تقرير أوابك عن 6 دول عربية أبرزها السعودية والجزائر ومصر.. وإنجاز لسلطنة عمان
أحمد بدر
توقّع التقرير الجديد لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للنفط، أوابك، أن تحقق الدول العربية إنجازات كبيرة في المستقبل القريب، فيما يتعلق بإنتاج وتصدير الهيدروجين، بجانب دورها الريادي بوصفها مصدرًا تاريخيًا للنفط والغاز.
وقال التقرير، الذي اطّلعت عليه ونشرته منصة الطاقة المتخصصة، وأعدّه الخبير المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن هناك عدّة دول ستتصدّر العالم فيما يخصّ إنتاج الهيدروجين وتصدير الغاز الطبيعي المسال، إذ ستحصل هذه الدول العربية على نصيب ضخم في السوق العالمية.
وجاء تقرير أوابك تحت عنوان "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الأول من 2022"، ليوضح أن التنافس العالمي على الاستثمار في مشروعات الهيدروجين، دخلته بعض الدول العربية بقوة، من خلال وضع خطط وإستراتيجيات وطنية لإنتاجه وتصديره، بجانب قدرات هذه الدول فيما يتعلق بمجالات النفط والغاز.
يشار إلى أن تقريرًا سابقًا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" توقّع أن يغطي الهيدروجين نحو 12% من استخدام الطاقة العالمي بحلول عام 2050، لذا شهد الربع الأول من 2022 نشاطًا عربيًا لتعزيز مشروعات الهيدروجين الأخضر والأزرق والأمونيا الخضراء والزرقاء.
الجزائر مصدر مهم للطاقة
بجانب إمكاناتها الهائلة من الغاز الطبيعي والمعادن، أعلنت الجزائر خططها لتكون فاعلًا أساسيًا في مجال الهيدروجين الأخضر، وتبنّي دور قوي بمسار تحوّل الطاقة عالميًا في المستقبل، وذلك استنادًا إلى إمكاناتها في مجال الطاقة المتجددة، بجانب شبكات وخطوط نقل الغاز داخليًا وعبر الحدود.
ورغم من هذه الإمكانات، كشف تقرير أوابك، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن صادرات الجزائر من الغاز المسال انخفضت بنسبة 25% على أساس سنوي خلال الربع الأول من 2022، إذ بلغت نحو 2.4 مليون طن، مقابل 3.2 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2021.
وتظل صادرات الجزائر من الغاز، وفق التقرير، ضمن النطاق المعتاد، والتي تتراوح بين 2.5 و3 ملايين طن كل 3 أشهر.
وبحسب التقرير، توجهت شحنات الغاز الجزائري إلى الأسواق الأوروبية، في وقت تبحث فيه أوروبا عن مصادر جديدة، إذ تصدّرت الجزائر قائمة الدول ذات الموثوقية العالية في توفير الغاز لعملائها، وفق خبير الغاز لدى أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي.
وحصلت إسبانيا على شحنتين من الغاز الجزائري خلال الربع الأول، بالتزامن مع توقّف ضخّ الغاز عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر المغرب، منذ أواخر عام 2021.
الهيدروجين والغاز في الإمارات
أعلنت الإمارات، في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، خارطة وطنية للهيدروجين، تهدف إلى تحقيق الريادة في إنتاجه وتصديره، إذ وقّعت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة مذكرة تفاهم للتعاون الشامل مع وزارة المالية الاتحادية النمساوية، لتأسيس شراكة صناعية في مجال تكنولوجيا صناعة الهيدروجين.
بالإضافة إلى ذلك، وقّعت شركة "مصدر" اتفاقية تعاون ثلاثية مع شركتي الطاقة العالميتين توتال إنرجي الفرنسية وسيمنس الألمانية، في يناير/كانون الثاني 2022، لتطوير محطة تجريبية في مدينة مصدر، لاستخدام الهيدروجين الأخضر في إنتاج وقود مستدام للطائرات.
وفي مارس/آذار الماضي، أبرمت شركة أدنوك عددًا من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، لإعداد دراسات مشتركة مع شركات ألمانية، لخلق أسواق لإنتاجها من الهيدروجين والأمونيا في المستقبل، منها اتفاقية لتوفير الأمونيا الزرقاء من مشروع "فرتيل" في الرويس، بطاقة مليون طن سنويًا بحلول عام 2025.
وبالنسبة للغاز المسال، قال تقرير أوابك، إن صادرات الإمارات قفزت بنسبة 7.1% على أساس سنوي، وبلغت 1.5 مليون طن خلال الربع الأول، مقابل 1.4 مليون طن في المدة نفسها من 2021، وذلك بدعم من عمل محطة الغاز المسال في جزيرة "داس" بكامل طاقتها، البالغة 5.8 مليون طن سنويًا.
وتوجهت جميع الشحنات من محطة أدجاز التابعة لشركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة إلى آسيا، في حين صدّرت محطة أجاز، خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار، شحنتين من الغاز الطبيعي المسال إلى "ميناء الزور" في الكويت، الذي بدأ تشغيله التجريبي منتصف عام 2021.
إستراتيجية إنتاج الهيدروجين السعودية
أشار تقرير أوابك، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى توقيع المملكة العربية السعودية، ممثلةً في صندوق الاستثمارات العامة، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مذكرة تفاهم ثلاثية مع شركتي سامسونغ وبوسكو، لإنتاج الهيدروجين الأخضر للتصدير، تتضمن إعداد دراسات جدوى لتطوير المشروع.
وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد استحوذ في 2015، على 38% من أسهم شركة بوسكو، وهي أكبر شركات الصلب في كوريا الجنوبية، وتسعى لأن تصبح من أكبر 10 شركات منتجة للهيدروجين في العالم، بطاقة إنتاج تبلغ 7 ملايين طن سنويًا، بحلول 2050.
كما وقّعت وزارة الطاقة السعودية 8 مذكرات تفاهم مع مؤسسات وطنية، للتعاون في تنفيذ مشروعات تجريبية لاستخدام تطبيقات الهيدروجين في قطاع النقل، من خلال استخدام خلايا الوقود.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلن التحالف المسؤول عن تطوير مشروع الهيدروجين الأخضر في مدينة "نيوم" خطة لبدء المشروع، بعد تسوية موقعه في شمال غرب المملكة، إذ من المنتظر أن يبدأ تصدير الهيدروجين المنتج من المشروع بحلول عام 2026.
ومن المنتظر أن يتضمن المشروع ما يصل إلى 4 غيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ستولد من خلالها الكهرباء التي ستسهم في إنتاج نحو 650 طنًا من الهيدروجين الأخضر يوميًا، بجانب 1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، باستثمارات 5 مليارات دولار.
الهيدروجين والغاز المسال في مصر
في يناير/كانون الثاني الماضي، وقّعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" مذكرة تفاهم مع شركتي شل و شلمبرجيه، لدراسة تطوير أعمال إنتاج الهيدروجين والأمونيا، وتخزين الكربون.
وبعدها في مارس/آذار، وقّعت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة ميرسك العالمية، مذكرة تفاهم لدراسة تطوير مشروع لإنتاج الوقود الأخضر من الهيدروجين الأخضر لتموين السفن.
وتعمل شركة ميرسك -أكبر شركة خطوط ملاحية في مصر- على تجهيز 12 سفينة تعمل بالهيدروجين الأخضر، وهو ما سيحتاج إلى توفير مواني تزويد بالوقود، إذ أبدت اهتمامًا بإنشاء مصنع لإنتاج الوقود الأخضر في المنطقة الاقتصادية بالعين السخنة.
وفيما يتعلق بصادرات الغاز، أظهرت بيانات أوابك أن مصر صدًّرت خلال الربع الأول من 2022 نحو 1.9 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، لتحافظ على مستويات الصادرات خلال المدة نفسها من 2021.
وتمكّنت مصر من تحقيق هذا الثبات بفضل مستويات الإنتاج المحلي المرتفعة، بعد تطوير حقول الغاز بمنطقة شرق المتوسط، ومعاودة تشغيل محطة الإسالة في دمياط مطلع 2021، لتصبح لاعبًا رئيسًا في تصدير شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الأوروبية.
وتوقّع تقرير أوابك، في حال استمرار الصادرات المصرية بهذه الوتيرة، ستحقق رقمًا قياسيًا في 2022، قد يصل إلى 8 ملايين طن.
صادرات قطر من الغاز المسال
شهدت صادرات الغاز المسال القطرية، وفقًا لتقرير أوابك، تراجعًا بنسبة 4.5% على أساس سنوي، خلال الربع الأول من 2022، إذ بلغ إجمالي الصادرات نحو 19 مليون طن، مقارنة مع 19.9 مليون طن خلال المدة نفسها من العام الماضي.
وأرجع تقرير أوابك، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، هذا التراجع البسيط إلى تنفيذ شرطة قطر للغاز أعمال صيانة مجدولة في بعض وحدات الإسالة التابعة لها، وهو ما أخطرت به عملاءها مسبقًا، في شهر فبراير/شباط الماضي.
ووفق توقعات خبير الغاز والهيدروجين في منظمة أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، فإن صادرات الغاز القطرية ستعود إلى مستوياتها العالية خلال الأشهر المقبلة.
- هل تنافس الدول العربية في سوق الهيدروجين؟.. تقرير أوابك يكشف مفاجآت بالأرقام
- أمين عام أوابك في ذكرى تأسيسها: نتابع التطورات الأممية بشأن تغير المناخ
سلطنة عمان تقود الإنجازات
حققت سلطنة عمان إنجازًا بقيادتها صادرات الغاز المسال العربية خلال الربع الأول من عام 2022، إذ سجلت صادرت الغاز العمانية نحو 2.9 مليون طن، مقارنة مع 2.6 مليون طن خلال المدة نفسها من العام الماضي، بنسبة نمو 11.5% على أساس سنوي.
وتعدّ زيادة نسبة صادرات الغاز في سلطنة عمان الأعلى عربيًا، وفق تقرير أوابك، إذ تعمل وحدات إسالة الغاز في الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في "قلهات" بكامل طاقتها الإنتاجية، التي تُقدَّر بما يصل إلى 10.4 مليون طن سنويًا.
وتسعى سلطنة عمان إلى الحفاظ على ارتفاع معدلات صادرات الغاز الطبيعي المسال لديها، من خلال وضع وتنفيذ خطط نمو قصيرة وطويلة الأجل.
اقرأ أيضًا..
- أسواق النفط العالمية تشهد تقلبات قوية وسط ارتفاع الإمدادات من أفريقيا
- الغاز الطبيعي في غرب أفريقيا.. 6 مشروعات لتعويض الإمدادات الروسية
- سعة الطاقة الشمسية عالميًا قد تتجاوز 1000 غيغاواط هذا العام (تقرير)
- بطاريات الليثيوم مقابل الهيدروجين.. ما الأفضل لصناعة السيارات؟