توجه أفريقيا إلى الطاقة المتجددة ينقذها من آثار تغير المناخ (تقرير)
نوار صبح
- • أفريقيا مسؤولة عن أقل من 4% من انبعاثات الكربون العالمية.
- • الدول الفقيرة في جميع أنحاء العالم تعاني التداعيات الضارة لتغير المناخ.
- • موجات الحَرّ والجفاف والفيضانات تلحق ضررًا كبيرًا بالمجتمعات الأفريقية.
- • سكان البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى لا يصلون إلى مصدر آمن وموثوق للطاقة.
- • التنوع الجغرافي في أفريقيا يؤهلها لقيادة تحول الطاقة إلى مستقبل محايد كربونيًا.
تتمتع قارّة أفريقيا بالثروات الطبيعية، وبعدد متزايد من السكان المتعلمين والشباب، ما يؤهلها لصدارة إنتاج الطاقة المتجددة في العالم، على الرغم من أنها تعاني عجزًا في النمو الاقتصادي والإدارة السليمة ومخرجات التنمية.
وستحدد الطريقة التي تدار بها الطاقة في أفريقيا قدرة القارّة على تحقيق نتائج إيجابية وواعدة للجميع، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
في هذا السياق، أبرزت الأحداث العالمية الأخيرة الدور الحيوي الذي تؤديه الطاقة في المجتمعات بجميع أنحاء العالم، حسب تقرير نشره موقع إنرجي فويس (energyvoice)، المعني بشؤون الطاقة.
وفي الوقت الذي تتعامل فيه الدول الغربية مع الأحداث التي تتحول بسرعة إلى إحدى أسوأ أزمات الطاقة التي شهدتها على الإطلاق، تعاني الدول الفقيرة في جميع أنحاء العالم من التداعيات الضارة لتغير المناخ، نتيجة لاستغلال الوقود الأحفوري والممارسات الصناعية غير المستدامة.
وعلى الرغم من أنه لا توجد دولة بمنأى عن هذه القضايا العالمية الملحّة، تشتد معاناة المجتمعات الضعيفة ذات الوصول المحدود إلى موارد الطاقة.
ولا تزال "مفارقة الوفرة" تنطبق على أفريقيا، رغم مرور عقود من صياغة العبارة لأول مرة.
تجدر الإشارة إلى أن أفريقيا بالكاد تسهم في انبعاثات الكربون العالمية، وهي مسؤولة عن أقلّ من 4% من انبعاثات الكربون العالمية و6% من استهلاك الطاقة العالمي.
وعلى الرغم من ذلك، تشهد أفريقيا أسوأ آثار تغير المناخ والظروف الجوية المتغيرة: إذ يزداد تأثير موجات الجفاف والفيضانات وموجات الحر على المجتمعات الأفريقية.
إمكانات أفريقيا المتقدمة
تمتلك أفريقيا القدرة على أن تصبح أكبر مركز لإنتاج الطاقة المتجددة، وتتمتع القارّة بالموقع الجغرافي المتميز وبموارد طبيعية فريدة على المستوى الدولي، تؤهلها لتوليد الكهرباء من طاقات المياه والرياح والشمس، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
علاوة على ذلك، تحتوي أفريقيا على المعادن الحيوية للطاقة المتجددة والنظيفة - النيكل والكوبالت والليثيوم، على سبيل المثال لا الحصر- وجميعها مطلوبة لدعم التحول العالمي للطاقة.
في المقابل، تواجه معظم الحكومات والمؤسسات الدولية الرئيسة، مثل الأمم المتحدة، تحديات بيئية وجهاً لوجه، إذ تتبنى الانتقال نحو مصادر وأنظمة الطاقة المستدامة.
وأشارت الناشطة البيئية الكينية الراحلة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وانغاري ماثاي، إلى الحاجة لتعزيز التنمية التي لا تدمّر البيئة.
مع انعقاد قمة المناخ كوب 27 في مصر بوقت لاحق من هذا العام، تأمل الدول الأفريقية أن تكون أولويات وتحديات الطاقة في القارّة محطّ اهتمام المجتمع الدولي، لأنها تعالج الحواجز القائمة أمام الاستثمار في الطاقة النظيفة، وتعزز نشر التمويل في جميع أنحاء القارّة.
قفزة سريعة
قد يكمن الجانب المشرق لفجوة الوصول إلى الطاقة طويلة الأمد في أفريقيا في أن عدّة آلاف من المجتمعات ستكون مهيّأة للاستفادة من "قفزة سريعة" نحو الطاقة المتجددة والمصادر النظيفة، وتجنّب التحوّل المؤقت للكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري.
وتمتلك القارّة حاليًا بعض أدنى مستويات انتشار الطاقة في العالم، إذ يُقدَّر عدد سكان الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى بنحو 570 مليون شخص لا يمكنهم الاعتماد على مصدر آمن وموثوق للطاقة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
لذلك، يجب أن تدرك مؤسسات الاستثمار العالمية -على الرغم من صعوبة مثل هذه المساعي- أن التنوع الجغرافي في أفريقيا يجعلها مرشحًا جديرًا - مع بعض الدعم - لقيادة تحول الطاقة في العالم إلى مستقبل محايد كربونيًا.
وتكمن معاناة قطاع الكهرباء في أفريقيا اليوم بين حاجة القارّة إلى توسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء لملايين الأشخاص المحرومين حاليًا، والتطلع إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن الاعتماد على قطاع الكهرباء في معظم بلدان أفريقيا عمومًا، نظرًا لارتفاع أسعار الكهرباء والنقص متكرر في توليد الكهرباء، حسبما نشر موقع إنرجي فويس (energyvoice)، المعني بشؤون الطاقة، في 21 يوليو/حزيران الجاري.
ويهدد عدم كفاية أنظمة الطاقة الموجودة في أفريقيا تطوير قطاعي الزراعة والصناعة، ما يتسبّب في خسائر بالشبكات التي لا تخضع للصيانة الجيدة، ويزيد من استخدام المولدات الخاصة التي تعمل بزيت الوقود بصفة مرافق احتياطية، مما يؤثّر سلبًا في البيئة المحلية وتكلفة الكهرباء.
تزايُد إمدادات الكهرباء في أفريقيا
من المتوقع أن تزداد إمدادات الكهرباء في البلدان الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى بمقدار 4 أضعاف، وستتضاعف قدرة التوليد 3 مرات، بحلول عام 2040.
ويتوقع المحللون أن تصبح الخلايا الكهروضوئية أكبر مصدر لإمدادات الكهرباء من حيث السعة المركّبة، بينما ستواصل الطاقة الكهرومائية الإسهام في التخلص التدريجي من محطات الكهرباء التي تعمل بالنفط، ما يخفف من متوسط تكاليف إمدادات الكهرباء.
ولكي يتحقق ذلك على أرض الواقع، يجب أن يحدث تغيير في اعتبارات مؤسسات الاستثمار العالمية.
ولا يكمن التحدي الكبير في أفريقيا بنقص الموارد المالية لتمويل تطوير البنية التحتية للطاقة، بل في وفرة المخاطر المزعومة التي تمنع المستثمرين من متابعة المشروعات في الأسواق الأفريقية، وما يرتبط بها من زيادة تكاليف التمويل.
ويتوقع المستثمرون الدوليون أن يروا تطبيق أنظمة تنظيمية مناسبة، إلى جانب المخططات والتعرفات المالية التي يمكن أن تضمن المنافسة العادلة والكفاءة.
في المقابل، يجب على شركاء الاستثمار الأفارقة المحليين الموثوقين أن يستثمروا أكثر في مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة، للمساعدة في طمأنة المستثمرين الدوليين وجذبهم.
وعلى الرغم من وجود شركاء أفارقة يتمتعون بالشفافية وجديرين بالثقة، فإنه من الصعب تحديدهم.
وستحدد الطريقة التي تدار بها الطاقة قدرة وأهلية أفريقيا بتحقيق نتائج إيجابية هائلة للجميع.
وتُعدّ الشمس والماء والرياح آخر مصادر الطاقة التي لم تُمتَلَك بعد؛ ولا أحد يفرض ضرائب على العناصر حتى الآن.
اقرأ أيضًا..
- خريطة النفط حول العالم في 10 رسوم بيانية.. قبل 3 أزمات عالمية
- لماذا تراجعت صادرات الغاز المسال للدول العربية رغم إغراء الأسعار؟ (إنفوغرافيك)
- أسعار النفط تتأثر بالمخاوف الاقتصادية رغم استمرار سلاسل التوريد (مقال)