اليابان تعيد تشغيل 4 مفاعلات نووية لتجنب أزمة قطع الغاز الروسي
دينا قدري
تعتزم اليابان إعادة تشغيل 4 مفاعلات نووية إضافية، لتجنُّب أي أزمة في الكهرباء خلال فصل الشتاء، فضلًا عن توفير بديل لإمدادات الغاز الروسي.
وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، كويشي هاغيودا، أن البلاد ستعمل على تشغيل ما يصل إلى 9 مفاعلات نووية بحلول فصل الشتاء، ارتفاعًا من 5 مفاعلات في الوقت الحالي، وفق ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).
وكانت اليابان قد صعّدت من قلقها بشأن تعطل إمدادات الغاز الطبيعي المسال، بعد أن أصدرت روسيا في 30 يونيو/حزيران مرسومًا يشير إلى تعديل مشغل مشروع سخالين 2 للغاز الطبيعي المسال.
زيادة قدرات الطاقة النووية
قال هاغيودا -في مؤتمر صحفي-: "بعد توجيهات رئيس الوزراء، سنعمل بثبات للمضي قدمًا في استئناف العمليات في محطات الطاقة النووية على أساس افتراض ضمان السلامة، فضلًا عن الحث على إعادة تشغيل محطات الكهرباء المتوقفة لتأمين أقصى قدرة إمداد".
وأضاف: "سنعمل على تشغيل ما يصل إلى 9 مفاعلات نووية من 5 مفاعلات تعمل حاليًا، من خلال مراجعة جداول إصلاحات وتفتيش محطات الطاقة النووية، والعمل بثبات مع الشركات لتأمين قدرات إمداد إضافية لنحو 10 محطات طاقة حرارية".
وبمجرد تشغيل ما يصل إلى 9 مفاعلات نووية، ستكون لدى اليابان قدرة 8.77 غيغاواط من توليد الطاقة النووية، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال مصدر في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة إنه بعد تأمين قدرة إضافية من 10 محطات طاقة حرارية، يمكن أن تمتلك اليابان طاقة تتراوح ما بين 5 و8 غيغاواط، معظمها من الكهرباء التي تعمل بالغاز.
ضمان إمدادات كافية
تأتي تصريحات هاغيودا بعد أن قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، إنه يريد تشغيل ما يصل إلى 9 مفاعلات نووية بحلول الشتاء، وتأمين قدرات من 10 محطات طاقة حرارية إضافية، لضمان قدرة توليد كافية، بالنظر إلى توقعات شح العرض والطلب.
وقال كيشيدا -في مؤتمر صحفي عُقد أمس الخميس (14 يوليو/تموز)-: "في هذا الشتاء، وجهت هاغيودا بالمضي قدمًا في تشغيل ما يصل إلى 9 مفاعلات نووية، وهو ما يعادل نحو 10% من إجمالي أحجام استهلاك الكهرباء في اليابان".
وأضاف رئيس الوزراء إنه طلب من هاغيودا أيضًا تأمين سعة من 10 محطات طاقة حرارية إضافية لضمان قدرة كافية لتلبية ذروة الطلب.
وقال كيشيدا: "بمجرد اكتمال ذلك، سيكون لدينا أعلى قدرة إمداد للكهرباء في السنوات الـ3 الماضية. وفقًا لمسؤولية الحكومة، سنبذل قصارى جهدنا لضمان إمدادات كهرباء مستقرة لهذا الشتاء، وكذلك في المستقبل، من خلال النظر في تدابير مختلفة".
يُذكر أن العديد من المفاعلات النووية في اليابان ظلت معطلة، بعد أن تسبب تسونامي هائل في كارثة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية في عام 2011.
وعارض الرأي العام على نطاق واسع إعادة تشغيل الطاقة النووية في أعقاب كارثة فوكوشيما، لكن تغير الوضع في ظل ارتفاع أسعار الوقود وظروف الطقس غير المناسبة التي أطلقت دعوات إلى توفير الطاقة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
أزمة الغاز الروسي
يسيطر مشترون يابانيون على أكثر من نصف سعة إنتاج الغاز الطبيعي المسال البالغة 9.6 مليون طن متري/سنويًا في مشروع سخالين 2، إذ تمتلك ميتسوي حصة 12.5% وميتسوبيشي 10%.
واستحوذت روسيا على 9% من إجمالي واردات اليابان من الغاز الطبيعي المسال البالغة 74.32 مليون طن متري في عام 2021، وهي خامس أكبر مورد لها، وفقًا لبيانات وزارة المالية اليابانية.
وكانت اليابان قالت -في 7 يونيو/حزيران- إن هناك خطرًا من تعطل إمدادات الغاز المسال الروسية إلى مستوى غير مسبوق، ما عزز نبرتها بشأن مخاطر شراء الوقود المحتملة لتوليد الكهرباء وسط المنافسة المتزايدة على الوقود مع تكثيف أوروبا جهودها لتقليل اعتمادها على الطاقة الروسية.
واستجابةً لمخاطر شراء الوقود والاتجاه المتزايد للطلب على الكهرباء أعلى من المتوقع خلال مواسم الذروة، قررت اليابان اتخاذ سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك إعادة تشغيل محطات الكهرباء المتوقفة، والقيام بعمليات شراء وقود إضافية، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية.
موضوعات متعلقة..
- الغاز المسال يدفع اليابان إلى طلب الدعم من أستراليا والولايات المتحدة
- نقص إمدادات الغاز الروسي تضع اليابان في ورطة.. بدائل محدودة لتجنب الأزمة
- فرنسا تخطط لبناء 6 مفاعلات نووية جديدة لمواجهة أزمة الطاقة في أوروبا
اقرأ أيضًا..
- 3 مؤسسات كبرى ترسم ملامح الطلب على النفط والمعروض في 2023 (تقرير)
- أكبر سفينة للتزود بوقود الغاز المسال في العالم تواصل عملها في الصين
- إزالة الكربون من المياه.. العرب يستخدمون الطاقة الشمسية في محطات التحلية
- السيارات الكهربائية تصعد بصادرات كوريا إلى أعلى مستوى في 8 سنوات