التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

الهيدروجين الأخضر يرفع طموحات ناميبيا إلى صدارة الأسواق الأفريقية (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • لدى ناميبيا فرصة للنجاح في المنافسة العالمية لأفضل تقنيات الهيدروجين الخضراء ومواقع الإنتاج
  • • الهيدروجين الأخضر الناميبي يمكن أن يكون الأرخص في العالم
  • • تتمتع ناميبيا بموارد ممتازة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومساحات شاسعة من الأراضي
  • • الأمونيا غاز مسال شديد السمية ويجب مراعاة تدابير الأمان الصارمة في معالجته
  • • الأمونيا ستكون أكبر مستهلك للهيدروجين إذ تمثّل 48% من الطلب بحلول عام 2025

تطمح ناميبيا لأن تصبح أول مراكز تصدير الهيدروجين الأخضر في قارّة أفريقيا، نظرًا إلى تمتعها بنصيب وافر من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وفي عام 2021، عرضت الحكومة الناميبية على أوروبا خططًا لتصدير 3 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين المنتَج باستخدام الطاقة الخضراء أو المتجددة من منطقة في جنوب غرب البلاد في إطار برنامج الانتعاش الاقتصادي بعد تفشي وباء كوفيد-19، حسبما نشر موقع إنرجي مونيتور (energymonitor).

وسارعت ألمانيا -التي كانت تبحث عن إمدادات الهيدروجين الأخضر- إلى التشارك مع ناميبيا، مستعمرَتها السابقة، حسب التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الأفضل والأقل سعرًا عالميًا

في أغسطس/آب، قالت وزيرة البحوث الفيدرالية في ألمانيا، أنيا كارليشيك: إن لدى ناميبيا فرصة ممتازة للنجاح في المنافسة العالمية من حيث أفضل تقنيات الهيدروجين الأخضر ومواقع الإنتاج.

وقدّرت أنيا كارليشيك أن الهيدروجين الناميبي يمكن أن يكون الأقل سعرًا في العالم، بالنظر إلى انخفاض التكاليف إلى نحو 1.50 - 2.00 يورو للكيلوغرام الواحد.

الهيدروجين - تحول الطاقة

ويرى محللون أن هذه الادعاءات تُعدّ كبيرة لقطاع الهيدروجين في ناميبيا الذي لا يزال في مرحلة ما قبل دراسة الجدوى، وفي بلد لم ينفذ سابقًا مشروع بنية تحتية بهذا الحجم والتعقيد.

علاوة على ذلك، لا تولّد ناميبيا ما يكفي من الكهرباء لتلبية طلبها المحدود، إذ إن 56% من السكان يحصلون على الكهرباء، ناهيك بدعم إنتاج الهيدروجين على نطاق واسع.

مصادر الطاقة المتجددة في ناميبيا

قال الرئيس التنفيذي لشركة "هايفن هيدروجين إنرجي"، التي اُختيرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بصفتها أفضل مترشح من بين مقدمي العطاءات لمشروع الهيدروجين الأول في ناميبيا، ماركو رافينيتي: إن ناميبيا تمتلك المكونات اللازمة لتصبح مركز نفوذ للطاقة المتجددة.

وأوضح ماركو رافينيتي أن لدى ناميبيا موارد ممتازة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومساحات شاسعة من الأراضي غير المأهولة والمملوكة للحكومة، وتحظى الصناعة بدعم قوي من الحكومة.

وتتعاون شركة "هايفن هيدروجين إنرجي" -وهي مشروع مشترك بين شركة الاستثمار وتطوير المشروعات "نيكولاس هولدينغز" وشركة الطاقة المتجددة الألمانية "إنرتاغ"- مع الحكومة الناميبية لإبرام اتفاقية تنفيذية للمباشرة في دراسة جدوى للمشروع.

وفي المقابل، تخطط شركة "هايفن هيدروجين إنرجي" لبدء إنتاج أول 125 ألف طن من الهيدروجين الأخضر بحلول نهاية عام 2026.

وتخطط الشركة لإنتاج 300 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، بحلول عام 2030، باستخدام 5-6 غيغاواط من سعة التوليد المتجددة، و3 غيغاواط من سعة المحلل الكهربائي.

ويُعدّ مشروع هايفن واحدًا من 10 مشروعات تأمل الحكومة في تطويرها في 26 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التي خصصتها لتطوير الهيدروجين في مجمّع تساو/خيب الوطني بالقرب من بلدة لوديريتز الساحلية، ويشار إليها الآن باسم مبادرة تطوير الممر الجنوبي.

وكان هذا المشروع سابقًا منجمًا للألماس، وقد أُغلِقَتْ المنطقة أمام الجمهور لأكثر من قرن، وهي واحدة من أكثر المناطق تنوعًا بيولوجيًا في ناميبيا.

وتُعد مبادرة تطوير الممر الجنوبي واحدة فقط من عدة مناطق تقول الحكومة إنها يمكن أن تدعم إنتاج الهيدروجين على نطاق واسع.

البدء بتصدير الأمونيا

تحتاج برامج تصدير الهيدروجين في ناميبيا إلى التغلب على التحدي المتمثل في أن شحن الهيدروجين لم يجر على نطاق تجاري.

وتُعدّ إسالة الهيدروجين مكلفة وغير مجدية، إذ يحتاج إلى التبريد إلى -253 درجة مئوية، الأمر الذي يتطلب كميات كبيرة من الطاقة.

وقال خبير الطاقة النظيفة، كبير الإستراتيجيين في شركة الاستشارات "ذا فيوتشر إز إنرجي"، مايكل بارنارد: إن الهيدروجين المسال سيكون على الأقل 5 أضعاف تكلفة شحن الغاز الطبيعي المسال لكل وحدة كهرباء.

وتشير التعقيدات المتعلقة بشحن الهيدروجين إلى أن مشروع "هايفن"، الذي يهدف إلى أن يكون حافزًا لصناعة تصدير الهيدروجين في ناميبيا، سوف يقوم في الواقع بتصدير الأمونيا، أحد مشتقات الهيدروجين.

وتُعد الأمونيا أحد الغازات المسالة شديد السمية ويجب مراعاة بروتوكولات الأمان الصارمة في معالجتها، وفق ما اطلعت عليه منصة "الطاقة" المتخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "هايفن هيدروجين إنرجي"، ماركو رافينيتي: إن تقنية تصدير الأمونيا موجودة، والسوق موجودة من حيث الحجم وتنمو بسرعة، مشيرًا إلى أنه يُستخدم 80% من الأمونيا في إنتاج الأسمدة.

الهيدروجين النظيف

ويرى بعض المحللين أنه يمكن أن يُستخدم الأمونيا وقودًا للشحن، ويمكن استعمالها في محطات الفحم أو الغاز للمساعدة في إزالة الكربون من قطاع الكهرباء، لا سيما في البلدان مثل اليابان، التي لديها موارد أقل للطاقة المتجددة المتاحة.

وتقدر شركة الاستشارات في مجال الطاقة وود ماكنزي أن الأمونيا ستكون أكبر مستهلك للهيدروجين، إذ تمثل 48% من الطلب بحلول عام 2025.

وتبيّن وود ماكنزي أن الطلب على الكهرباء سيتفوق على الأمونيا، بحلول عام 2036، ليصبح قطاع الطلب الأساسي على الهيدروجين، بنحو ثلث المجموع الكلي للطلب.

ونظرًا إلى أن إنتاج الأمونيا يستهلك الكثير من الطاقة، يدور جدل بين خبراء سياسة الطاقة بشأن ما إذا كان ينبغي استخدامها في تطبيقات الطاقة، وفقًا لما نشر موقع إنرجي مونيتور (energymonitor) في 24 يونيو/حزيران الجاري.

ويرى بعض الخبراء أنه يجب أن ينصب التركيز الأساسي للأمونيا الخضراء على استبدال الأمونيا المستخدمة اليوم في إنتاج الأسمدة، لأن 99% منها مشتق من الوقود الأحفوري.

وقال المهندس الكيميائي الخبير في تطوير العمليات مع تحالف علوم الهيدروجين، بول مارتن: إنه لا ينبغي التفكير في استخدام الأمونيا بصفتها وقودًا أو وسيلة لنقل الهيدروجين لاستخدامه وقودًا، حتى تحقيق تقدم ملموس في استبدال الأمونيا المنتجة من الوقود الأحفوري.

ويُعدّ توزيع الأسمدة أسهل من الهيدروجين (أو الأمونيا)، وهي سلعة ثمينة في بلد مثل ناميبيا، إذ الزراعة هي قطاع للتوظيف في البلاد، وتشكل 20% من القوة العاملة.

وعلى الرغم من أن ناميبيا تعتمد -حاليًا- على واردات الأسمدة من جنوب أفريقيا، فإنها قد تصبح مُصدرًا إقليميًا.

دور الهيدروجين في توليد الكهرباء

تستورد ناميبيا -حاليًا- نحو 60-70% من احتياجاتها من الكهرباء من خلال شبكة الكهرباء الإقليمية، ومنظومة الكهرباء لأفريقيا الجنوبية (إس إيه بي بي)، حسب بيانات اطلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.

وترى شركة "هايفن هيدروجين إنرجي"، أحد مقدمي العطاءات لمشروع الهيدروجين الأول في ناميبيا، أن مشروعها، الذي سيزيد من سعة إنتاج الكهرباء في ناميبيا بنحو 5 آلاف ميغاواط، مقارنة بـ680 ميغاواط اليوم، يمكن أن يعزز إمكان الوصول إلى الكهرباء في البلاد.

وسينتج مشروع "هايفن"، عند تهيئته بالكامل لإنتاج الهيدروجين، 1.5 إلى 2 تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، وهو ما يوازي متطلبات المشروع، ويعادل تقريبًا مشتريات الكهرباء في ناميبيا من منظومة الكهرباء لأفريقيا الجنوبية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "هايفن هيدروجين إنرجي"، ماركو رافينيتي: إنه مع تطوير مشروعات الهيدروجين الأخرى، يمكن أيضًا توفير هذه الكهرباء الزائدة إلى منظومة الكهرباء لأفريقيا الجنوبية، ما يساعد على إزالة الكربون من إمدادات الكهرباء في المنطقة.

وبالإضافة إلى زيادة توافر الكهرباء، تأمل ناميبيا أن يؤدي تطوير الهيدروجين الأخضر إلى تقليل تكلفته.

تُجدر الإشارة إلى أن ناميبيا تدفع ما بين 0.09 دولارًا و0.12 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة للواردات من خلال منظومة الكهرباء لأفريقيا الجنوبية.

ويمكن لهذه التكاليف أن تنخفض إلى 0.02-0.03 دولارًا/كيلوواط ساعة مع زيادة إنتاج الهيدروجين المحلي، بحسب رئيس هيئة الهيدروجين الأخضر بالحكومة الناميبية، جيمس مينوبي.

وأضاف جيمس مينوبي أن الكهرباء الرخيصة والنظيفة يمكن أن تحفز الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة مثل صهر الزنك والألومنيوم، التي تتطلع إلى إزالة الكربون.

وتقدر شركة هايفن هيدروجين إنرجي أن مشروعها سيكلف نحو 10 مليارات دولار (159.9 مليار دولار ناميبي)، ما يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي السنوي لناميبيا.

ويمكن للحكومة الناميبية أن تستحوذ على حصة تصل إلى 24% في هذا، وأن تجمع ما يصل إلى 500 مليون دولار لأسهمها، حسبما صرّح منيوبي في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، في مايو/أيار 2022.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق