قمة المناخ كوب 27.. لقاءات مصرية مكثفة في دافوس لتعزيز أدوات التمويل (صور)
شهدت فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" نشاطًا لعدد من المسؤولين المصريين لتعزيز أدوات تمويل العمل المناخي، في إطار استعدادات القاهرة لاستضافة قمة المناخ كوب 27 نهاية العام الجاري.
وعقدت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط العديد من اللقاءات، مع مسؤولي جهات التمويل الدولية، وكذلك مسؤولي عدد من الحكومات لاستعراض خطة مصر، ومساعيها لتعزيز العمل المناخي.
وتضمنت لقاءات المشاط، مسؤولي الحكومات، ومؤسسات التمويل الدولية، والمؤسسات المعنية بالعمل المناخي، والقطاع الخاص، خلال مشاركتها في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، لمناقشة سبل تحفيز أدوات التمويل المبتكر والتمويلات المختلطة بهدف دفع خطة العمل المناخي والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في ظل استضافة مصر لقمة المناخ كوب 27.
التنمية المستدامة
عقدت وزيرة التعاون الدولي اجتماعًا ثنائيًا مع ملكة هولندا، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتمويل الشامل من أجل التنمية، ماكسيما، إذ بُحِثت أهمية تحقيق الشمول المالي في تحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التغيرات المناخية.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي خلال اللقاء إلى المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) التي تهدف إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين في المناطق الأكثر احتياجًا، من خلال أنشطة في مختلف مجالات التنمية على تنوعها بما في ذلك الشمول المالي، وزيادة نسبة الشباب والسيدات الذين لديهم حسابات بنكية، كما أشارت إلى مشروع تكافل وكرامة الذي طبّقته الحكومة بالمشاركة مع البنك الدولي، والذي كان سببًا في ضمّ ملايين المواطنين من الفئات الأقلّ دخلًًا للمنظومة المالية في مصر.
في سياق آخر، بحثت وزيرة التعاون الدولي مع وزير المالية البحريني، الدكتور سلمان بن خليفة آل خليفة، سبل التعاون المشترك بين البلدين في مجالات التنمية المختلفة، وتعزيز الشراكات التنموية، والفرص المتاحة للتعاون في مجال ريادة الأعمال والابتكار.
مشروعات التحول الأخضر
التقت "المشاط" رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أوديل رينو باسو، إذ جرى التأكيد على العلاقات الوثيقة بين الحكومة والبنك، والتطرق إلى تنفيذ الإستراتيجية القطرية الجديدة للبنك في مصر 2022-2027، والتي أُقِرَّت مؤخرًا.
كما بُحِثَت المشروعات الجديدة التي يجري التشاور بشأنها بين الجانبين، لا سيما في مجالات التحول الأخضر، في ظل استضافة مصر لقمّة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ، نهاية العام الجاري.
وخلال اجتماعها مع نائب رئيس سيتي بنك، جاي كولينز،، واصلت "المشاط" مباحثاتها لتعزيز أدوات التمويل المبتكر من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وسدّ الفجوة التمويلية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
يأتي ذلك في إطار الدور الذي تقوم به وزارة التعاون الدولي للتباحث مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين للاتفاق على آليات تعزيز التمويل المبتكر الذي يعزز مشاركة القطاع الخاص في التنمية، ويتيح الفرص لمشاركة الأطراف ذات الصلة في دعم جهود التمويلات المناخية وتنفيذ مشروعات التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية.
الطاقة المتجددة
التقت "المشاط" أيضًا، خلال مشاركتها في قمة دافوس، رئيسة الاستدامة بشركة سيمنس، جوديث ويس، التي تعدّ إحدى أكبر الشركات التي تستثمر في مصر.
وخلال اللقاء جرى التأكيد على الدور الحيوي الذي تقوم به شركات القطاع الخاص، من خلال التعاون مع الحكومات والأطراف الأخرى ذات الصلة، لتعزيز التحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة.
وبحثت وزيرة التعاون الدولي التعاونَ مع الشركة في إطار استضافة مصر لقمّة المناخ كوب 27، كما استعرضت الخطوات التي تقوم بها الحكومة لتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في مجال البنية التحتية المستدامة، وتعزيز التنافسية الاقتصادية، من خلال إتاحة دور أكبر للقطاع الخاص في القطاعات الحيوية، مثل النقل والكهرباء والمياه، وسعي مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
وتطرقت كذلك إلى المشروعات القومية الكبرى التي نُفِّذَت في قطاعات الطاقة المتجددة، مثل مشروع بنبان للطاقة الشمسية أحد أكبر المشروعات في المنطقة، بالإضافة إلى الإجراءات التي بدأ تنفيذها للتوسع في توليد الهيدروجين الأخضر وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إطار خطة وطنية للهيدروجين الأخضر.
ومن ناحيتها، عبّرت رئيسة الاستدامة بشركة سيمنس عن تقديرها للتعاون الذي تبديه الحكومة مع الشركة لدعم جهود التحول الأخضر، وتنفيذ العديد من المشروعات، واستعدادها للتعاون في مؤتمر الأطراف.
التحول الرقمي
كما عقدت وزيرة التعاون الدولي لقاءًا مع الأمينة العامّة لمنظمة التعاون الرقمي، ديما اليحيى، إذ بُحِثت أهمية الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، مع تأكيد أهمية الابتكار والرقمنة في دفع جهود العمل المناخي وتعزيز التحول الأخضر.
وتعد ّمنظمة التعاون الرقمي جهة عالمية متعددة الأطراف، تسعى لتحقيق الازدهار الرقمي للجميع، من خلال إطلاق مختلف الأنشطة والمبادرات التي تركز على الاقتصاد الرقمي ودعم الشباب وروّاد الأعمال والنساء، وتضم في عضويتها ثماني دول، هي البحرين، والأردن، والكويت، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، ورواندا، والسعودية.
التمويل المختلط للعمل المناخي
شاركت رانيا المشاط في جلسة حوارية مع التحالف العالمي للتمويل المختلط، بالجناح الإندونيسي، خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، حول أهمية التمويل المختلط في تعزيز العمل المناخي، وسدّ الفجوات التمويلية في الدول النامية والاقتصادات الناشئة، لتنفيذ خطط التحول الأخضر، وتنفيذ المشروعات التي تقلل من آثار التغيرات المناخية.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي أهميةَ التحالف العالمي للتمويل المختلط، لدعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والشاملة، وتوفير التمويلات للأسواق الناشئة، وتمويل مشروعات البنية التحتية المستدامة، وتوفير الحلول المبتكرة للتحول الأخضر، وتحفيز رؤوس الأموال الخاصة على المشاركة في هذه المشروعات، وتحفيز الأطراف الأخرى، مثل المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية.
العمل مع مؤسسات التمويل
التقت وزيرة التعاون الدولي الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المناخ الأوروبية، لاورنس تروبيانا، إذ استعرضت الإجراءات التي تقوم بها مصر للمضي قدمًا نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال تنفيذ مشروعات في القطاعات ذات الأولوية مثل الطاقة المتجددة، والمياه والبنية التحتية المستدامة، وجهود دعم العمل المناخي، وكذلك العلاقات المشتركة مع مؤسسات التمويل الدولية لتنفيذ المشروعات.
وأكدت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المناخ الأوروبية الدورَ الرئيس الذي تقوم به مصر في التحول نحو الطاقة المتجددة، وتطلُّع المؤسسة للعمل المشترك مع مصر لدعم العمل المناخي.
وتضم المؤسسة الأوروبية للمؤسسة أكثر من 500 منظمة تعمل على تنسيق الجهود ودعم السياسات الهادفة لتنقية أوروبا من الانبعاثات الضارة، ودعم سياسات العمل المناخي عالميًا.
وتشارك رانيا المشاط في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، الذي يُعقد تحت عنوان "صياغة السياسات الحكومية وإستراتيجيات الأعمال في مرحلة تاريخية فارقة"، والذي تستمر أعماله حتى الخميس المقبل، بمشاركة أكثر من 2500 من قادة الحكومات والاقتصاد في العالم وصنّاع القرار والمؤسسات الدولية، ويُعقد المنتدى فعليًا للمرة الأولى منذ اندلاع جائحة كورونا بداية عام 2020.
وتسيطر على فعاليات المنتدى 8 موضوعات رئيسة، يتصدّرها العمل المناخي والطبيعة، والاقتصادات العادلة، والتكنولوجيا والابتكار، والمهارات والوظائف، والصحة والرعاية الصحية، وبيئة أفضل للأعمال، والعدالة الاجتماعية، والتعاون الدولي.
موضوعات متعلقة..
- قمة المناخ كوب 27 تتصدر مباحثات وزير البترول المصري في دافوس (صور)
- هل تعالج قمة المناخ كوب 27 ما أفسده غزو روسيا لأوكرانيا؟
- مصر تدرس طرح سندات خضراء قبل قمة المناخ كوب 27
اقرأ أيضًا..
- سوق حرق الأمونيا في محطات الفحم قد تصل لـ100 مليار دولار
- توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية ليلًا وفي المطر.. 3 تقنيات جديدة
- إيرادات صادرات النفط السعودي تسجل 30.39 مليار دولار في مارس