إنتاج أوبك+ يسجل أعلى زيادة شهرية في 5 أشهر بقيادة السعودية وقازاخستان
وسط اتساع الفجوة بين الأهداف ومستويات الإنتاج
مي مجدي
تمكّنت أوبك وحلفاؤها في أوبك+ من ضخ 42.58 مليون برميل يوميًا خلال شهر يوليو/تموز (2022)، بزيادة قدرها 490 ألف برميل يوميًا، وهي الأعلى منذ مارس/آذار (2022)، أي بعد شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأظهر مسح أجرته ستاندرد أند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن أوبك وحلفاؤها سجلوا أعلى زيادة إنتاج شهرية في 5 أشهر خلال شهر يوليو/تموز (2022)، بقيادة السعودية وقازاخستان.
ورفع تحالف أوبك+ الإنتاج بمقدار 490 ألف برميل يوميًا مقارنة بشهر يونيو/حزيران (2022)، رغم أن ذلك أقل من 648 ألف برميل يوميًا المتفق عليها بعد تسريع زيادة الحصص لشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، لتلبية الطلب المتزايد.
وأنتجت أوبك 29.08 مليون برميل يوميًا، بزيادة 250 ألف برميل يوميًا مقارنة بشهر يونيو/حزيران (2022)، في حين بلغ متوسط إنتاج تحالف أوبك+ 13.50 مليون برميل يوميًا، بزيادة 240 ألف برميل يوميًا، مدعومًا بتعافي الإنتاج في قازاخستان وروسيا، حسبما نقل موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).
ووجد المسح اتساع الفجوة بين إنتاج أوبك+ وحصصها إلى 2.80 مليون برميل يوميًا، مع زيادة الصعوبات التي تواجه العديد من الأعضاء للحفاظ على الإنتاج، وتضرّر أكثر من نصف الأعضاء من العقوبات، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، وأعمال الصيانة المقررة، والمشكلات الفنية، والأعطال المفاجئة.
ونتيجة لذلك، ارتفع معدل امتثال الأعضاء لحصص الإنتاج إلى مستوى قياسي، وبلغ 222.9% في الشهر.
قيادة الخليج
وجد المسح أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة -اللتين تمتلكان أكبر طاقة إنتاجية فائضة في العالم تقريبًا- أضافتا نحو 280 ألف برميل يوميًا إلى السوق في يوليو/تموز (2022).
وعزّزت المملكة العربية السعودية الإنتاج بنحو 220 ألف برميل يوميًا، مدعومًا بارتفاع هائل في الصادرات، وزيادة حرق النفط الخام خلال فصل الصيف لتوليد الكهرباء.
وضخّت 10.77 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين، لكن ما يزال أقل من حصتها في يوليو/تموز (2022) عند 10.83 مليون برميل يوميًا.
وخلال الشهر نفسه، زادت الإمارات العربية المتحدة -التي تعد ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك- الإنتاج إلى 3.14 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 60 ألف برميل يوميًا، أما العراق فأضاف 70 ألف برميل يوميًا، والكويت 50 ألف برميل يوميًا.
بينما انخفض إنتاج أعضاء المجموعة الأفارقة بشدة عن الحصص المقررة في شهر يوليو/تموز (2022).
وأظهر المسح تراجع الإنتاج في نيجيريا وأنغولا، أكبر دولتين منتجتين في القارة، عند 569 ألف برميل يوميًا، و232 ألف برميل يوميًا، على التوالي.
وتواجه نيجيريا العديد من المشكلات الأمنية والتشغيلية والفنية المتعلقة بالبنية التحتية منذ عام 2021، أما الإنتاج في أنغولا فيواجه مشكلات فنية التي تفاقمت بسبب نقص الاستثمار والحوافز في قطاع المنبع.
انتعاش الإنتاج في روسيا وقازاخستان وليبيا
على صعيد متصل، يواصل الإنتاج الروسي استرداد عافيته، وإن كان بوتيرة أبطأ.
وأظهر المسح أن الدولة المتضررة من العقوبات الغربية ضخت 9.80 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز (2022)، مقابل 9.75 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران (2022)، و9.29 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار (2022).
ورغم ذلك، كان الإنتاج في يوليو/تموز (2022) منخفضًا بنحو 300 ألف برميل يوميًا عن مستويات ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ أعاقت العقوبات الغربية إنتاج رؤوس الآبار.
ووفقًا للمسح، تراجعت صادرات الخام باطراد في يوليو/تموز (2022)، لكن عمليات التكرير الروسية ارتفعت بحدة بسبب الطلب المحلي القوي.
وشهدت قازاخستان انتعاشًا في الإنتاج عند 1.39 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 170 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران (2022)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وكان ثاني أكبر حقل نفط في البلاد، كاشاغان، متوقفًا عن العمل لمدة نصف شهر بسبب أعمال الصيانة، التي بدأت في مايو/أيار (2022).
وقد تشهد الدولة الواقعة في آسيا الوسطى المزيد من الاضطرابات خلال شهر أغسطس/آب (2022)، وسط انخفاض الإنتاج من حقل تنغيز بسبب أعمال الصيانة، فضلًا عن تعرُّض محطة معالجة في كاشاغان إلى تسرب غاز في مطلع هذا الشهر، وفقًا لشركة "نورث قزوين أوبرتينغ".
في الوقت نفسه، حافظت ليبيا -المعفاة من حصة أوبك+ نتيجة عدم الاستقرار في البلاد- على الإنتاج في يوليو/تموز (2022) عند 650 ألف برميل يوميًا، بعد تمكنها من حل أزمة حصار النفط بحلول منتصف الشهر.
وبلغ الإنتاج -حاليًا- قرابة المليون برميل يوميًا بعد رفع القوة القاهرة عن الحقول والمواني.
وتولى فرحات بن قدارة رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة في 14 يوليو/تموز (2022) بعد إقالة رئيسها السابق مصطفى صنع الله.
ترحيب بالزيادة
كانت الزيادة الإجمالية في إنتاج أوبك+ موضع ترحيب لتعزيز الإمدادات إلى الاقتصاد العالمي الذي يعاني ارتفاع معدلات التضخم، ومخاوف من ركود محتمل خلال الأشهر المقبلة.
وسيشهد شهر أغسطس/آب (2022) زيادة حصص تحالف أوبك+ بمقدار 648 ألف برميل يوميًا.
وكان أوبك+ قد اتفق في الاجتماع الوزاري يوم 3 أغسطس/آب على رفع حصص سبتمبر/أيلول بمقدار 100 ألف برميل يوميًا، إذ أشار المسؤولون إلى مخاوف تتعلق بجائحة كورونا، والرياح الاقتصادية المعاكسة، إلى جانب الانخفاض الموسمي المتوقع للطلب.
ووفقًا لتحليل "بلاتس أناليتيكس"، تؤكد هذه الزيادة المتواضعة تدني القدرات الفائضة العالمية.
وقال كبير المستشاريين للشؤون الجيوسياسية في بلاتس أناليتيكس، بول شيلدون، إن زيادة حصص أوبك+ ستخفّض القدرات الفائضة إلى مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول (2022)،
ومن المقرر أن يجتمع وزراء أوبك+ في 5 سبتمبر/أيلول (2022) لتحديد أهداف الإنتاج في أكتوبر/تشرين الأول (2022).
اقرأ أيضًا..
- أداء قطاع النفط والغاز في عمان خلال 6 أشهر (إنفوغرافيك)
- أرباح صناعة طاقة الرياح تواجه ضغوطًا كبيرة مع ارتفاع التكاليف (تقرير)
- رفع حظر التكسير الهيدروليكي يثير جدلًا سياسيًا في ألمانيا