تعتزم شركة بي بي البريطانية بدء إنتاج وقود الطائرات المستدام في أستراليا بحلول عام 2025، في مشروع سيكلّف "مئات الملايين" من الدولارات.
وتهدف الشركة لإنتاج وقود متجدد من خلال تحويل محطة كوينانا لتكرير النفط بغرب أستراليا، وهي منطقة تهيمن عليها صناعة التعدين إذ يوجد طلب كبير على الديزل للشاحنات، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وقالت نائبة رئيس الحلول منخفضة الكربون لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة بي بي، لوسي نيشن، إن الإنتاج سيعتمد على الطلب، إذ ستكون المنشأة قادرة على التبديل يوميًا بين إنتاج وقود الطائرات المستدام والديزل الحيوي، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج الوقود المستدام في أستراليا
قالت نيشن: "نحن محظوظون في كوينانا؛ لأننا قادرون على إعادة استخدام بعض معدّات المعالجة والمرافق، ولدينا خزّانات جاهزة للعمل"، في إفادة على هامش منتدى سيدني للطاقة.
وأضافت -في المنتدى الذي استضافته الحكومة الأسترالية ووكالة الطاقة الدولية-: "يساعدنا ذلك على الإسراع وتقليل كثافة رأس المال إلى حدٍ ما، لكنه ما يزال استثمارًا مكلفًا للغاية".
وليس لدى أستراليا أيّ إنتاج من وقود الطائرات المستدام حتى الآن، وليس لديها تفويضات لمزج الوقود.
يأتي ذلك على عكس الاتحاد الأوروبي، الذي وافق الأسبوع الماضي على خطط لمطالبة المورّدين بمزج ما لا يقلّ عن 2% من وقود الطائرات المستدام في وقود الطائرات الخاص بهم بدءًا من عام 2025، بحيث يرتفع هذا إلى 85% في عام 2050.
وستكون محطة بي بي على الساحل الغربي، ومحطة تبلغ تكلفتها 500 مليون دولار أسترالي (335.67 مليون دولار أميركي) تُبنى بوساطة شركة أوشينيا بيوفيولز على الساحل الشرقي، أول محطتين للوقود المستدام في البلاد.
وستكون محطة أوشينيا قادرة على إنتاج أكثر من 350 مليون لتر سنويًا من وقود الطائرات المستدام والديزل المتجدد.
إنشاء هيئة حكومية جديدة
في سياقٍ متصل، تخطط الحكومة الفيدرالية الأسترالية لإنشاء هيئة حكومية وصناعية، لتقديم المشورة وتطوير السياسات والإستراتيجيات لتحويل قطاع الطيران إلى صناعة انبعاثات غازات الدفيئة حيادية الكربون بحلول عام 2050.
وقالت وزيرة النقل والبنية التحتية الأسترالية، كاثرين كينغ، إن الحكومة تخطط أيضًا لمراجعة القضايا التنظيمية في قطاع الطيران من خلال كتاب أبيض جديد حول الصناعة، وفق التصريحات التي نقلتها منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).
وقالت كينغ في اجتماع في سيدني: "ستكون خطوة مثل هذه مثالًا آخر على التزام حكومتنا بتحقيق تقدّم في الحياد الكربوني عبر الاقتصاد، فضلًا عن قيادة إجراءات ملموسة لخفض الانبعاثات هنا وفي الخارج".
يُذكر أن أستراليا حددت هدفًا يتمثل في تحقيق الحياد الكربوني لانبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050.
خفض انبعاثات قطاع الطيران
استضاف تحالف وقود الطائرات المستدام في أستراليا ونيوزيلندا الاجتماع، وأوصى -في وقت سابق من هذا العام- بتفويض كثافة الانبعاثات مقارنةً بوقود الطائرات إيه 1.
ويريد التحالف خفضًا بنسبة 2.5% في كثافة الانبعاثات من وقود الطائرات بحلول عام 2025، وخفضًا بنسبة 3% بحلول عام 2030، و10% في عام 2040، و50% في عام 2050.
وقال رئيس الوقود المستدام في الخطوط الجوية الأسترالية "كانتاس"، غرايم بوتغر، إن كانبرا بحاجة إلى تقديم المزيد من الحوافز لقطاع الطيران للاستثمار في وقود الطائرات المستدام، إذ كان هناك غياب للسياسة في القطاع المحلي.
وأوضح أن الاتفاق الذي أبرمته كانتاس مع شركة بي بي للحصول على 10 ملايين لتر (63 ألف برميل) من وقود الطائرات المستدام للرحلات من مطار هيثرو بلندن في عام 2022 جرى بسبب وجود دعم حكومي بريطاني متضمن في الاتفاقية.
ويشكّل السفر الجوي نحو 2% من انبعاثات الكربون العالمية، وتهدف الصناعة إلى الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، بالاعتماد على استخدام وقود الطائرات المستدام، ليرتفع من نحو 100 مليون لتر سنويًا في عام 2021 إلى 449 مليار لتر على الأقلّ سنويًا في غضون 3 عقود.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج وقود الطائرات النظيف والهيدروجين بمطار بيتسبرغ من الغاز الطبيعي
- هل يؤدي إنتاج وقود الطيران المستدام لمواجهة بين شركات الطيران والنفط؟
- صناعة الطيران.. 4 حلول منخفضة الكربون لخفض الانبعاثات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- تطورات أزمة مؤسسة النفط الليبية.. صنع الله يهاجم الإمارات وطرد لجنة الدبيبة
- تجارة الغاز المسال عالميًا ترتفع 4.5% خلال 2021
- جدوى تصدير الهيدروجين الأخضر من المغرب والجزائر ومصر إلى أوروبا (مقال)
- وول مارت تستعين بالسيارات الكهربائية في أسطول توصيل الطلبات
