النفط العراقي يواجه منافسة شديدة من البدائل الأرخص
دينا قدري
يواجه النفط العراقي منافسة شديدة من روسيا وساحل الخليج الأميركي، في ظل سعي المشترين في آسيا إلى الحصول على المزيد من البراميل ذات السعر المنخفض.
وتُعدّ مراكز الطلب الرئيسة في آسيا على خامات البصرة هي الهند والصين، بينما تشتري دول أخرى مثل كوريا الجنوبية خام البصرة الثقيل بانتظام.
وكانت شركة تسويق النفط العراقية "سومو" قد رفعت أسعار البيع الرسمية لشهر يوليو/تموز لخامي البصرة المتوسط والثقيل، بمقدار 50 سنتًا للبرميل، وهي زيادة طفيفة مقارنةً بمنتجي النفط الآخرين في الشرق الأوسط، الذين رفعوا الأسعار بنحو 1.80 إلى 2.75 دولارًا للبرميل لخامهم المتجه إلى آسيا، حسبما نقلت إس آند بي غلوبال في وقت سابق.
منافسة النفط الروسي
حتى الآن، في يونيو/حزيران، لم يُسمع عن صفقات خام البصرة للتحميل في يوليو/تموز، بالرغم من أن المشاركين في السوق يتوقعون أن تواصل الهند والصين البحث عن المزيد من خام الأورال الروسي، كما حدث خلال الأسابيع العديدة الماضية.
وعلى الرغم من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، ما تزال براميل خام الأورال المخفضة تجتذب اهتمامًا شرائيًا كبيرًا من الهند والصين، حسبما قال متداول في سنغافورة.
وارتفعت صادرات النفط الروسي خلال المدّة من 1 إلى 15 يونيو/حزيران بمقدار 576 ألف برميل يوميًا، إلى متوسط نحو 3.88 مليون برميل يوميًا، مقارنةً بالمستويات قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، وفقًا لبيانات شركة كيبلر.
وارتفع التدفق من 3.81 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار، ليضع صادرات النفط الروسي المنقولة بحرًا عند أعلى مستوياتها منذ مايو/أيار 2019.
وزادت الصين والهند من حصتهما من النفط الروسي إلى ما يقرب من 30% و20% على التوالي، وهو نمو مجمّع يزيد عن مليون برميل يوميًا عن مستويات ما قبل الحرب، حسبما أفادت إس آند بي غلوبال في وقت سابق.
وقيّمت إس آند بي غلوبال خام الأورال عند 79.515 دولارًا للبرميل في 20 يونيو/حزيران، مقارنةً بـ119.74 دولارًا للبرميل لبرنت المؤرخ، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
خامات ساحل الخليج الأميركي
قد يصبح تصدير الخام الثقيل والحامض من ساحل الخليج الأميركي -أيضًا- بديلًا جذابًا لخام البصرة بالنسبة للمشترين العالميين.
وانخفضت أسعار هذه الدرجات على طول ساحل الخليج الأميركي في الأسابيع الأخيرة، إذ وصل المعروض من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي إلى السوق.
وتعمل الولايات المتحدة على بيع رقم قياسي قدره 180 مليون برميل من النفط الخام من الاحتياطي الإستراتيجي.
وأحدث دفعة بيعت أثّرت في الأسعار، إذ منحت وزارة الطاقة عقودًا لـ 36.31 مليون برميل من الخام الحكومي المقرر إطلاقها حتى 31 يوليو/تموز، للتسليم من منتصف أغسطس/آب حتى سبتمبر/أيلول.
وسلّم احتياطي النفط الإستراتيجي 7.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 10 يونيو/حزيران، تاركًا المخزون عند 511.6 مليون برميل، وهو الأدنى منذ 35 عامًا.
ونظرًا لتوافر فيضان من براميل الاحتياطي الإستراتيجي الحمضية غالبًا في السوق، فقد انخفضت أسعار الخام مثل خام مارس الحامض القياسي والخام الكندي ويسترن كانديان سيليكت، في تكساس.
ومع توقّع إطلاق المزيد من براميل احتياطي النفط الإستراتيجي حتى أكتوبر/تشرين الأول، فقد يفتح ذلك الباب أمام إمكان زيادة صادرات الخام الأميركي الحامض والخام الكندي الثقيل، خاصةً إلى الهند والصين، وفق متعامل في مصفاة في شمال آسيا.
صادرات النفط العراقي
قال وزير النفط العراقي إحسان إسماعيل، إن صادرات البلاد من النفط الخام -التي تتألف من أحجام البصرة ومزيج كركوك التي تُسَوَّق من قبل سومو وحكومة إقليم كردستان- سترتفع إلى 3.8 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران و3.85 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز، حسبما نقلت منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).
وتبلغ الطاقة التصديرية للعراق من موانئ الجنوب نحو 4.6 مليون برميل يوميًا، لكن القدرة التشغيلية أقلّ بكثير؛ بسبب البنية التحتية القديمة والاختناقات، التي كانت تحدّ من زيادات الإنتاج في البلاد.
وأكد إسماعيل أن العراق يواصل العمل على زيادة طاقته الإنتاجية والتصديرية، قائلًا: "نحن ملتزمون بالوصول إلى السعة القصوى البالغة 8 ملايين برميل يوميًا بنهاية عام 2027"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
كما قال: "في الوقت الحالي، ننفّذ مشروعات في جميع حقول النفط تقريبًا، وخاصةً تلك الموجودة في البصرة".
وأضاف أن العراق يشارك -أيضًا- في مشروعات البنية التحتية التي تهدف إلى إنشاء خط أنابيب بحري.
موضوعات متعلقة..
- النفط العراقي يطرح نفسه بديلًا للخامات الروسية في أسواق أوروبا
- النزاع على صادرات النفط العراقي يتصاعد وإقليم كردستان يحذر الحكومة
- مسؤول: إيرادات صادرات النفط العراقي ترتفع 60% في 2022
اقرأ أيضًا..
- الطلب على النفط قد يتراجع مع تزايد الأزمة الاقتصادية العالمية (مقال)
- بيان جزائري عاجل حول صفقة أنبوب الغاز النيجيري
- لأول مرة في تاريخه.. المغرب على أبواب دخول سوق الغاز المسال العالمية
- إعادة تدوير البطاريات غير كافية لتلبية الطلب المتزايد من السيارات الكهربائية (تقرير)