بعد قرار أوبك+.. خبراء لـ"الطاقة": أسعار النفط قد تصل إلى 130 دولارًا
دينا قدري
اتفق وزراء تحالف أوبك+ على تسريع زيادة إنتاج النفط بمقدار 648 ألف برميل يوميًا في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين.
وشدد التحالف -خلال اجتماعه الوزاري، اليوم الخميس 2 يونيو/حزيران- على أهمية وجود أسواق مستقرة ومتوازنة للنفط الخام والمنتجات المكررة.
ولاحظ التحالف إنهاء عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة فيروس كورونا في المراكز الاقتصادية العالمية الرئيسة، متوقعًا زيادة استهلاك المصافي العالمية بعد الصيانة الموسمية، وفق بيان صحفي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وقد رحّبت الولايات المتحدة بهذا القرار -الذي طالبت به عدة مرات- للسيطرة على ارتفاع الأسعار، ومواجهة تداعيات حظر واردات الطاقة الروسية.
تأثير قرار أوبك+ في أسعار النفط
في إطار ترقب تأثير قرار أوبك+ في الأسعار، أكد محلل السلع في بنك يو بي إس في سويسرا، جيوفاني ستانوفو، أنه ما زال يُتوقع تداول خام برنت حول 115 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من عام 2022.
وقال ستانوفو -في تصريحات خاصة إلى منصة "الطاقة"-: "كان الجميع سعداء بقرار أوبك+ اليوم.. يُمكن للمنتجين داخل التحالف القول إن بإمكانهم زيادة الإنتاج بصفة أسرع، وستقول الدول المستهلكة إن أوبك+ استمع إليهم".
إلا أنه أشار إلى أن الإضافات الفعلية للمجموعة "ستكون أصغر"، مع وصول العديد من دول أوبك+ إلى طاقتها الإنتاجية.
وقال: "لذلك، لا نتوقع تغييرًا كبيرًا في الديناميكيات بناءً على قرار التحالف اليوم".
وشدد ستانوفو على أن مسار النفط على المدى القريب يُعد مدفوعًا بدرجة أكبر بمدى تعافي الطلب الصيني على النفط، الناجم عن التخلص من عمليات الإغلاق، ومدى قوة حركة السفر خلال فصل الصيف في العالم الغربي.
بينما توقع الكاتب المتخصص في إستراتيجيات الاستثمار، إريك نوتال، أن أسعار النفط ستتراوح على الأرجح بين 110 دولارات و130 دولارًا للبرميل خلال الصيف، مدفوعة بمخاطر الركود مع إدراك الاقتراب من استنفاد الطاقة الاحتياطية عالميًا.
عوامل دعم الطلب على النفط
من جانبه، أوضح مؤسس شركة برغرابن، ألكسندر ستاهيل، أنه من المتوقع أن تشهد أسعار النفط ذبذبة عالية في النصف الثاني من عام 2022، ولكن ضمن نطاق محدد.
وأشار إلى أن الطلب على النفط في النصف الثاني من العام يبدو مدعومًا بعمليات إعادة الفتح في الصين على نحوٍ تدريجي، لحين إعادة انتخاب الرئيس شي جين بينغ في أكتوبر/تشرين الأول.
كما يُدعم الطلب بانتهاء موسم الصيانة وبدء موسم القيادة، فضلًا عن إعادة ملء 60 مليون برميل من احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي في الخريف.
وتحدث ستاهيل -في تصريحات خاصة إلى منصة "الطاقة"- عن انخفاض ملحوظ في الطلب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وآسيا (باستثناء الصين) حتى الآن، على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود.
وفي غضون ذلك، أصبح انقطاع المعروض النفطي هو القاعدة وليس الاستثناء، بعد عقد من نقص الاستثمار، بحسب ستاهيل الذي أكد أنه من المحتمل ألا تساعد عمليات الإغلاق الروسية في تحقيق التوازن بالسوق، ما يجبر الأسعار المرتفعة على القيام بهذا الدور.
وشدد على أن الخطر الرئيس هو هبوط أسعار النفط تحت 100 دولار للبرميل، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، الأمر الذي يزيد المضاربات الداعمة لتخفيض الأسعار في النصف الثاني من العام.
هل أوبك+ يتجه إلى زيادة جديدة؟
أوضح ألكسندر ستاهيل -في تصريحاته- أنه من غير المرجح أن يؤدي قرار أوبك+ اليوم إلى زيادات إضافية في سبتمبر/أيلول للتعويض عن انخفاض صادرات النفط الروسية.
إذ قال: "على سبيل المثال، إننا نكافح لمعرفة أي عضو في أوبك+ يمكنه الوفاء بحصته، بخلاف السعودية أو الإمارات أو عُمان".
وفي الوقت نفسه، ذكر ستاهيل أنه لا تزال هناك مخاطر كبيرة لتعطل الإمدادات في ليبيا، التي قد تقلل من صادرات أوبك+.
وأشار إلى ترقب كيف يُمكن لروسيا -بحلول ديسمبر/كانون الأول- إعادة بيع 2.9 مليون برميل يوميًا من الصادرات الأوروبية إلى الصين والهند وتركيا بعد اتفاقية لمرة واحدة لملء احتياطيات الصين الإستراتيجية.
موضوعات متعلقة..
- حصص إنتاج النفط لدول أوبك+ في يوليو 2022
- أول تعليق من الولايات المتحدة على قرار أوبك+ ودور السعودية
- 8 خبراء يحللون لـ"الطاقة" مستقبل أوبك+ وإنتاج السعودية في ظل العقوبات ضد روسيا
اقرأ أيضًا..
- عمال أكبر محطة عائمة لإنتاج الغاز المسال في العالم يهددون بالإضراب
- ارتفاع أسعار مكونات الطاقة الشمسية قد يعرقل خطط أوروبا (تقرير)
- مخطط لإنشاء شبكة كهرباء تحت بحر الشمال لربط مزارع الرياح
- بطاريات الليثيوم مقابل الهيدروجين.. ما الأفضل لصناعة السيارات؟