طاقة متجددةأخبار الطاقة المتجددةأخبار الغازأخبار النفطرئيسيةغازنفط

بيرول: نعيش أسوأ أزمة طاقة عالمية.. وأوروبا تنتظر شتاءً قاسيًا

مدير وكالة الطاقة الدولية يطالب بسقف لأسعار النفط الروسي ومشتقاته

أحمد بدر

يقف العالم الآن في منتصف أزمة طاقة عالمية، تخطت قوتها أزمة السبعينيات، وزادت حدتها مع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط الماضي، الأمر الذي ينذر بشتاء قاسٍ في أوروبا خلال أشهر قليلة، بحسب معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة، فاتح بيرول، إن أزمة الطاقة العالمية تؤثر في إمدادات الطاقة بصورة أكبر مما حدث في سبعينيات القرن الماضي، عندما حدثت أزمات النفط، وفق ما نشرت منصة "آرغوس ميديا" المتخصصة.

وأوضح بيرول -في كلمته أمام منتدى سيدني للطاقة، اليوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز- أن السبب في تخطي حدة الأزمة الحالية لأزمات النفط في السبعينيات هو الدور القوي الذي تؤديه موسكو باعتبارها أكبر مصدري النفط والغاز والفحم في العالم قبل الحرب، في حين كانت أزمة السبعينيات بسبب منتجي النفط.

وأضاف: "نحن في منتصف أول أصعب أزمة طاقة عالمية وأشدها، ولم يشهد العالم مثلها من حيث العمق والعواقب، لأنها متشابكة مع العديد من العوامل، بما فيها الجغرافيا السياسية.. أعتقد أننا ربما لم نشهد أسوأ ما في الأمر حتى الآن.. سيكون هذا الشتاء في أوروبا قاسيًا للغاية".

3 اختلافات عن أزمة السبعينيات

يرى المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن مستهلكي الطاقة سيستجيبون بسرعة إلى صدمات غياب الإمدادات، مثلما حدث في السبعينيات، إذ ستسير عملية التحول إلى الطاقة المتجددة وتكنولوجيا تخزين الهيدروجين والبطاريات بصفة أسرع، لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

أزمة روسيا وأوكرانيا

وعن الاختلافات بين أزمة السبعينيات والأزمة حاليًا، أوضح بيرول أنه في الماضي، كانت هناك أزمة نفط فقط بعد حظر النفط العربي عام 1974 والثورة الإيرانية في 1979، ولكن اليوم هناك أول أزمة طاقة عالمية حقيقية تتعلق بالنفط والغاز والفحم، التي ارتفعت أسعارها جميعًا.

وتابع: "كل هذا يتعلق بروسيا، لأنه في 24 فبراير/شباط (يوم بدء الغزو)، كانت روسيا المصدر الأول للنفط في العالم، والمصدر الأول للغاز واللاعب الرئيس في سوق الفحم، ونتيجة لذلك نرى نظام الطاقة بأكمله يمر بأزمة اليوم".

وبحسب بيرول، فإن الاختلاف الثاني بين أزمة السبعينيات وأول أزمة طاقة عالمية حاليًا، هو أن العالم لديه تكنولوجيات للطاقة النظيفة متاحة بسهولة، إذ تواصل حصة مصادر الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، في إجمالي إمدادات الكهرباء ارتفاعها.

وقال إنه في عام 2019، كانت نسبة مبيعات السيارات الكهربائية من مبيعات السيارات الجديدة تبلغ 2% فقط، ولكن في عام 2022 الجاري، تقترب من 15%، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

أول أزمة طاقة عالمية

قال بيرول: "بالنسبة إلى الاختلاف الثالث، فهو أن العديد من البلدان حول العالم لديها أهداف لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري"، موضحًا أن الأزمة الحالية ستؤدي إلى استجابة البلدان المستهلكة إلى الطاقة، إذ إن الوضع الحالي قد يكون نقطة تحول في تاريخ الطاقة.

وأضاف: "أعتقد أن هذا لسببين: الأول أن محركات مستقبل الطاقة النظيفة اليوم هي الحقائق الاقتصادية والالتزامات المناخية وفي الوقت نفسه أمن الطاقة القومي.. والثاني يستند إلى السلوك التاريخي، إذ إنه في السبعينيات كانت هناك أزمتان نفطيتان، واحدة تلو الأخرى. وأدتا إلى الابتكار في سياسات الطاقة".

وتوقع بيرول حدوث توتر في بعض الدول، بشأن كيفية موازنة مطالبها الوطنية لأمن الطاقة مع تحقيق الأهداف المناخية، لكنه شدد على ضرورة ألا تدفع الدول باستثمارات كبيرة في الوقود الأحفوري.

سقف لأسعار النفط الروسي

خلال حديثه عن أزمة طاقة عالمية، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إن اقتراح مجموعة الدول السبع، المتعلق بفرض سقف لسعر النفط الروسي، يجب أن يشمل المنتجات المكررة أيضًا، وفق تصريحات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

النفط الروسي - واردات أوروبا من النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية

وأوضح فاتح بيرول -خلال حديثه لوكالة رويترز، على هامش منتدى سيدني للطاقة- أنه يأمل أن يحصل الاقتراح على موافقة عدة دول، خاصة لما يتمتع به من أهمية بشأن تقليل التأثير في الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

وتدرس مجموعة الدول السبع الغنية، في الوقت الحالي، فرض سقف لأسعار النفط الروسي، بهدف كبح التضخم والحفاظ على معدلات تدفق النفط، إذ يرى بيرول أن المقترح لا يركز فقط على النفط الخام، لأن المنتجات المكررة تمثل -بدورها- تحديًا مهمًا للاقتصادات، وستتضاعف خطورتها خلال الأشهر المقبلة.

وتتمثّل فكرة مجموعة السبع في ربط الخدمات المالية والتأمين وشحن شحنات النفط بسقف للأسعار، إذ لا يمكن للمورد أو المستورد الحصول على هذه الخدمات إلا إذا التزم بسعر أقصى محدد للنفط الروسي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق