إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. 4 دول عربية بقائمة الكبار (تقرير)
وترقب لإنجازات التحالف الأفريقي للهيدروجين الأخضر بين 6 دول
هبة مصطفى
- 6 أشهر من التطورات المتفائلة للهيدروجين الأخضر في أفريقيا
- تحالف أفريقي يضم 6 دول في طريقه إلى المنافسة العالمية للوقود النظيف
- مشروعا نور وأمان يدعمان خطط موريتانيا.. ودعم من بنك الاستثمار الأوروبي
- شراكات دولية وعربية بمصر بنحو 10 مليارات دولار.. وتوليد الهيدروجين من النفايات
- ناميبيا تنافس على إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره بأقل الأسعار العالمية
- المغرب الـ4 عالميًا ومشروعات مع توتال إرين وشل.. ومنصة للبحث والتطوير
مع بلوغ العام الجاري (2022) منتصفه، تكون قارة أفريقيا قد أحرزت خطوات قوية شاهدة على مستقبل مشرق لمشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، مستفيدة من إمكانات الموارد المتجددة المنتشرة بأنحاء القارة التي تترقب استثمارات تدعم إبراز أفضل قدراتها.
وكان لمصر وناميبيا وموريتانيا والمغرب والجزائر وكينيا وجنوب أفريقيا نصيب كبير من تطور تلك المشروعات خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري، بما يرفع الطموحات بأن تختتم أفريقيا العام بإعادة تشكيل خريطة الوقود النظيف إقليميًا وعالميًا، بما يتيح التوسع بالصادرات، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويعود التوسع التدريجي بمشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا -التي ما زالت في مهدها- على القارة السمراء بمنافع عدة، أبرزها خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري ومعدل الانبعاثات الكربونية، وتلبية الطلب على عجز الطاقة.
دور الهيدروجين
رصدت وكالة الطاقة الدولية -في تقرير لها نُشر الشهر الجاري- حجم الإمكانات الهائلة المؤهلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، مرجعة ذلك إلى توافر موارد الطاقة المتجددة بها.
ولم يقتصر تقرير الوكالة على الإشارة إلى الموارد الداعمة لإنتاج الوقود النظيف، وإنما رفع تقديرات إنتاجه إلى نحو 5 مليارات طن سنويًا، في حين اكتسب ميزة تنافسية إضافية بتقدير تكلفة الإنتاج في نطاق ينخفض عن الدولارين لكل كيلوغرام من الهيدروجين.
وإيمانًا من منصة الطاقة المتخصصة بدور الهيدروجين الآونة المقبلة، استضاف مستشار تحرير المنصة خبير اقتصاديات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، في برنامجه على تويتر "أنسيات الطاقة" -قبل أسبوعين- خبير الهيدروجين والصناعات الغازية لدى منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" المهندس وائل حامد عبدالمعطي.
وناقشت الحلقة -التي استمرت لمدة تزيد على ساعتين- موضوعات مهمة في هذا الإطار، من ضمنها كيفية اكتشاف الهيدروجين وإنتاجه وأنواعه، وحجم المساحة التي يشغلها بخطط الدول مؤخرًا، وكذلك دوره بوصفه وقودًا، ومدى جدوى التوسع بالسيارات الهيدروجينية.
- كيفية إنتاج الهيدروجين وتاريخ اكتشافه
- أكبر 5 مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. مصر والمغرب في المقدمة
انطلاقة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا
من شأن الاتفاقيات والصفقات والمشروعات التي أعلنت دول عدة تطوراتها بالآونة الأخيرة، أن تواكب مسيرة تطور سوق الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، ونرصد أبرز ما أُنجز منها خلال النصف الأول من العام الجاري (2022) في التقرير الآتي، بالإضافة الى التطرق إلى لمحة من خطط بعض دول القارة وتوجهاتها.
موريتانيا
- مشروع نور
يُعد مشروع نور في موريتانيا داعمًا قويًا لخطط إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره في أفريقيا، إذ إنه يشكل صفقة تصدير ضخمة لمجموعة شاريوت إنرجي البريطانية المُشغلة للمشروع بالتنسيق مع حكومة نواكشوط.
وأبرمت شاريوت إنرجي -مؤخرًا- صفقة تسمح بتوريد 600 ألف طن سنويًا من إنتاج المحطة إلى ميناء روتردام الهولندي، اعتمادًا على التحليل الكهربائي لما يصل إلى 10 غيغاواط من الطاقة النظيفة.
وعبر ميناء روتردام الهولندي يُخطط أن تغزو إمدادات الهيدروجين الأخضر من محطة نور الأسواق الأوروبية، ليصبح المشروع الموريتاني –باستثمارات 3.5 مليار دولار- أكبر بوابات تصدير الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.
ولا يُنظر إلى مشروع نور على أنه أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا فقط، وإنما لأنه يخطو خطوات ليصبح الأكبر بالعالم بحلول عام 2030، وفق تقديرات إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power).
- مشروع أمان
شهد شهر مايو/أيار الماضي، توقيع مذكرة تفاهم واتفاق إطاري بين الحكومة الموريتانية ومجموعة "سي دبليو بي غلوبال" في تطور جديد لمشروع محطة أمان الذي يُعد ضمن أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.
وتتضمن خطط مشروع أمان -باستثمارات تصل إلى 40 مليار دولار- إنتاج 10 ملايين طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، ويعتمد على التحليل الكهربائي لنحو 30 غيغاواط من الطاقة المتجددة، ويمكنه توليد 110 تيراواط/ساعة من الكهرباء.
- دعم بنك الاستثمار الأوروبي
بخلاف مشروعي نور وأمان -اللذين يُصنفان ضمن أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا- وقع الرئيس الموريتاني، محمد ولد الغزواني، إعلانًا مشتركًا مع بنك الاستثمار الأوروبي (مؤسسة إقراض غير ربحية تابعة للاتحاد الأوروبي).
ويهدف الإعلان إلى دعم البنك لاستثمارات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، وفق الموقع الإلكتروني له.
مصر
- مشروعات قناة السويس العالمية
خلال 3 أشهر -فقط- من النصف الأول للعام الجاري (مارس/آذار، وأبريل/نيسان، ومايو/أيار)، وقعت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس المصرية 6 مذكرات تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا باستثمارات إجمالية تبلغ 10 مليارات دولار، شملت 4 مشروعات مع شركات عالمية بجانب مشروعين مع شركات عالمية.
والاتفاقيات الـ4 العالمية تشمل مشروعات تعاون مع سكاتك النرويجية لإنشاء محطة أمونيا خضراء بسعة من مليون إلى 3 ملايين طن سنويًا.
ويأتي ذلك بالإضافة إلى مشروع تعاون بين توتال إرين التابعة لتوتال إنرجي الفرنسية، وإنارة كابيتال المصرية لإنتاج 30 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، و300 ألف طن من الأمونيا الخضراء بالمرحلة الأولى، وتصل إلى مليون ونصف المليون طن سنويًا في المراحل اللاحقة، وفق بيانات الهيئة الاقتصادية.
كما تضمنت مشروعات أخرى من ضمنها: التعاون مع شركة ميرسك الدنماركية لإنشاء محطة تنتج الوقود الأخضر لتزويد السفن، واتفاق بين "إي دي إف رينيوبلز" الفرنسية وشركة "زيرو ويست" المصرية لإنتاج 350 ألف طن سنويًا من الوقود الأخضر لتزويد السفن.
- مشروعات التعاون بين مصر والإمارات
توسعت مصر خلال النصف الأول من العام الجاري (2022) بمشروعي تعاون مع شركات إماراتية، في مواصلة لجهود القاهرة في تعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.
وتضمّن التعاون المصري-الإماراتي تطوير مشروعات لإنتاج 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر الإماراتية" والشركة المصرية حسن علام للمرافق، عبر أجهزة تحليل كهربائي بطاقة 4 غيغاواط.
وخططت مصر -أيضًا- للتعاون مع شركة أميا باور الإماراتية لإنتاج 390 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
- محطة النفايات
في مطلع فبراير/شباط العام الجاري (2022)، أعلنت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس المصرية موافقتها المبدئية على مشروع شركة إتش 2 إندستريز الألمانية لإنتاج الهيدروجين الأخضر من النفايات، وفق ما نشرته حينها صحيفة ذي ناشيونال.
ومن المقرر أن تصل الطاقة الإنتاجية السنوية للمشروع 300 ألف طن سنويًا، وتقوم تقنية عمل المحطة المرتقبة على تحويل النفايات العضوية والبلاستيكية إلى هيدروجين أخضر، بما يسمح للقاهرة بالتخلص من 4 ملايين طن من النفايات غير القابلة لإعادة التدوير.
ناميبيا
انضمت جهود ناميبيا -مؤخرًا- إلى ركب الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، وشهد النصف الأول من العام الجاري تطورات بمشروعات العاصمة ويندهوك في هذا الإطار.
واستهل رئيس ناميبيا، هاغي غينغوب، كلمته -احتفالًا ببدء العام الجاري- بالتأكيد على أن إستراتيجية بلاده نحو الهيدروجين الأخضر تجذب المزيد من الاستثمارات وتدعم الخطط المناخية لبلاده إقليميًا ودوليًا.
- مشروع هايفين
واصلت شركة هايفين هيدروجين إنرجي، مورد الطاقة الخضراء في ناميبيا، العمل على تطوير مشروع محطة هايفين جنوب غرب البلاد، بطاقة إنتاجية متوقعة تصل إلى 300 ألف طن سنويًا.
ويُتوقع أن يبدأ المشروع الإنتاج عام 2026، باستثمارات تصل إلى 9.4 مليار دولار، وتعول ناميبيا عليه للمشاركة في ترسيخ قواعد اقتصاد الهيدروجين الأخضر في أفريقيا لا سيما بجنوب القارة السمراء.
- توسعات أوروبية وألمانية
تواصل ناميبيا شراكتها التي بدأتها أواخر العام الماضي (2021) مع ألمانيا لتعزيز استثمارات صناعة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا بصورة عامة وناميبيا بصورة خاصة، وجذبت إمكانات الطاقة المتجددة في ناميبيا -لا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح- اهتمام برلين.
وجاءت تلك الشراكة بعدما اقترحت ناميبيا على دول أوروبية إمكانها تصدير 3 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، ولاقت الأسعار المتوقعة لإنتاجه وتصديره بالبلاد ترحيب ألمانيا.
المغرب
قالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، في يناير/كانون الثاني العام الجاري (2022)، إن المغرب يحتل المرتبة الـ4 عالميًا من حيث خطط إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
وتواصل اللجنة الوطنية للهيدروجين بالمغرب عملها، مدعومة بخريطة طريق وُضعت عام 2021 بهدف زيادة استثمارات الوقود النظيف إلى 10 مليارات دولار عام 2030 ترتفع إلى 75 مليار دولار بحلول 2050.
- مشروع غرين إتش 2
يعكف المغرب في الآونة الحالية على مواصلة مشروع غرين إتش 2، يبدأ بإنشاء منصة لبحث إمكانات الأمونيا الخضراء وتطويرها في البلاد.
ومن المتوقع بدء الإنتاج من المشروع نهاية العام المقبل 2023، بخطط تهدف إلى إنتاج 4 أطنان يوميًا من الأمونيا الخضراء، وفق صحيفة المونيتور.
- مشروع شل و"أو سي بي"
شهد شهر مارس/آذار العام الجاري (2022) توقيع اتفاق ثلاثي الأطراف بين كل من شركة "أو سي بي" للفوسفات والأسمدة، وشركة شل للطاقة، وكلية الفنون التطبيقية بجامعة محمد السادس.
ويهدف الاتفاق المشترك إلى تطوير مشروع تجريبي حول محطة واسعة النطاق لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا.
- مشروع توتال إرين
أعلنت شركة توتال إرين الفرنسية -التابعة لتوتال إنرجي- مشروعها الجديد في المغرب بإنشاء محطة للهيدروجين الأخضر والأمونيا بتكلفة تقارب 10.6 مليار دولار، بمنطقة كلميم واد نون، وفق صحيفة موروك وورلد نيوز.
ومن المقرر أن يدخل المشروع مرحلته النشطة عام 2025، مدفوعًا بخطط لبدء الإنتاج عام 2027.
الجزائر
تسعى الجزائر بقوة للانضمام لمسيرة تطور الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، وقال الرئيس عبدالمجيد تبون، في فبراير/شباط العام الجاري (2022)، إنه يؤدي دورًا مهمًا في خطط انتقال الطاقة بالبلاد، مرجعًا ذلك إلى إمكانات الطاقة الشمسية والكهرباء والبنية التحتية المؤهلة لذلك.
- مشروع سوناطراك وإيني
تُعد مذكرة التفاهم الموقعة بين شركة سوناطراك الجزائرية وإيني الإيطالية في 26 مايو/أيار العام الجاري (2022) ضمن أحدث تطورات مسيرة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا خلال النصف الأول من العام الجاري.
ويقوم المشروع على استخدام الهيدروجين الأخضر في تطوير حقول الغاز وإزالة الكربون بمنطقة بئر رباع الشمالية، وفق الموقع الإلكتروني لشركة إيني.
- دراسة ألمانية لتطوير الصناعة
أُعلنت -في فبراير/شباط العام الجاري (2022)- نتائج دراسة استكشافية أعدتها الوكالة الألمانية للتنمية حول مستقبل الهيدروجين الأخضر في الجزائر، وتضمنت 3 مراحل زمنية للوقود النظيف بالبلاد.
وجاءت نتائج الدراسة ضمن إطار الشراكة بين الجزائر وألمانيا في مجال الطاقة، وخلصت إلى امتلاك الجزائر بنية تحتية هائلة يمكنها دعم انطلاق صناعة الهيدروجين الأخضر في البلاد، وفق ما نشرته صحيفة إل إي إكس أفريكا.
وخلصت الدراسة إلى تحديد 3 أطر زمنية لصناعة الهيدروجين الأخضر في الجزائر، وتضم المرحلة الأولى "تجريبية توضيحية" وتستمر من العام الجاري (2022) حتى نهاية العقد (2030).
وتهدف المرحلة الثانية التي تستمر من عام 2030 إلى عام 2040 إلى التوسع بالصناعة وفتح المجال أمام الجزائر لإنشاء سوق للصناعة.
وتدخل سوق الهيدروجين الأخضر بالجزائر حيز المنافسة، خلال الأعوام ما بين 2040 و2050 وفق نتائج الدراسة الألمانية.
التحالف الأفريقي للهيدروجين الأخضر
شهد شهر مايو/أيار أبرز محطات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا خلال النصف الأول من العام الجاري (2022).
وأطلقت 6 من دول القارة (مصر، والمغرب، وموريتانيا، وكينيا، وناميبيا، وجنوب أفريقيا) تحالف الهيدروجين الأخضر في أفريقيا وهو الأول من نوعه بالعالم، بغرض تخلص القارة السمراء من الوقود الأحفوري والاستفادة من الإمكانات المتجددة الضخمة بالقارة.
وجاء التحالف تحت رعاية الأمم المتحدة ولجنتها الاقتصادية، وبنك التنمية الأفريقي، ورأى الرئيس التنفيذي لمنظمة الهيدروجين الأخضر، جوناس مومبرغ، أن الهيدروجين الأخضر في أفريقيا هو مفتاح تحول الطاقة بالقارة، وفق منصة كلايمت شامبيون التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي "يو إن إف سي سي سي".
ومن شأن تطوير الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، في إطار التحالف المعلن الشهر الماضي، أن يفتح المجال أمام تعاون واسع النطاق بين الحكومات الأفريقية وبعضها والشركات والمنافذ الاستثمارية والمصارف، تحت إطار الحوكمة البيئية.
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: إمكانات النرويج تؤهلها لقيادة العالم في الطاقة النظيفة
- قائمة أكبر 10 دول منتجة للنفط في 2021 (إنفوغرافيك)
- أرصدة الكربون لا تضمن حياد الشركات مناخيًا.. ومنظمات: تضر أكثر مما تنفع