أميركا تدرس قرارًا نادرًا بالسحب من احتياطي الديزل.. ماذا يعني ذلك؟
أحمد شوقي
- أسعار الديزل في أميركا وصلت إلى مستويات مرتفعة
- منطقة الشمال الشرقي الأكثر تضررًا من نقص الإمدادات
- الإدارة الأميركية تدرس السحب من احتياطي الديزل
- مخزونات المقطرات في الشمال الشرقي عند مستوى قياسي منخفض
يدرس البيت الأبيض اتخاذ قرار نادر بالسحب من احتياطي الديزل في أميركا، لمواجهة الارتفاع الحادّ للأسعار، وسط نقص الإمدادات.
وبلغ متوسط السعر الوطني للديزل في أميركا 5.56 دولارًا للغالون أمس الأحد (22 مايو/أيار)، بزيادة 75% عن العام الماضي، لكنه أقلّ قليلًا من الرقم القياسي المسجل الأسبوع المنصرم عند 5.58 دولارًا، بحسب بيانات الجمعية الأميركية للسيارات (AAA).
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن متوسط سعر وقود الديزل للأفراد في الولايات المتحدة بلغ 5.61 دولارًا للغالون في 16 مايو/أيار الجاري، بزيادة دولارين عن مستويات 3 يناير/كانون الثاني الماضي.
ومع قفزة الأسعار، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في الإدارة الأميركية اليوم الإثنين، أن البيت الأبيض يدرس إعلانًا طارئًا للسحب من احتياطي الديزل في أميركا؛ رغبة في معالجة أزمة الإمدادات.
احتياطي الديزل
كان ارتفاع أسعار الديزل في منطقة الشمال الشرقي من بين أعلى المعدلات في البلاد، إذ سجّل متوسط سعر التجزئة للديزل في منطقتي نيو إنغلاند ووسط المحيط الأطلسي 6.43 و6.36 دولارًا للغالون خلال 16 مايو/أيّار، بزيادة قدرها 78% و68% على التوالي، منذ بداية العام، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وبحسب وكالة رويترز، سيكون التأثير الناتج عن السحب من احتياطي الديزل محدودًا؛ نظرًا للحجم الصغير نسبيًا للاحتياطي، الذي يحتوي فقط على قرابة مليون برميل من الديزل، أي ما يعادل استهلاك يوم واحد في المنطقة.
ومن شأن سحب البيت الأبيض من احتياطي زيت التدفئة، الواقع في شمال شرق الولايات المتحدة، أن يمثّل المرة الثانية لاتخاذ هذه الخطوة منذ عام 2012، في أعقاب إعصار ساندي.
ويهدف احتياطي الديزل -الذي أنشأته الولايات المتحدة عام 2000- إلى توفير الحماية للمنازل والشركات في شمال شرق الولايات المتحدة، في حال حدوث انقطاع في الإمدادات.
ويتمركز احتياطي الديزل في 3 مواقع بمنطقة الشمال الشرقي:-
- 400 ألف برميل في منطقة بوسطن.
- 300 ألف برميل داخل منطقة ميناء نيويورك.
- 300 ألف برميل في غروتون بولاية كونيتيكت.
مخزونات المقطرات
نظرًا لأن الساحل الشرقي يستهلك منتجات نفطية أكثر مما تنتجه المصافي الإقليمية، فإن المنطقة تتلقى إمدادات من ساحل الخليج الأميركي، وتستورد من دول أخرى.
وفضلًا عن ذلك، انخفضت قدرة تكرير نواتج التقطير في الساحل الشرقي بنحو 100 ألف برميل يوميًا مع إغلاق مصفاة فيلادلفيا لحلول الطاقة، عقب انفجار يونيو/حزيران 2019.
ومع نقص الإمدادات -جراء انخفاض سعة التكرير في منطقة ساحل الخليج الأميركي أيضًا- زادت عمليات السحب من المخزونات التجارية لنواتج التقطير في الشمال الشرقي للولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة مع ارتفاع الأسعار.
وبلغت مخزونات نواتج التقطير في المنطقة مستوى 22.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي 13 مايو/أيار الجاري، لتكون أقلّ بنسبة 47% من متوسط الـ5 سنوات، بعدما سجلت مستوى قياسيًا منخفضًا في الأسبوع السابق له، وهو ما يجعل الإدارة الأميركية تفكر في احتياطي الديزل.
وبصفة عامة، تقف مخزونات المقطرات في الولايات المتحدة عند أقلّ مستوياتها منذ 2005، بعدما بلغت 105.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي 13 مايو/أيار الحالي.
السحب من احتياطي النفط مستمر
بعيدًا عن خطط الإصدار من احتياطي الديزل،فقد لجأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسحب من احتياطي النفط الإستراتيجي 3 مرات في الأشهر الأخيرة، لمواجهة ارتفاع أسعار البنزين، التي وصلت إلى مستوى قياسي عند 4.50 دولارًا للغالون، لكنها لم تُظهر أيّ علامات على الهدوء حتى الآن.
وفي أوائل مارس/آذار الماضي، أعلنت الولايات المتحدة سحب 30 مليون برميل من المخزون الإستراتيجي، بعد أن التزمت بالإفراج عن 50 مليون برميل في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
ومع التأثير الضئيل لهذه السحوبات، أعلنت الإدارة الأميركية -نهاية مارس/آذار الماضي-أكبر عملية سحب من احتياطي النفط الإستراتيجي على الإطلاق، من خلال بيع 180 مليون برميل لمدة 6 أشهر، لمواجهة تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن شأن اكتمال عمليات السحب هذه أن يدفع الاحتياطي الإستراتيجي لأقلّ مستوى منذ عام 1984، عند 385 مليون برميل.
موضوعات متعلقة..
- أسعار البنزين والديزل.. توقعات باستمرار ارتفاعها في أميركا خلال 2022
- احتياطي النفط الإستراتيجي.. حل مؤقت لتهدئة أسعار البنزين في أميركا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: استمرار زخم مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا في 2022
- لماذا تعد ميشيغان عاصمة صناعة السيارات في أميركا؟ (إنفوغرافيك)