قرويّو الكاميرون يترقبون قمة المناخ كوب 27 لوضع حلول لمواجهة الجفاف
نوار صبح
قبل انعقاد قمة المناخ كوب 27، في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، نشر المركز الأفريقي للمحاماة (إيه سي إيه) تقريرًا عن قريتين كاميرونيتين تعانيان تداعيات أزمة المناخ، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة مؤخرًا .
ويستعرض التقرير مدى تأثير أزمة تغير المناخ في مصادر رزق سكان قريتي كاكو وأورو غارغا شمال الكاميرون، وشهاداتهم في ظل موجات الجفاف وقلّة الأمطار وندرة الأسماك التي يصطادونها.
وأشار التقرير إلى أن دخل الصيادين كان يتراوح سابقًا بين 30 ألفًا و50 ألف فرنك أفريقي (نحو 47 إلى 78 دولارًا أميركيًا) يوميًا، ما سمح لهم بتلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم، حسبما نشر موقع "أفريك 21" (afrik21) في 10 أغسطس/آب الجاري.
تداعيات التغير المناخي
أدى جفاف المجاري المائية وكثافة الأعشاب المائية، في هذه الآونة، إلى ندرة الأسماك، إذ لا يكسب الصيادون سوى دولارين أميركيين يوميًا.
وعبّر رئيس جمعية صيادي قرية كاكو الواقعة في المنطقة الشمالية من الكاميرون، حاجي ساليو، 52 عامًا، عن حزنه؛ لأن فتيان وفتيات القرية لم يعودوا يذهبون إلى المدرسة.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن اضطراب المواسم الزراعية يُعدّ أحد الظروف المناخية التي تهدد سبل عيش المجتمعات المحلية في المنطقة الشمالية من الكاميرون، وتحرمهم من الدخل الكافي لتغطية نفقات تعليم التلاميذ.
وقال مزارع من قرية أورو غارغا في شمال الكاميرون، زالاي فيليب، 37 عامًا، إن الأمطار لا تهطل بما يكفي لنمو البذار والاستفادة من المواسم الزراعية.
وأوضح أن قلة الأمطار أدت إلى تلف البذور، ويجب على السكان شراء بذور جديدة، ولا يملك معظمهم ما يكفي من المال لشراء البذور مرتين في موسم واحد.
وأضاف أن الأمطار لم تهطل هذا العام في الموسم المعتاد، ما تسبَّب في فقدان الكثير من سكان القرية الأمل في الزراعة، التي تُعدّ نشاطهم الرئيس.
وأشار التقرير الذي نشره المركز الأفريقي للمحاماة في الكاميرون، الصادر في 5 أغسطس 2022 في مدينة ياوندي، إلى التأثير الصحي لتغير المناخ لدى المجتمعات في المنطقة الشمالية من الكاميرون.
وجاء في التقرير أن "تفاوت هطول الأمطار، الذي يكون أحيانًا مفرطًا أو غير متكرر (حسب السنة)، يُسبب فيضانات تؤدي بدورها إلى أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد والملاريا والأمراض المتعلقة بتغذية الأطفال".
الدفاع عن المجتمعات الضعيفة
قبل شهرين من انعقاد قمة المناخ كوب 27، يعتزم تقرير المركز الأفريقي للمحاماة (إيه سي إيه) بشأن تعرُّض سكان شمال الكاميرون لآثار تغير المناخ، تسليط الضوء على هذه المشكلة، وفق ما اطّلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
ونظرًا لأن قمة المناخ كوب 26 أخفقت في إدراك مدى إلحاح أزمة المناخ، تتجه الأنظار نحو قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية.
ودعا مسؤول المركز الأفريقي للمحاماة يونسى أبوسوكا إلى وضع آليات جديدة لتوفير التمويل للخسائر والأضرار في متناول المجتمعات، على خط المواجهة لأزمة المناخ، إذ يجب وضع آليات جديدة لتوفير التمويل للخسائر والأضرار في متناول المجتمعات التي تواجه أزمة المناخ، مثل تلك الموجودة في قريتي كاكو وأورو غارغا في شمال الكاميرون.
بدورها، تمارس المنظمات غير الحكومية ضغوطًا لضمان مراعاة احتياجات وتوعية المجتمعات المعرضة لتغير المناخ في سياسات التنمية والمؤتمرات العالمية.
بناءً على ذلك، أدى المركز الأفريقي للمحاماة دورًا أساسيًا في إدراج الخسائر والأضرار على جدول أعمال قمة المناخ كوب 27 المقبلة.
آثار تغير المناخ
نتجت الآثار الاجتماعية والاقتصادية والصحية لتغير المناخ، في قريتي أورو غارغا وكاكو بشمال الكاميرون، عن الاحترار العالمي، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.
وتتفاقم الآثار بسبب الممارسات الصناعية التي لا تحترم الطبيعة، كما هي الحال أيضًا في هذه المنطقة.
وأوضح تقرير المركز الأفريقي للمحاماة (إيه سي إيه) في الكاميرون، أن هناك شركة تدعى "روكا"، تقع بالقرب من قرية كاكو، في شمال الكاميرون، وتستغل هذه الشركة مقلع الحجارة، وتقوم منذ سنوات بقطع الأخشاب الخضراء لتسخين الأحجار.
وأفاد التقرير أن الشركة تُعدّ مساهمًا رئيس في تدمير البيئة، ورُفِع الكثير من الدعاوى القضائية ضدّها في المنطقة، ونظرًا لأن الشركة تتمتع بعلاقات مع أعلى مستوى حكومي، فإن الناس لا يعرفون إلى أين يتجهون لمعالجة تداعيات تغير المناخ في منطقتهم.
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط العالمية ترتفع 21 مليون برميل خلال يونيو
- الفوضى تلاحق قطاع الطاقة.. والسبب غباء القادة الغربيين (مقال)