنوب غربي البحر الأسود في المياه الإقليمية لتركيا.

وأوضحت الشركة أنه من المتوقع وصول الحفارة في 29 أغسطس/آب 2022؛ وبمجرد وصولها إلى الموقع ستُستخدم في برنامج حفر متعدد الآبار، وفق ما جاء في بيان صحفي أصدرته اليوم الإثنين 22 أغسطس/آب (2022).

يشار إلى أن "تريليون إنرجي" شركة منتجة للنفط والغاز، لها أصول متعددة في جميع أنحاء تركيا وبلغاريا؛ وتمتلك 49% من حقل الغاز الطبيعي "ساسب"، وهو أحد مشروعات تطوير الغاز الأولى والأكبر في البحر الأسود.

حل جيد لأزمة الغاز الطبيعي

يتضمن برنامج الحفر متعدد الآبار لشركة تريليون إنرجي -في البداية- 7 آبار لإنتاج الغاز الطبيعي، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت الشركة إن الآبار ستبدأ العمل "في وقت يهدد فيه النقص الحاد في الغاز الطبيعي كلًا من أوروبا وتركيا".

وتواصل أسعار الغاز ارتفاعها، محطمة الأرقام القياسية التاريخية؛ بينما تلوح في الأفق احتمالات أن يكون الشتاء القادم شديد البرودة، ومتزامنًا مع أكبر نقص في الإمدادات.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، آرثر هاليرن: "يسعدنا الإعلان عن مسار واضح للحفر وإنتاج الغاز.. نحن نعد الأيام التي تسبق الشروع في هذا الإنجاز التاريخي، المتمثل في جلب إنتاج كبير جديد من الغاز إلى المنطقة في وقت حرج".

مشروع البحر الأسود يدعم جهود تركيا لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا
إحدى منصات الحفر في البحر الأسود - الصورة من موقع تريليون إنرجي

استعدادات لإطلاق حملة الحفر

تخضع الحفارة -حاليًا- لعملية فحص ومسح وإصدار تصاريح، إذ تم التعاقد مع شركة مودوسبك البريطانية لإجراء فحص واختبار قبل إرسال الحفارة إلى تريليون إنرجي.

وقالت الشركة: "العملية تسير كما هو مخطط لها حتى الآن، مع عدم تحديد أي مشكلات كبيرة حتى الآن".

ومن المتوقع أن يجري الفحص والقبول النهائي في 26 أغسطس/آب، أو قريبًا من ذلك التاريخ، ثم ستُنقل الحفارة بواسطة السفن البحرية إلى حقل غاز ساسب.

كما أنه من المتوقع أن يكون وقت النقل 3 أيام؛ وستُوضع الحفارة -عند وصولها- في منصة الإنتاج البحرية أكشاكوجا.

ويجب أن يستغرق وضع المنصة ورفعها يومًا واحدًا، إذا سمحت الأحوال الجوية بذلك.

وستستغرق الاستعدادات الأخرى يومين إضافيين قبل أن تُحفر البئر الأولى في 1 سبتمبر/أيلول من العام الجاري (2022).

إمكانات مشروع الغاز في البحر الأسود

كان حقل ساسب أحد أوائل مشروعات تطوير الغاز الطبيعي في البحر الأسود؛ ويتألف حقل الغاز من 8 حقول مكتشفة منذ عام 2008، وُضع 4 منها قيد الإنتاج، وفق ما نقلته منصة "ذا ديب دايف" (The Deep Dive).

وتشتمل البنية التحتية الواسعة لمشروع ساسب على 4 منصات لإنتاج الغاز الطبيعي متصلة بخط أنابيب ينقل الغاز الطبيعي لمسافة 16 كيلومترًا إلى محطة برية لإنتاج الغاز الطبيعي.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة نحو 75 مليون قدم مكعّبة يوميًا، ويمكن توسيعها لإنتاج 150 مليون قدم مكعّبة يوميًا.

وحتى الآن، هناك نحو 608 ملايين دولار من الاستثمارات الرأسمالية في مشروع ساسب، تملك "تريليون إنرجي" 49% منها، بينما تملك تركيا 51%، مع تطبيق النسبة نفسها على أي نفقات رأسمالية مستقبلية.

وأنتجت أحواض الغاز الـ4 نحو 42 مليار قدم مكعّبة من 8 آبار منذ بدء الإنتاج في عام 2008، ما أدى إلى تحقيق إيرادات بلغت 355 مليون دولار أميركي.

تطورات مشروع الغاز الطبيعي العملاق

في فبراير/شباط 2022، أعلنت "تريليون إنرجي" أنها استعانت بعملاق خدمات النفط والغاز "شلمبرجيه" لتقديم جميع خدمات التصميم الهندسي للآبار، ودعم الحفر لعمليات حفر الآبار الجديدة في مشروع ساسب.

وبدءًا من أغسطس/آب 2022 وحتى عامي 2023-2024، تخطط الشركة لحفر أكثر من 17 بئرًا، بإدخال بئرًا جديدة كل 45 يومًا.

ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة كل بئر نحو 8.7 مليون دولار أميركي، تكون تريليون إنرجي مسؤولة عن 4.3 مليون دولار منها.

وستتصل الآبار الجديدة ببنية تحتية إنتاجية واسعة النطاق، موجودة بالفعل، لتمكين زيادة الإنتاج الفوري لتوصيل الغاز إلى تركيا.

وبغض النظر عن أي صعوبات غير متوقعة، يجري تمويل تريليون إنرجي بالكامل لتنفيذ برنامج الحفر، بعد أن جمعت 32 مليون دولار أميركي في وقت سابق من العام الجاري (2022).

وأنفقت الشركة 4.2 مليون دولار في التحضير للحفر، الذي سيبدأ بمجرد وصول الحفارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق