أنس الحجي: تحالف أوبك+ لا يمكنه تعويض الخفض المقترح بإنتاج النفط الروسي
ياسر نصر
أكد خبير اقتصادات وسياسات الطاقة، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، أن تحالف أوبك+ لا يمكنه تعويض الخفض المقترح في إنتاج النفط الروسي.
وكان نائب رئيس شركة لوك أويل الروسية، ليونيد فيدون، قد اقترح خفض إنتاج النفط الروسي من 10 ملايين برميل يوميًا إلى 7-8 ملايين برميل يوميًا، بالتزامن مع تشديد القيود وفرض عقوبات لحظر نفط موسكو، بسبب الحرب الأوكرانية.
قال أنس الحجي، إن هناك العديد من السيناريوهات وراء المقترح الروسي، الذي ربما يحمل في حدّ ذاته إشارات إلى العديد من الجهات، وفي مقدّمتها الهند، التي طالبت موسكو بمزيد من تخفيضات الأسعار.
وأضاف: "من خلال المقال ستكون الرسالة الروسية إلى الهند، إننا سنقوم بتخفيف الإنتاج، ومن ثم لا يوجد تخفيضات في الأسعار، والأفضل أن تدفعوا بالأسعار الحالية".
وكانت نيودلهي قد طلبت من موسكو، مطلع الشهر الجاري، الحصول على شحنات من النفط الروسي بأسعار تقلّ عن 70 دولارًا للبرميل، على أساس التسليم، للتعويض عن عقبات إضافية مثل تأمين تمويل المشتريات، في توقيت يُتَداوَل فيه خام برنت القياسي العالمي فوق 110 دولارات للبرميل.
أسباب الخفض الروسي
أضاف الحجي في مقابلة مع قناة العربية، اليوم الثلاثاء 31 مايو/أيار: "لا يمكن لرئيس شركة نفط من الشركات القريبة من دائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يكتب مقالًا باللغة الروسية، وينتشر في أحد أكبر الصحف الروسية، دون أن يكون قد أُعطي الضوء الأخضر من هذه الدوائر مسبقًا بتخفيض الإنتاج".
وأشار إلى أنه "لا نعرف الأسباب الحقيقية وراء المقال، وهل هناك مشكلات تقنية قد تؤدي إلى خفض إنتاج النفط الروسي، وهو ما يكون إشارة إلى جنرالات الجيش بأنه لا يمكننا تصدير النفط بالكميات السابقة، أو إشارة إلى بعض مستشاري بوتين".
وقال أنس الحجي، إن المقال ربما يحمل رسائل إلى أوروبا، أو الهند، أو الرئيس الأميركي جو بايدن، إلّا أن المشكلة الأساسية للنفط الروسي الآن -بغضّ النظر عن العقوبات الأوروبية- هي قطع الغيار، ومن ثم قد يتأثر الإنتاج الروسي.
حظر النفط الروسي
تطرّق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة إلى العقوبات الأوروبية على واردات النفط الروسية، واصفًا إياها بالفاشلة.
وقال الحجي: "ليس هناك أدلة على فشل العقوبات الأوروبية على روسيا من تعددها ووصولها إلى الحزمة السادسة، والتي ربما تصل مع نهاية العام إلى الحزمة العاشرة".
وأوضح أن الأوروبيين ليس لديهم خطة متكاملة وواضحة للتعامل مع روسيا، إذ إن الواقع يقو، ليس هناك كميات كافية للتعويض عن النفط الروسي، ومن ثم كل ما يفعله الأوروبيون هو إعادة تشكيل التجارة الدولية في النفط، ورفع أسعار النفط.
شهدت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، 31 مايو/أيار 2022، قفزة كبيرة مدفوعة بإعلان الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق لحظر واردات النفط الروسية مع نهاية العام الجاري، بالتزامن مع إعلان الصين عن إعادة فتح المدن المغلقة لمحاصرة فيروس كورونا.
وبحلول الساعة 02:02 مساءً بتوقيت غرينتش (05:02 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم يوليو/تموز 2022- نحو 1.80%، مسجلًا 123.86 دولارًا أميركيًا.
تأثير القرار الأوروبي في الأسعار
قال أنس الحجي، إن قرار الاتحاد الأوروبي لن يكون له تأثير مباشر في أسواق النفط حاليًا، خاصة أن دول التكتل عادت إلى النقطة التي كانت مُثارة قبل 3 أشهر مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي وقف واردات النفط الروسية بحلول نهاية العام.
وأضاف: "الإشكالية هنا أن هناك تخوفًا من أن العقوبات لا تشمل الأنابيب خلال الأشهر القادمة، وهو ما يمكّن الدول الأوروبية التي تستورد النفط عبر الأنابيب من استيراد كميات أكبر من احتياجاتها، وبيعها لبقية الدول الأوروبية".
واستطرد مستشار تحرير منصة الطاقة، أنس الحجي، أن المضحك أيضًا أن استيراد الصين والهند المزيد من النفط الروسي يعني زيادة صادرات بكين ونيودلهي من المنتجات النفطية إلى أوروبا، ومن ثم فإن أوروبا ستشتري النفط الروسي في كل الحالات.
واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على حظر لواردات النفط الروسية، يبدأ العمل به قرب نهاية العام، والذي يستثني في الوقت الحالي الواردات عبر خطوط الأنابيب التي تعتمد عليها المجر ودولتان غير ساحليتين في وسط أوروبا.
وشدد أن العقوبات الأوروبية مجرد عقوبات رمزية، لن تكون واقعية، فالتاريح أثبت أن العقوبات الاقتصادية تفشل دائمًا.
زيارة لافروف
نفي أنس الحجي أن تكون زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى دول الخليج العربي، مرتبطة بقرارات الاتحاد الأوروبي، أو اجتماع تحالف أوبك+ المقرر له الخميس المقبل.
وقال الحجي، إن زيارة لافروف إلى المنطقة تحمل العديد من الملفات بالتأكيد، والتي سيكون من بينها النفط والغاز، إذ لا يمكن عزل ملفات الطاقة عن زيارة وزير الخارجية الروسي إلى دول الخليج.
ومن المقرر أن يزور سيرغي لافروف سيزور السعودية غدًا الأربعاء، إذ سيلتقي بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وتأتي الزيارة قبل يوم واحد من اجتماع أوبك+، إذ من المتوقع أن يلتزم التحالف باتفاق إنتاج النفط الذي تمّ التوصل إليه العام الماضي، من خلال رفع الإنتاج في يوليو/تموز، بمقدار 432 ألف برميل يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي يكشف السر وراء قرار حظر النفط الروسي وماذا تفعل أوبك+؟ (فيديو)
- هل يؤثر قرار وكالة الطاقة في خطة أوبك+؟.. أنس الحجي يجيب
اقرأ أيضًا..
- توليد الكهرباء في الفضاء.. بريطانيا تدرس مشروعًا غير مسبوق
- إيرادات صادرات مصر من الغاز تسجل قفزة كبيرة في 4 أشهر