آسيا تستفيد من ارتفاع أسعار الوقود.. والنفط الروسي كلمة السر
أمل نبيل
في الوقت الذي أجبرت فيه زيادة أسعار الوقود الشعوبَ الأوروبية على دفع ثمن حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، استطاعت الأسواق الآسيوية استغلال تلك الأزمة لصالحها، على الرغم من كون معظمها مستوردًا صافيًا للنفط.
وارتفعت أسعار النفط بالقرب من حاجز 140 دولارًا للبرميل، بعد اندلاع شرارة الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، قبل أن تقلّص من مكاسبها لتُتداول بالقرب من 112 دولارًا للبرميل بنهاية تعاملات الجمعة 22 مايو/أيار، كما قفزت أسعار الوقود الأخرى من الفحم والغاز لمستويات غير مسبوقة.
وقبل الحرب على أوكرانيا، باعت روسيا نحو نصف إنتاجها البالغ 7.85 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمكرر إلى أوروبا.
أزمة أسعار الوقود
قال وزير التنمية الاقتصادية في روسيا، مكسيم ريشيتنيكوف، إن آسيا ستستفيد في نهاية المطاف من النمو في أسعار الوقود، بسبب زيادة القدرة التنافسية في الأسواق المحلية.
وأضاف: "نحن نفترض أن روسيا مورّد رئيس للوقود، ولا يمكن استبدالها بسهولة، علاوة على ذلك، سيُعاد توجيه الموارد، مع لجوء أوروبا إلى استيراد المنتجات النفطية من القارّتين الأميركية والآسيوية، وترويج روسيا لنفطها في أسواق آسيا".
وسجلت صادرات روسيا من الوقود الأحفوري نحو 63 مليار يورو (66.46 مليار دولار) منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط حتى أواخر أبريل/نيسان الماضي، بحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (سي آر إي إيه).
واستورد الاتحاد الأوروبي نحو 71% من الصادرات الروسية من النفط والغاز، بقيمة 44 مليار يورو (46.2 مليار دولار).
وأكد الوزير الروسي أن تحوّل موسكو نحو آسيا سيتطلب تغييرًا جوهريًا في الخدمات اللوجستية.
ويتعين على ناقلات النفط الروسية القيام برحلات طويلة لتسليم شحناتها من النفط إلى دول آسيا، وهو ما قد يتسبّب في خسائر مالية لموسكو، حال استمرار الوضع الحالي.
وتحتاج ناقلات النفط شهرًا للانتقال من روسيا إلى الهند، مقارنةً بنحو أسبوعين للوصول إلى أوروبا.
النفط الروسي يتوغل في آسيا
"للأسف، سيستوجب ذلك رفع أسعار النفط للمستهلكين، سيكون الشعب الأوروبي أول من يتحمل تبعات ذلك، وفي المقابل سيستفيد المستهلكون الآسيويون من هذا الوضع، ونتيجة لذلك، ستنمو القدرة التنافسية في الأسواق الآسيوية"، وفقًا لتصريحات وزير التنمية الاقتصادية الروسي التي نقلتها وكالة "تاس" للأنباء، واطّلعت عليها منصة "الطاقة" المتخصصة.
على الرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لحظر صادرات النفط الروسية، استطاعت موسكو أن تشقّ طريقًا لخامها الأسود بين الدول الآسيوية.
وتعدّ الهند والصين أكبر المستفيدين من النفط الروسي الرخيص، إذ نجحت الهند في استغلال الحظر المفروض على منتجات روسية من الخام الأسود، لتشتريه بتخفيضات كبيرة تزيد عن 30 دولارًا للبرميل.
وفي أبريل/نيسان الماضي، اشترت الهند 627 ألف برميل يوميًا من الخام الروسي، مقارنة بـ 274 ألف برميل يوميًا في مارس/آذار، بحسب صحيفة واشنطن بوست، والتي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتُعدّ الصين أكبر مستورد للخام في العالم، وأكبر مشترٍ للنفط الروسي، وفي عام 2021، استوردت بكين ما يقرب من 1.6 مليون برميل من الخام الروسي، وفقًا لبيانات الحكومة الصينية.
على الرغم من الحظر الأوروبي الأميركي، من المتوقع أن ترتفع العوائد الضريبية على روسيا لأكثر من 180 مليار دولار، بسبب الارتفاع الحادّ في أسعار النفط، بزيادة قدرها 45% عن العام السابق.
موضوعات متعلقة..
- النفط الروسي.. الهند تبحث عن سفينة لشحن 700 ألف برميل إلى آسيا
- هل تنقذ آسيا النفط الروسي من الحظر الأميركي والأوروبي؟
- أسعار النفط والفحم القياسية تملأ خزائن قطبي الطاقة في آسيا
اقرأ أيضًا..
- تأكيدًا لانفراد "الطاقة".. صحيفة عبرية: الغاز الإسرائيلي يصل أوروبا عبر مصر قريبًا
- الكهرباء في أميركا تواجه صيفًا قاسيًا.. لهيب الحرارة وعواصف وأعاصير
- نقص الرقائق الإلكترونية يؤرّق شركات تصنيع المعدات الأصلية للسيارات