بعد عودة نورد ستريم 1.. هذه أبرز خطوط نقل الغاز الروسي لأوروبا
نوار صبح
- إمدادات الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 ستُستأنف بمستويات منخفضة وبشروط.
- أصبح خط أنابيب نورد ستريم أكثر أهمية من أي وقت مضى.
- يمكن لروسيا تصدير نحو 110 ملايين متر مكعب يوميًا عبر أوكرانيا.
- الاتحاد الأوروبي يحصل على 40 مليون متر مكعب يوميًا من خط ترك ستريم.
- ألمانيا تخلّت عن مشروع نورد ستريم 2 الذي كانت تدافع عنه منذ مدة طويلة.
- تُصر موسكو على أن نورد ستريم 2 لا يزال متاحًا للاستخدام.
وسط أزمة الغاز الخانقة التي تشهدها أوروبا، عاود خط أنابيب نورد ستريم 1 ضخ الغاز باتجاه دول القارة العجوز، بعد توقف 10 أيام للصيانة، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة مؤخرًا.
وتراقب الشركات التجارية وصناع السياسات البيانات الأولى للتدفقات؛ للتعرف على أحجام الغاز الروسي التي عاودت التدفق عبر أكبر خط أنابيب لها بعد انتهاء الصيانة.
وأظهرت بيانات مشغل نورد ستريم 1 أن التدفقات عادت إلى المستوى الذي كانت عليه قبل توقفها من أجل الصيانة بطاقة (40%) من سعة خط الأنابيب.
كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أكد أن الإمدادات ستُستأنف، ولكن عند مستويات أدنى وبشروط، حسبما نشرت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) أمس الأربعاء 20 يوليو/تموز الجاري.
أهمية نورد ستريم 1
نظرًا إلى كبح موسكو تدفقات الغاز الطبيعي عبر طرق أخرى، أصبح خط أنابيب نورد ستريم أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وقبل الشروع في أعمال صيانة خط أنابيب نورد ستريم 1، كان الغاز يتدفق بنحو 40% من سعة الخط، في وقت تحاول أوروبا إعادة ملء مخازنها لفصل الشتاء، وفقًا لما نشرته منصة فاينانس.ياهو (finance.yahoo).
ويعمل الاتحاد الأوروبي على افتراض أن إمدادات الغاز الطبيعي ستنخفض، ويسعى لإيجاد طرق لخفض الاستهلاك، بينما تتسابق الحكومات لتأمين إمدادات بديلة؛ حيث يؤدي التهديد بنقص الإمدادات إلى تقويض اليورو وزيادة مخاطر الركود الاقتصادي.
تداعيات خفض إمدادات الغاز
قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، إريك مامر، إن ما هو واضح هو أننا عندما نعد خطط طوارئ لفصل الشتاء؛ فإننا نعتمد على أسوأ سيناريو ممكن، حسبما نشرته صحيفة نيويورك تايمز (nytimes) الأميركية يوم 11 يوليو/تموز الجاري.
وفي وقت سابق من هذا العام، قطعت شركة غازبروم الروسية العملاقة الإمدادات عن بعض دول الاتحاد الأوروبي بسبب نزاع على الأجور، وأعلنت القوة القاهرة على الشحنات إلى العديد من المشترين الأوروبيين.
علاوة على ذلك، توقف تدفق الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا عبر خط أنابيب مهم تحت البحر، يوم الإثنين 11 يوليو/تموز؛ حيث انقطعت الإمدادات لمدة 10 أيام من الصيانة المقررة؛ ما يضع على المحك عزم أوروبا على التخلص من إمدادات الوقود الروسية الوفيرة.
وعلى الرغم من العقوبات التي تهدف إلى معاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا؛ فإن ألمانيا لا تزال تسحب 30% من غازها الطبيعي من روسيا، ويُستخدَم الكثير منه لتشغيل قطاعها الصناعي المهم اقتصاديًا.
وتتلقى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى -بما في ذلك النمسا وإيطاليا وجمهورية التشيك- الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، حسب بيانات اطلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.
وخفّضت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم، المالكة الكبرى لخط الأنابيب، تدفق الغاز بنسبة 60% الشهر الماضي؛ ما دفع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية.
واضطرت ألمانيا جرّاء الخطوة إلى رفع مستوى التأهب لحالات الطوارئ المتعلقة بالغاز إلى المرحلة الثانية من 3 مراحل.
وستسمح المرحلة الثالثة والأخيرة للحكومة الألمانية بالبدء في تقنين استخدام الغاز، وإصدار قانون لإنقاذ شركات المرافق وإعادة محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم إلى الخدمة.
خطوط نقل الغاز الروسي
في التقرير نستعرض أبرز خطوط أنابيب نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، والتي توفر نحو 40% من إمدادات القارة العجوز.
خط نورد ستريم 1
يُعَد خط الأنابيب الطريق الرئيس تحت البحر لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ونقل هذا الخط أكثر من ثلث إجمالي صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا العام الماضي، وبلغت سعته القصوى نحو 167 مليون متر مكعب يوميًا.
في الشهر الماضي، خفّضت روسيا الإمدادات عبر هذا الخط إلى 40% فقط من هذا المستوى، مشيرة إلى التأخير في صيانة توربينات الغاز بسبب العقوبات الكندية.
وتُعَد التوربينات ضرورية لمحطة ضغط بورتوفايا، وهي نقطة دخول خط أنابيب نورد ستريم على الجانب الروسي من بحر البلطيق.
وأصبح توربينان اثنان فقط من توربينات الغاز في المحطة قادريْن على التعامل مع التدفقات، وفقًا لروسيا، في حين أن 6 توربينات تعمل عادة لإرسال الإمدادات.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن أحد هذين التوربينين سيحتاج إلى الصيانة في أقرب وقت الأسبوع المقبل.
وأوضح أن هذا يعني أن خط أنابيب نورد ستريم لا يمكنه العمل إلا بنسبة 20% من سعته، ما لم تستعِد روسيا التوربين البديل المحتجز بموجب العقوبات الكندية، وطالب بوتين بتسليم جميع الأوراق والمستندات ذات الصلة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التوربين في طريقه الآن عبر ألمانيا، حسبما أوردت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) في 20 يوليو/تموز الجاري.
وعلى الرغم من أن أوكرانيا كانت تمثل نقطة اختناق للغاز الروسي؛ فإن توسعة وإنشاء خطوط أنابيب جديدة قللا من أهميتها باعتبارها نقطة عبور.
عبور الغاز الروسي عبر أوكرانيا
يمكن لروسيا تصدير نحو 110 ملايين متر مكعب يوميًا عبر أوكرانيا بموجب اتفاقية عبور غاز مدتها 5 سنوات أُبرِمَت في ديسمبر/كانون الأول 2019، مع تقسيم الكميات بين نقطتي دخول رئيستين على الحدود.
في مايو/أيار، خرجت شبكة سوخرانوفكا في أوكرانيا من الخدمة، المعروفة أيضًا باسم سوخرانيفكا الأوكرانية، التي قالت إنها فقدت السيطرة على المنشأة بسبب عمليات قوات الاحتلال.
ودعت كييف -في مناسبات عديدة- شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم إلى تغيير مسارها أو على الأقل إعادة الكميات إلى المستويات التعاقدية من خلال النقطة المتبقية، لكن روسيا رفضت ذلك.
وأوضحت روسيا أن إعادة التوجيه، التي استُخدِمت في الماضي، غير ممكنة حاليًا.
خط أنابيب يامال-أوروبا
يمر خط أنابيب يامال-أوروبا عبر بيلاروسيا وبولندا إلى ألمانيا بسعة تصل إلى 90 مليون مكعب يوميًا، وقد توقف عن العمل منذ مايو/أيار، عندما منعت الحكومة الروسية شركة غازبروم من أي تعاون مع شركة يوروبول غاز، مالكة القسم البولندي من خط الأنابيب.
قبل ذلك بوقت قصير، أوقفت شركة غازبروم الإمدادات إلى بولندا، التي كانت من أولى الدول التي رفضت الامتثال لمطلب الكرملين بدفع ثمن الغاز بالروبل.
ويعمل خط أنابيب يامال-أوروبا حاليًا بشكل عكسي؛ حيث ينقل الغاز من ألمانيا إلى بولندا.
خط أنابيب ترك ستريم
ينقل خط أنابيب ترك ستريم الغازَ الروسي تحت البحر الأسود إلى تركيا ويزود عدة دول في جنوب غرب أوروبا، وتسير عمليات النقل بشكل طبيعي في الوقت الحالي، ويحصل الاتحاد الأوروبي على 40 مليون متر مكعب يوميًا من خط الأنابيب هذا.
خط نورد ستريم 2
كان خط الأنابيب نورد ستريم 2، المقرر أن يضاهي سعة نورد ستريم 1 وينقل الغاز عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، جاهزًا لبدء عمليات التسليم في ديسمبر/كانون الأول، على الرغم من سلسلة من العقوبات بما في ذلك العقوبات الأميركية.
وعلى الرغم من أن خط الأنابيب كان في انتظار الموافقات التنظيمية النهائية، تخلّت ألمانيا عن المشروع الذي كانت تدافع عنه منذ مدة طويلة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وتحت ضغط دولي.
وتصر موسكو على أن نورد ستريم 2 لا يزال متاحًا للاستخدام.
اقرأ أيضًا..
- أكبر الدول العربية توليدًا للكهرباء من الطاقة المتجددة (تقرير)
- أسعار البنزين المحلية في الدول الخليجية.. الإمارات الأعلى والكويت الأقل (مسح)
- هل تنقذ صفقة الغاز الجزائري أوروبا من أزمة الطاقة؟.. 3 خبراء يتحدثون