آيرينا: كهرباء الطاقة المتجددة "الأقل تكلفة" وتوفر 55 مليار دولار في 2022

أقرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" بأن توليد الكهرباء عبر المشروعات النظيفة كان الخيار الأقل تكلفة خلال العام الماضي (2021)، ويواصل تلك الوتيرة خلال العام الجاري (2022).

ولفتت الوكالة إلى أن ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري خلال العامين الماضي والجاري عزّز من قدرة تكلفة الكهرباء النظيفة على المنافسة بقوة، وبرهن على أن الاعتماد الأوروبي على توليد الكهرباء من الغاز يفتقر إلى الجدوى الاقتصادية، بحسب تقرير نُشر على الموقع الإلكتروني للوكالة اليوم الأربعاء 13 يوليو/تموز.

وفي الوقت ذاته، حذّر التقرير من استمرار ارتفاع تكلفة المعادن المستخدمة في بناء مشروعات الطاقة المتجددة؛ ما يشكل ضغوطًا على تكلفة توليد الكهرباء النظيفة تحد من قوتها التنافسية أمام الكهرباء الأحفورية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تكلفة أقل.. ومرونة أعلى

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، فرانشيسكو لا كاميرا، أن التوسع بالطاقة النظيفة والاعتماد على الكهرباء المولدة منها يسمح لاقتصادات الدول بالتحرر بعيدًا عن تقلبات أسعار أسواق الوقود الأحفوري واضطراب وارداته.

وأضاف أنه في الوقت الذي تمر فيه غالبية الأسواق العالمية بأزمة طاقة، فإن التركيز على توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بدلًا من الكهرباء الأحفورية يعزز مرونة الأسواق لا سيما من ناحية الجدوى الاقتصادية وفق توقعات العام الجاري (2022)، إذ تُعد أقل صور الكهرباء تكلفة بالآونة الحالية.

وتُشير بيانات آيرينا المعلنة، في تقرير اليوم، إلى أن ثلثي الكهرباء المتجددة المثبتة العام الماضي (بما يعادل 163 غيغاواط) يعدان أقل تكلفة من أرخص محطات الفحم بدول مجموعة الـ20.

وفي المقابل، لم تقتصر الجدوى الاقتصادية لتوليد الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة على العام الماضي فقط، وإنما امتدت التوقعات لتوفيرها ما يقارب 55 مليار دولار أميركي في 2022 ضمن التكلفة المقدرة لتوليد الكهرباء على الصعيد العالمي.

• آيرينا: الهيدروجين لاعب رئيس لتسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة

عائدات مستمرة

تتواصل عائدات استثمارات الطاقة المتجددة المرتفعة خلال العام الجاري ولمدة ربع قرن مقبل أيضًا، وفق بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" الصادرة اليوم.

وأشارت بيانات "آيرينا" إلى أن إضافة الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ما يقارب 109 غيغاواط العام الماضي تعمل على خفض تكلفة توليد الكهرباء بمعدل 5.7 مليار دولار سنويًا طوال الأعوام الـ25 إلى الـ30 المقبلة.

وصمدت تكلفة إضافة مشروعات الطاقة المتجددة الجديدة العام الماضي أمام تحديات سلاسل التوريد وارتفاع أسعار معدات الصناعة وتقلبات أسواق الطاقة التي كانت تضيف تكلفة تزيد على التكلفة الفعلية للمشروعات.

ورغم ذلك، شهدت تكلفة توليد الكهرباء من الرياح البرية في العام الماضي (2021) انخفاضًا بنسبة 15% مقارنة بالعام السابق له (2020)، أما توليد الكهرباء من مشروعات الرياح البحرية ومشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية فانخفضت بنسبة 13% لكل منهما.

• تحقيق أهداف الطاقة المتجددة في أوروبا يتطلّب تريليون دولار (تقرير)

أزمة الطاقة والأهداف المناخية

رأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، فرانشيسكو لا كاميرا، أن أزمة الطاقة العالمية الحالية لن تستمر على المدى الطويل؛ ما يستوجب مواصلة التوسعات بمشروعات الطاقة المتجددة حتى وإن كانت لا تفي بالطلب الكامل لبعض الدول.

وأضاف أن أزمة الطاقة جاءت بمثابة جرس إنذار بأن الاعتماد على تقنيات الطاقة المتجددة وتوفير الطاقة مصدر أمان للمستقبل، مشيرًا إلى أن قمة المناخ كوب 27 المرتقبة انعقادها بمصر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وقمة كوب 28 العام المقبل بالإمارات يزيدان من اعتماد الحكومات على التوسعات المتجددة لتحقيق الحياد الكربوني بصورة فعلية.

وتطرّق تقرير آيرينا إلى أن الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة بتكلفة تنافسية تؤدي دورًا مهمًا في اتجاهات عدة، فبخلاف انخفاض تكلفتها مقارنة بكهرباء الوقود الأحفوري فإنها تشكل مصدرًا آمنًا للإمدادات دون التخلي عن الأهداف المناخية، إذ تتوافق مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ وحدود الاحترار العالمي.

وبصورة خاصة، تمثل مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أعمدة رئيسة ضمن مسار خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.

أسعار الغاز الأوروبية

رغم أن الدول الأوروبية سرعان ما لجأت إلى التوسع بمصادر الوقود الأحفوري في محاولة لتعويض غياب إمدادات الطاقة الروسية (خاصة الغاز والفحم) لضمان عدم تفاقم أزمة الكهرباء، لكن يبدو أن مقولة "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" ستلقى رواجًا بالقارة العجوز.

وتشير التوقعات إلى أن الارتفاع غير المسبوق في أسعار الغاز والفحم وعناصر الوقود الأحفوري بصورة عامة خلال العام الماضي (2021) والجاري (2022) سيغلب كفة الطاقة المتجددة عن الموارد الأحفورية، وسيزيد من جاذبية الرياح والطاقة الشمسية بصفتهما مصدرين لتوليد الكهرباء.

فبالنظر إلى أسعار السوق الأوروبية بالآونة الحالية، نجد أن استمرار توليد الكهرباء من الغاز الأحفوري لا يشكل جدوى اقتصادية، وإنما على العكس يشكل خطرًا على الأصول.

وتوضح البيانات أن تكلفة الوقود وثاني أكسيد الكربون بمحطات الكهرباء العاملة بالغاز قد تشهد متوسط زيادة للعام الجاري بما يتراوح بين 4 و6 أمثال مقارنة بتكلفة عمر المشروعات الشمسية الكهروضوئية ومشروعات الرياح البرية المسندة العام الماضي.

ورصد تقرير آيرينا أن الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في أوروبا، خلال المدة من بداية العام الجاري حتى شهر مايو/أيار، وفرت 50 مليار دولار أميركي بحد أدنى.

• نقص الغاز الروسي يعرقل خطة أوروبا لملء المخزونات ويدفعها إلى ترشيد الاستهلاك

مقارنة تكلفة عام 2021

انخفض متوسط تكلفة الكهرباء المولدة من مشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق المرافق خلال العام الماضي بنسبة 13% على أساس سنوي، مسجلًا 0.048 دولارًا/كيلوواط ساعة انخفاضًا من 0.055 دولارًا/كيلوواط ساعة.

واتسم انتشار مشروعات الطاقة الشمسية المركزة بالمحدودية العام الماضي، بتشغيل محطة واحدة مقارنة بمحطتين عام (2020)، ودفع ذلك نحو ارتفاع متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء من محطة الطاقة الشمسية المركزة الجديدة بنسبة 7% مقارنة بالعام السابق له.

أما مشروعات الرياح البرية الجديدة، فسجل متوسط إنتاج الكهرباء منها انخفاضًا بنسبة 15% على أساس سنوي، مسجلًا 0.033 دولارًا/كيلواوط ساعة مقارنة بـ0.039 دولارًا/كيلوواط ساعة في عام 2020، بحسب بيانات آيرينا.

وتفوّقت طاقة الرياح البحرية العام الماضي (2021)، إذ شهدت توسعات غير مسبوقة بإضافة 21 غيغاواط، وانخفض متوسط تكلفة الكهرباء المولدة عالميًا منها بنسبة 13% على أساس سنوي، مسجلة 0.075 دولارًا/كيلوواط ساعة.

توقعات عام 2022

أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، في تقريرها الصادر اليوم، أن العام الجاري (2022) سيشهد تفوقًا غير مسبوق لمصادر الطاقة المتجددة مقارنة بمصادر الوقود الأحفوري، لافتة إلى أنه حتى وإن ارتفعت تكلفة إنتاج الكهرباء المتجددة فإنها ستظل في مستويات أقل من الوقود الملوث.

ورأت آيرينا أن متوسط أسعار كهرباء الغاز الطبيعي خلال العام الجاري في أوروبا يسجل 10.9 سنتًا/كيلوواط ساعة، وأن متوسط تكلفة الوقود يصل إلى 23 سنتًا/كيلوواط ساعة، وهو معدل يزيد على متوسط عام 2020 بنسبة 540%.

وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أنه بإضافة أسعار انبعاثات الكربون تصل تكلفة الوقود خلال العام الجاري (2022) 27 سنتًا/كيلواوط ساعة، بما يزيد بنسبة 645% مقارنة بعام 2020، بحسب ما نقلته ستاندر آند بورز غلوبال كومودتي إنسايتس (S&P Global commodity insights) عن تقرير الوكالة.

وتقدر الوكالة أن تكلفة 27 سنتًا/كيلوواط ساعة تعادل من 4 إلى 6 أمثال تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح للعام الماضي (2021) في أوروبا.

اقرأ أيضًا..

• العودة إلى الوقود الأحفوري في أوروبا.. تراجع مناخي أم تعليق مؤقت لخفض الانبعاثات؟
• ألمانيا.. خطة الغاز المسال تسير على قدم وساق للتخلص من الإمدادات الروسية
• إزالة مليون غالون من التسرب النفطي في خليج المكسيك الأميركي