التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةعاجلغازمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

ما السفن السياحية العاملة بالغاز المسال؟.. تقرير يجيب عن 5 تساؤلات

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • الغاز الطبيعي المسال أحدث اتجاهات سفن الرحلات البحرية لخفض الانبعاثات
  • طفرة ملحوظة تشهدها السفن السياحية العاملة بالغاز المسال منذ 2018
  • شركة كرنفال الأميركية تقود صناعة السفن السياحية العاملة بالغاز المسال
  • الغاز الطبيعي المسال يخفّض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري 30%
  • انخفاض عدد محطات التزود بالوقود أبرز عيوب استخدام الغاز المسال

اكتسبت السفن السياحية العاملة بالغاز المسال المزيد من الزخم في السنوات القليلة الماضية، في الوقت الذي تتحسّس فيه صناعة الرحلات البحرية خطاها نحو تحقيق أهداف خفض انبعاثات الاحتباس الحراري.

وأصبح الغاز الطبيعي المسال أحدث اتجاه في صناعة الرحلات البحرية للمضي قدمًا نحو وقود أكثر صداقة للبيئة، بعد العديد من التغييرات على متن السفينة، مثل حظر المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام، أو إعادة تجهيز السفن لتقليل الانبعاثات الإجمالية، وغيرها من الإجراءات.

ويُعدّ الغاز المسال أحد أنظف أنواع الوقود البحري غير الكهربائي، بل إنه أفضل الخيارات المتاحة حاليًا لسفن الرحلات البحرية لتقليل البصمة الكربونية للصناعة، خاصةً أن الهيدروجين الأخضر، الذي يعد بالمزيد من خفض الانبعاثات في هذا القطاع ما زال بعيدًا عن العمليات التجارية.

وتوضح وحدة أبحاث الطاقة -اعتمادًا على تقرير موقع كرويز هايف (Cruise Hive)- ما السفن السياحية العاملة بالغاز المسال، فضلًا عن مزايا وعيوب هذا الوقود المستخدم؟

ما الغاز المسال؟

يُعرف الغاز الطبيعي المسال بأنه غاز طبيعي حدثت له عملية إسالة ثم تبريد عند سالب 260 درجة فهرنهايت، وشهدت تجارته طفرة كبيرة مسجلة مستوى قياسيًا فوق 372 مليون طن بنهاية 2021.

والغاز الطبيعي المسال يكون عديم اللون والرائحة وغير قابل للتآكل وغير سام، كما إنه أرخص من النفط ومشتقاته.

ويختلف الغاز المسال عن الغازات السائلة في أنه عبارة عن غاز الميثان، لكن الغازات السائلة تشمل البروبان والبيوتان والبنزين، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويُعدّ حجم الغاز الطبيعي في حالته السائلة أصغر 600 مرة، مقارنة بالحالة الغازية، ما يسمح بتخزينه بسهولة ونقله إلى مواقع مختلفة، الأمر الذي يفتح أسواقًا جديدة لاستخدامات الغاز الطبيعي.

وتسهم عملية الإسالة، التي بدأت في القرن التاسع عشر، في نقل الغاز الطبيعي إلى أماكن لا تصل إليها خطوط أنابيب الغاز، بالإضافة إلى إمكان استخدامه وقودًا للنقل، خاصة السفن.

تجارة الغاز المسال

ما السفن السياحية العاملة بالغاز المسال؟

السفن السياحية (Cruise Ship) هي سفن كبيرة مخصصة للرحلات البحرية تحمل الركاب بغرض الترفيه لا بغرض السفر إلى وجهة معينة.

وتستخدم السفن العاملة بالغاز المسال بصفته وقودًا، كما يعمل على تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري بنسبة 30%.

ويؤدي استخدام الغاز الطبيعي المسال بصفته وقودًا للسفن، إلى خفض انبعاثات الكبريت بنسبة تتراوح بين 99% و100%، والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين بنسبة تقارب 25% و90% على الترتيب.

وكانت أول سفينة سياحية تستخدم وقود الغاز المسال هي آيدا نوفا (AIDAnova)، بقيادة شركة الرحلات البحرية الأميركية "كرنفال" في عام 2018.

ومنذ ذلك الوقت (أيّ منذ عام 2018)، ارتفع عدد السفن السياحية العاملة بالغاز المسال إلى 20 سفينة إضافية، وهو رقم مرشح للزيادة بصورة ملحوظة، خاصةً مع وضع المزيد من القيود على انبعاثات السفن السياحية.

وفي الوقت الحالي، تفضّل الشركات تركيب أجهزة تنقية الغاز لخفض انبعاثات الجسيمات والكبريت، لتكون متوافقة مع قيود الانبعاثات، بحسب ما نقلت وحدة أبحاث الطاقة.

وبصفة عامة، ارتفع عدد السفن التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال إلى 261 سفينة، بالإضافة إلى 433 سفينة قيد الطلب، وذلك حتى نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2022، بحسب جمعية تصنيف السفن (دي إن في).

ما تاريخ السفن السياحية العاملة بالغاز المسال؟

بدأ تاريخ السفن السياحية العاملة بالغاز المسال عام 2015، عندما أعلنت شركة كرنفال أن سفينة آيدا سول (AIDAsol) ستكون أول مستخدمي وقود الغاز الطبيعي المسال، بعد أن شغلتها الشركة وهي ترسو في الميناء، عن طريق ربطها بسفينة تستخدم الغاز المسال لتوليد الكهرباء، وكانت خطوة مهمة في الطريق الأخضر للصناعة.

وفي عام 2018، أعلنت كرنفال أن سفينتها آيدا أنوفا ستكون أولى السفن السياحية العاملة بالغاز المسال في العالم سواء في البحر أو الميناء.

وفي 2019، أُطلقت سفينة كوستا سميرالدا (Costa Smeralda)، تليها ماردي غرا (Mardi Gras) في عام 2020، وكلتاهما تستخدم الغاز الطبيعي المسال.

وكان إطلاق هذه السفن دافعًا كبيرًا لشركات الرحلات البحرية الأخرى، لاستخدام الغاز المسال، خاصة في ظل الرغبة المتزايدة في خفض انبعاثات قطاع النقل البحري.

السفن السياحية العاملة بالغاز المسال
سفينة آيدا نوفا - أرشيفية

وفي 2022، أعلنت شركة إم إس سي للرحلات البحرية (MSC Cruises)، إطلاق سفينة (إم إس سي وورلد أوروبا)، لتكون السفينة الأكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية في السفن السياحية العاملة بالغاز المسال حتى الآن.

وتعمل السفينة باستخدام تقنية خلايا وقود الأكسيد الصلب التي تُزود بالغاز المسال، بقدرة 50 كيلوواط، وهذا من شأنه أن يعمل على خفض انبعاثات الكربون بنسبة 25%، مقارنة مع المحركات العاملة بالغاز المسال مباشرة.

ما مزايا استخدام الغاز المسال؟

تكمن الميزة الأساسية لاستخدام الغاز المسال في السفن في أنه يقلل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بصورة كبيرة، إذ يُعدّ حاليًا الوقود الأكثر صداقة للبيئة، بمعنى أوضح الحل الوحيد القابل للتطبيق في هذه الصناعة، الذي يخفض الانبعاثات، مع اعتبار أن الهيدروجين ما زال في مراحل التجارب.

وتكمن الميزة الثانية في أن محركات السفن المصممة لاستخدام وقود الغاز المسال تتطلب صيانة أقل، نظرًا إلى أن تآكل المحرك يكون أقل.

وأما الميزة الثالثة فهي أن خطوط السفن السياحية العاملة بالغاز المسال تستفيد من انخفاض تكاليف التشغيل، نظرًا إلى أن هذه المحركات لا تتطلب تركيب نظام غسل لإزالة الكبريت من جهة، كما إنها لم تعد بحاجة إلى شراء وقود منخفض الكبريت، الذي يمكن أن يكون مكلفًا من ناحية أخرى.

ويقول نائب الرئيس للشؤون البحرية في شركة كرنفال، توم سترانج، إن الغاز الطبيعي المسال حل مهم على المديين القصير والطويل، كونه يتجاوز جميع المتطلبات المعمول بها حاليًا فيما يتعلق بالانبعاثات الهوائية، كما يُسهم في تحقيق أهداف الشركة الخاصة بخفض انبعاثات الكربون.

ما عيوب استخدام الغاز المسال؟

رغم المزايا السابقة، فإن هناك بعض العيوب التي تواجه السفن السياحية العاملة بالغاز المسال، أولًا متطلبات المحرك، التي تحتاجها سفن الرحلات البحرية للعمل بهذا الوقود؛ إذ يتطلب تصميم محرك معين.

ثانيًا، أن الغاز الطبيعي المسال يحتوي على كثافة وقود أقل من الغازات الأخرى، ما يعني أن السفن ستتطلب ضعف مساحة خزان الوقود، وهو ما يخفّض عدد الركاب.

وثالثًا، ندرة محطات التزود بالوقود، وهذه عقبة رئيسة أمام الاستثمار في السفن السياحية العاملة بالغاز المسال، رغم وجود خطط لإنشاء العديد من مستودعات الوقود.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق